إعلان

قتل 9 وأصاب مئات في 5 دول.. "الفيروس الغامض" يجتاح العالم في 23 يومًا

03:28 م الأربعاء 22 يناير 2020

فيروس كورونا

كتبت- رنا أسامة:

يواصل الفيروس الغامض الفتّاك، الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية على أنه فصيل جديد من فيروسات "كورونا"، انتشاره بوتيرة سريعة بعد أن تأكّد وصوله إلى 5 دول، منذ إعلان أولى حالات الإصابة به مدينة ووهان الصينية في 31 ديسمبر الماضي، موقِعًا حتى الآن ما لا يقل عن 9 قتلى وأكثر من 400 مُصاب، وسط ترجيحات بتجاوز عدد الإصابات المُعلن إلى أكثر من ألف. الأمر الذي أثار مخاوف عالمية من حدوث وباء.

ظهر الفيروس الذي يعرف إعلاميا بـ"فيروس ووهان" لأول مرة في نهاية الشهر الماضي بمنطقة ووهان وسط الصين داخل سوق "هوانان" للمأكولات البحرية والحياة البرية. ووصفته تقارير صينية بأنه "فوضوي وقذر". وتم تشخيصه في البداية أنه مرض يشبه الالتهاب الرئوي من أصل غير معروف، واقتصرت حالات الإصابة به على العاملين بالسوق والمُترددين عليه.

5 دول في 23 يومًا

على مدى 23 يومًا، ومنذ إعلان أولى الحالات المُصابة، انتشر الفيروس داخل أنحاء الصين في مدن منها بكين وشنجهاي وماكاو، وأقاليم مثل جوانجدونج وسيشوان ويونان وتشانجهانج وآنهوي وهاينان. فيما يخضع 922 شخصا للمراقبة في المستشفيات الصينية. وسُجّلت الوفيات التسع كلها داخل الصين.

كما ظهرت إصابات أخرى خارج حدود الصين امتدت إلى 5 دول هي: اليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، وأستراليا وأمريكا. ففي اليابان؛ سجلت وزارة الصحة أول حالة إصابة قبل 6 أيام، أي بعد نحو أسبوعين من ظهوره في الصين، لرجل في الثلاثينات من عُمره عاد إلى طوكيو قادمًا من إقليم ووهان الصيني بالفيروس الخميس الماضي. وتم إدخاله إلى المستشفى في 10 يناير الجاري بأعراض التهاب رئوي.

1

وعلى إثر ذلك، اتخذت الحكومة اليابانية عددًا من التدابير الاحترازية، بما في ذلك فحص الأشخاص الوافدين إلى اليابان من المناطق عالية الخطورة لمواجهة الفيروس والحيلولة دخوله إلى البلاد، وذلك بالتنسيق مع الدول الأخرى والمنظمات المعنيّة.

فيما تم الإبلاغ عن أول حالة مُصابة في تايلاند، الاثنين الماضي، لامرأة صينية وافدة من مدينة ووهان تبلغ من العمر 61 عامًا، بأعراض حُمى وسُعال وضيق في التنفس. وأُعلن، الأربعاء، ارتفاع عدد الإصابات إلى 4 أشخاص، بينهم اثنان تم علاجهما.

والاثنين، تم تسجيل أول إصابة بالفيروس في كوريا الجنوبية. وتأكّد إصابة أمريكي في الثلاثينات من عُمره في ولاية واشنطن، أمس الثلاثاء، بالفيروس المُعدي بأعراض السعال والحُمى وإخضاعه تحت المراقبة في المركز الطبي الإقليمي "بروفيدنس-إيفريت".

2

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحالة المُصابة لشخص قادم من الصين، مؤكدًا استعداد حكومته جيدا لمواجهة الفيروس الجديد، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" نُشرت الأربعاء.

وفي أستراليا؛ فرضت السلطات الصحية أمس الثلاثاء حجرًا صحيًا على رجل في منزله، بعد أن ظهرت عليه عوارض وباء جديد يُشبه المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" عقب زيارة للصين، في أول إصابة مشتبهة بفيروس كورونا في البلاد.

ومن المُقرر أن يتم البدء باتخاذ إجراءات صحية بحق المسافرين الوافدين إلى سيدني من ووهان اعتبارًا من غدًا الخميس. في الوقت الذي يتم فيه تسيير3 رحلات جوية أسبوعيًا بين ووهان وأستراليا، تصل جميعها إلى سيدني، وفق وكالة فرانس برس.

يأتي ذلك فيما يُسافر ملايين الصينيين مع عائلاتهم لقضاء عُطلة رأس السنة الصينية الجديدة، المُقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل، والمعروفة أيضًا باسم "عيد الربيع".

ما هو الفيروس؟

ينتمي الفيروس إلى فيروسات كورونا، التي تُعرف باسم "الفيروسات التاجية"، وهي عائلة تضم أنواعًا عدة، لكن يُعرف منها 6 فقط حتى الآن، إلى جانب النوع الصيني الغامض المُكتشف حديثًا.

وفي حين لم يُعرف حتى الآن منشأ الفيروس، قالت منظمة الصحة العالمية إن مصدره الرئيسي حيواني على الأرجح. وربط مسؤولون صينيون بين تفشّيه وسوق للمأكولات البحرية في ووهان.

تتراوح الأعراض التي تظهر على المُصابين بالفيروس بين نزلات البرد الشائعة الخفيف مُمثلة في آلام في الجسم، وارتفاع درجة الحرارة، واحتقان بالحلق، ورشح وسعال، إلى أخرى أكثر خطورة تتمثل في ضيق في اضطرابات في الجهاز الهضمي وصعوبة شديدة في التنفس قد تصل إلى حدّ الوفاة.

3

تتشابه أعراض كورونا لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" التي تم اكتشافها عام 2012، والالتهاب التنفسي الحاد "السارس" الذي قتل 800 شخصا على الأقل في جميع أنحاء العالم بين عاميّ 2002 و2003.

ووفق منظمة الصحة العالمية، يُمكن لهذا الفيروس أن يصيب الحيوانات والبشر، سواء جوًا أو من خلال الإفرازات أو ملامسة الأجسام الملوثة، وقد ينتقل بشكل محدود من إنسان لآخر. ففي 20 من الشهر الجاري وُثّقت أول حالة انتقال للعدوى من شخص لآخر بمقاطعة جوانجدونج الصينية، جنوب البلاد.

لا يوجد علاج مُحدد للفيروس الجديد حاليًا، والعلاج المتاح هو علاج داعم ويعتمد على حالة المريض السريرية. ولكن مضادات الفيروس الموجودة قد يُمكن استخدامها، ولا يتم تشخيص المُصابين به بشكل عام بسبب طبيعتها الخفيفة وتماثل المصاب بها تلقائيا للشفاء، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.

وتعقد منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، اجتماعًا طارئًا لتحديد ما إذا كان تفشي الفيروس يمثل حالة طوارئ صحية تثير مخاوف دولية، في خطوة تُعد بمثابة "دعوة عالمية" لتوخي الحذر والتعاون وتوفير التمويل اللازم للقضاء على كورونا.

فيديو قد يعجبك: