إعلان

"لكل شخص دوره".. عائلات تدعم المقاتلين على جبهات القتال في قره باغ

05:39 م السبت 10 أكتوبر 2020

قره باغ - ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بيشيك - (أ ف ب)

في الظاهر تبدو ستيباناكرت عاصمة قره باغ الانفصالية شبه مهجورة، لكن تحت الأرض في الأقبية والمرائب والمستودعات المخفيّة ثمة تعبئة لدعم المقاتلين ضد القوات الأذربيجانية في الجبهات.

رغم دوي صافرات الإنذار منذ عدة دقائق لإعلان سقوط وشيك لصواريخ أو وجود طائرات مسيّرة في الأجواء، بالكاد يتراجع النشاط في قبو مصنع للنسيج يبدو متوقفا عن العمل يقع في سفح تلال في إحدى أعالي المدينة.

توجد بضع سيارات مركونة في الجوار، تدل على حضور بشري في المكان. يدخل ويغادر المبنى بحذر رجال يرتدون ملابس مدنية أو سترات وسراويل مموهة أو بزات عسكرية.

طوابق المبنى فارغة، إذ يجري كل شيء في القبو الواسع.

ينشغل منقذون وممرضون بتنظيف نقّالات قماشها أخضر من الواضح أنها تستعمل لإجلاء المصابين من ميدان القتال، جرى انزالها من أربع شاحنات تعود للحقبة السوفياتية وتتبع أجهزة الطوارئ المحلية.

توجد عشرات الصناديق الكرتونية المخزنة في غرفة ملحقة، تحوي قهوة وقطع شوكولاته وسجائر وأطعمة جمعت في يريفان ومدن أرمينية أخرى، موجهة للقوات في الجبهة.

وتنتشر على الأرض عشرات مقابض الفؤوس ومعاول جديدة لا تزال مغلفة، تمثل أدوات لا غنى عنها لتهيئة المواقع المتقدمة وتعبئة أكياس الرمل التي تمثل وسيلة الحماية الأولى للمقاتلين.

نتقدم أكثر داخل المستودع المظلم. تحت أضواء النيون، ينشط عشرات الأشخاص مقسمين في صفين من آلات الخياطة.

يشرح سناسار تيفونيان المكلف برسم الخطوط المموهة على قماش أخضر، "كنا نعمل في الطوابق العليا، نزلنا إلى القبو قبل أسبوع للاحتماء من القنابل التي بدأت تتساقط".

"من أجل شعبنا"

جاء سناسار (62 عاما) من روسيا "للقتال"، لكنه اعتبِر "مسنا" للذهاب للخط الأول. يقول "هنا أقدم فائدة".

كان المصنع ينتج السجادات وسترات تصدّر إلى إيطاليا. لكنه صار ينتج بزات عسكرية وحقائب نوم وسترات ذخيرة، بأيادٍ مكرسة تماما لقضية "جمهورية آرتساخ"، التسمية الأرمنية لقره باغ والاسم الرسمي للجمهورية المعلنة من طرف واحد.

يدعم كافة سكان هذا الجيب الأرمني، كل بطريقته، الرجال الذين يقاتلون أذربيجان.

فضل جزء من عمال المصنع النزوح إلى يريفان مع عائلاتهم. أما الستينية بيلا هاييبيتيان، فقد بقيت "من أجل أبنائنا وإخوتنا وأزواجنا الذين يقاتلون في الجبهة".

جاءت أيضا شابات متطوعات للمساعدة في العمل على آلات الخياطة. ماريا ميكايليان (36 عاما) مكلفة بطرز جيوب سترة ذخيرة، وتقول "البعض كانوا لا يجيدون أي شيء، لقد علمتهم الخياطة".

وتضيف "هذا البلد صغير، يوجد من كل عائلة شخص على الجبهة. نقوم بكل هذا من أجل شعبنا وبلدنا".

وتشدد على أنه "لا توجد عائلة غير مشاركة، بطريقة أو بأخرى، في الحرب" الدائرة في الجبهات التي تبعد نحو 30 كلم من هنا.

تعمل المتطوعات كامل اليوم، حتى منتصف الليل أحيانا. ينام بعضهن في المكان، على أسرة معسكرات حربية. وتأتي العربات على امتداد النهار لاستلام المواد التي تنتج هنا.

تقول بيلا "لدينا جميعا قريب يشارك في القتال، وكل من يدافع عن أرضنا في الجبهة أخ لنا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان