إعلان

"عقاب جماعي".. كيف أجهزت العقوبات الدولية على شعوب عربية؟

12:14 ص الأحد 07 يوليو 2019

الاتحاد الأوروبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

منذ أكثر من عقدين مضيا، كانت العقوبات الدولية هي السبب الأساسي في تفقير الشعوب العربية وغير العربية، والإضرار بمصالحها وتضييق الخناق عليها، رغم أنها لا تأتي بالفوائد المرجوة منها على الإطلاق، وذلك وفقًا للكاتب الصحفي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن.

ففي مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكد "كوكبيرن" أن واقعة احتجاز قوات البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية بزعم توجهها إلى سوريا، قبالة جبل طارق، هو أحدث حلقة في تاريخ طويل وكارثي من العقوبات الاقتصادية على الشرق الأوسط.

وادعت بريطانيا أنها تنفذ عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا، لكن هذا التصرف من وجهة نظر "كوكبيرن" يجعل إيران تقيم الأمور على أن لندن لديها عدة أوجه جميعها "منافقة"، فبرغم زعم لندن محاولتها حماية طهران من عقوبات واشنطن، إلا أنها في الوقت نفسه تساعد في تضييق الخناق على إيران، باحتجاز الناقلة.

وقد حرص جيريمي هانت، وزير الخارجية البريطاني والمرشح بقوة لشغل منصب رئيس الوزراء خلفًا لتيريزا ماي، على الظهور بأنه ينفذ العقوبات الدولية على سوريا لوقف ما زعم أنها انتهاكات الرئيس بشار الأسد هناك، إلا أن "كوكبيرن" يرى أن تلك العقوبات لم تغير من مجرى الأحداث سوى المساهمة في تفقير الشعب السوري.

ويقول "كوكبيرن"، وهو مختصص بشؤون الشرق الأوسط، إن العقوبات الاقتصادية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى كانت دائمًا "عقابًا جماعيًا" لشعب بأكمله، في حين أن القادة وقوات الأمن التابعة لهم لا يتعرضون للخطر.

وفي العراق، لم تحجم العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بغداد بين عامي 1990 و2003 قدرات الرئيس الراحل صدام حسين، ولم تمنعه من الاستمرار في بناء جيشه وتحصين دفاعاته، لكنها بحسب -كوكبيرن- أثرت على الشعب الذي أصبح يعاني في سبيل ممارسة الأنشطة التجارية العادية.

الكاتب الصحفي البريطاني زار قرية بنجوين، شمالي شرق العراق، في العام 1996، وهي منطقة لا تزال تخضع لعقوبات الأمم المتحدة، ويصف المشاهد داخلها، قائلاً إن "الكثير من الأهالي فقدوا ذراعًا أو قدمًا بسبب العقوبات الدولية عليهم".

ويضيف "كوكبيرن" أن سكان بنجوين فقراء للغاية ويعيشون وسط حقول ألغام شاسعة زرعت خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأن الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من جني الأموال هي نزع فتيل لغم محدد من نوع فالمارا الإيطالي، لبيع الألومنيوم الملفوف حوله.

ولغم فالمارا فتاك يشبه العشب المجفف بخمس شوكات ذات لون كاكي في الجزء العلوي، إلا أن الألومونيوم الملفوف حوله مربح لسكان هذه القرية، وفق ما يوضح "كوكبيرن"، الذي نقل صابر مجيد، رجل في منتصف العمر كان في السابق مزارعًا، إن الألومنيوم الذي يحويه اللغم الواحد من نوع فالمارا قد يباع مقابل 30 دينارًا (حوالي 75 بنسًا) لمتاجر في قريته.

ويفقد العراق ما بين ستة إلى سبعة آلاف طفل يموتون كل شهر بسبب العقوبات، وفق تقديرات الأمم المتحدة، إلى أنه ليس الوحيد الذي يعاني شعبه ويلات العقوبات الدولية.
وبحسب "كوكبيرن"، في مقاله بـ"إندبندنت"، تخضع سوريا لعقوبات اقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قال تقرير داخلي للأمم المتحدة تم تسريبه في العام 2016 إنها تسبب معاناة شديدة بين السوريين العاديين، الذين لا يمكنهم شراء الأدوية والمعدات الطبية.

فيديو قد يعجبك: