إعلان

7 أيام في حرائق الأمازون.. كيف رصدت الأقمار الصناعية ما يحدث بأمريكا الجنوبية؟

01:51 م الأربعاء 28 أغسطس 2019

حرائق الأمازون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - مها صلاح الدين ومحمود عبد الرحمن:

إنفوجرافيك - أحمد مولا:

أطلقت المنظمة العالمية أفاز، المعنية بشؤون البيئة بالأمس حملة كبرى، هدفها جمع أكبر عدد من التوقيعات على عريضة دولية ضخمة من أجل حماية غابات الأمازون، جاء فيها "خسرت الأمازون في العام الماضي أكثر من نصف مليار شجرة، أي ما يعادل مساحة ٥٠٠ ألف ملعب كرة قدم. أما اليوم، تأكل نيران لم نشهد مثلها من قبل الغابات مخلفة سحابة ضخمة من الدخان تحجب الشمس عن مدن عدة منذ أيام. يحاول بعض النواب في الكونغرس البرازيلي الدفع باتجاه تشريع قوانين جديدة لحماية الغابة المطيرة، وتطالب مجموعات السكان الأصليين المجتمع الدولي دعمه من خلال ممارسة الضغوط اللازمة للدفاع عن أراضيهم".

صورة 1

استطاعت وكالة ناسا للملاحة الجوية والفضاء، رصد تفاصيل حرائق الأمازون يوم بيوم، عبر القمرين الصناعيين "تيرا وأكوا".. واستطاع مصراوي الحصول على قاعدة بيانات الحرائق التي رصدتها وكالة ناسا في غابات الأمازون على مدار الأسبوع الماضي من أجل تحليلها وتفسيرها.

تقع غابات الأمازون في قارة أمريكا الجنوبية، في 8 دول، هي البرازيل وبوليفيا وبيرو والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغويانا الفرنسية، ومن خلال تحليل قاعدة بيانات وكالة الملاحة والفضاء "ناسا"، اتضح تباين أعداد البؤر المحترقة - التي قيست بالكيلو متر - خلال أيام الأسبوع، بين الارتفاع والانخفاض.

أرجع ذلك استشاري الطاقة البيئة وتغير المناخ، ماهر عزيز، إلى عدة عوامل، مثل ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة وسرعة الرياح، التي تحمل الأوكسجين، والتي تساعد بدورها على انتشار الحرائق. فتزداد الحرائق في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة، وتساعد على انتشارها السرعة العالية للرياح، وفقًا لنائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد علي قطب.

https://www.masrawy.com/files//Downloads/22222.png

ولأسباب متقاربة، ازدادت الحرائق في فترة النهار عن فترة الليل، يقول استشاري الطاقة وتغير المناخ، ماهر عزيز، أن ارتفاع درجة الحرارة نهارًا يزيد من اشتعال الحرائق، أما الرطوبة ليلًا فتعمل على إخماد البؤر المنخفضة التوهج، مما يقلل من اشتعال الحريق.

وشبه نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية علي قطب، هبوط سرعة الرياح ليلًا بالماء، الذي يساهم في إخماد الحرائق.

رصد القمر الصناعي "أكوا" ثلثي الحرائق، بينما التقط القمر الصناعي "تيرا" الثلث الآخر، يعود ذلك بحسب نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية إلى أن هناك العديد من الأقمار الصناعية، بعضها متخصص في رصد الظواهر الطبيعية، وتختلف دقة كل منهم عن الآخر، وهذا يرجع إلى الخواص الفنية لكل قمر صناعي وقدرته على الرصد.

إضافة إلى النطاق الذي يتمكن رصده كل قمر، فهناك أقمار واسعة النطاق، إلا أن الأقمار التي تستطيع رصد الظواهر الطبيعية تكون في الأغلب ذات نطاق متخصص، فتقوم بالرصد بشكل أدق وأوضح.

https://www.masrawy.com/files//Downloads/33333.png

يقول خبير المناخ والمتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، وحيد سعودي، إن حرائق الأمازون تتجدد في هذا الموعد من كل عام بسبب قربها إلى خط الاستواء، مما يعرضها للجفاف، لكن هذا العام ارتفع حجم الحرائق 5 أضعاف عن العام الماضي.

استطاعت وكالة ناسا قياس ذلك الفارق من خلال وحدة قياس الـ modis pixel يستطيع من خلالها العلماء قياس مساحة الحرائق، ومساراتها، ودرجة توهجها وحرارتها.. إضافة إلى حجم الإشعاع الصادر عنها.

https://www.masrawy.com/files//Downloads/44444.png

وعرف نائب رئيس الأرصاد الجوية علي قطب الـ modis pixel بأنها وحدة للقياس يقوم من خلالها رجال الأرصاد بمعرفة حجم الحريق وقوته بمقارنته بالحرائق الاخرى في السنوات الماضية، كما يتم من خلالها معرفة مستوى الحرائق وحجمها وتأثيرها على الغلاف الجوي بعمليات حسابية معقدة.

ومن خلال تحليل البيانات، كان هناك ساعات محددة خلال اليوم - بالتوقيت العالمي المنسق - يزداد فيها اضطرام النيران، أكثر من ساعات أخرى، وساعات أخرى لم يتم خلالها رصد أي حريق.

يفسر ذلك خبير الأرصاد الجوية وحيد سعودي، بأن الوسيلة التي تقوم بعملية الرصد ربما تكون في اتجاه خال من الحرائق، أو موجهة نحو مناطق تم إخماد الحرائق بها بفعل غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي تستخدمه أجهزة الإطفاء.

أما الساعات التي يزداد فيها رصد الحرائق، فهي في العادة تكون أوقات النهار، التي تزيد من توهج الحريق وعمقه وقوته النارية.

صورة 6

أعلنت السلطات البرازيلية خلال الأيام الماضية عن مشاركة طائرات عسكرية و44 ألف جندي لمكافحة حرائق الأمازون، ووضع خطط لمكافحة الحرائق، ذلك بعد احتجاجات دولية، وتظاهرات شعبية في البرازيل ضد طريقة تعامل الرئيس جايير بولسونارو مع الأزمة.

صورة 7

وأصدرت سفارة البرازيل بالقاهرة بيانا رسميا تؤكد فيه أن حرائق الأمازون ليست خارج السيطرة، وأكدت أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية، فإن مستوى الموارد المالية المخصصة لمكافحة الحرائق لايزال مشابهاً لما كان عليه في الأعوام السابقة، كما تقدم الحكومة البرازيلية المزيد من الدعم في حالات الطوارئ كما هو الحال في الدعم المقدم لولاية روندونيا التي شهدت حرائق ضخمة.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن دول مجموعة السبع تساعد الدول المتضررة من حرائق الأمازون، ووصفها بـ رئة العالم.

فيديو قد يعجبك: