إعلان

بعد احتجاز ناقلة بريطانية.. هل تتحكم إيران في حركة الملاحة بالخليج العربي؟

10:32 م الأحد 21 يوليه 2019

البحرية الإيرانية

كتب – محمد عطايا:

منذ أن بدأت الأزمة في منطقة الخليج العربي، وإعلان الولايات المتحدة إرسال حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن"، لتأمين حركة الملاحة في مضيق هرمز من "الاعتداءات الإيرانية"، ولم تهدأ الأحداث، كما ترغب واشنطن، بل على العكس ازدادت سخونة، وتورطت أطراف دولية وأجنبية في الصراع ما جعل الأمور تزداد تعقيدًا.

رغم القوة الساحقة للولايات المتحدة، وتفوقها بشكل واضح عسكريًا على إيران، إلا أنه حتى اللحظة تسيطر طهران على مجريات الأمور على الأرض، حتى أنها التي بادرت بالاعتداء عسكريًا على الممتلكات الأمريكية والبريطانية والأجنبية.

منتصف مايو الماضي، شنت ميليشيات الحوثي هجمات على شاحنات قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، وذلك بحسب رواية البنتاجون والسعودية والإمارات.

وتوالت الأحداث بهجوم الميليشيات الموالية لإيران على خطي نفط تابعين لشركة أوراسكوم السعودية.

ولم تمر سوى أيام، حتى اتهمت الولايات المتحدة، الحرس الثوري الإيراني بالهجوم على ناقلتي نفط يابانية ونرويجية مطلع الشهر الجاري.

وارتكبت أخيرًا إيران الجرم الكبير الذي حذر منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالهجوم على إحدى الممتلكات الأمريكية، بإسقاط طائرة مسيرة تابعة لواشنطن فوق مضيق هرمز، بدعوى اختراق الحدود.

ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنًا، سوى التهديد بفرض المزيد من العقوبات، والوعيد بضربة أمريكية مرتقبة.

تفاقمت الأوضاع ووصلت إلى ذروتها بإعلان طهران، احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، بزعم اختراق مياهها الإقليمية، وهو ما يعد انتهاكًا للقوانين الدولية.

الأحداث المتوالية تباعًا، توحي بأن النظام الإيراني أصبحت مسيطرًا بشكل كامل على حركة المرور في مضيق هرمز والخليج العربي، فالمغاوير الأمريكية والبريطانية لم تفلح في درء الأذى عن ممتلكاتهم في المنطقة، أو النأي بها عن براثن الحرس الثوري.

هل تسيطر إيران على حركة الملاحة؟

وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، أكد في تصريحات الأحد، أن بلاده لن تسمح أن يكون الخليج العربي آمنًا للأجانب، وخطرًا عليها، في إشارة إلى أن القوات الأمريكية تهدد حركة الملاحة بالنسبة لطهران، وبالتالي الرد سيكون بالمثل.

تصريحات ظريف جائت بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها طهران على الأرض خلال الأيام الماضية، والتي قوبلت ببعض التصريحات القوية، ولكن لم تغير من الأمور شيء.

برغم إعلان بريطانيا والولايات المتحدة أن جميع الخيارات متاحة للرد على إيران، إلا أنه حتى اللحظة تلتزم لندن بسياسة "خفض التصعيد"، وواشنطن تعكف على توقيع العقوبات.

إذا، إيران اتخذت الخطوة الأكبر، وهي محاولة السيطرة على حركة الملاحة البحرية والتجارة في الخليج العربي، وهو ما يحدث حاليًا، من خلال سيطرة عسكرية وسياسة، وذلك بحسب ما قاله الباحث السياسي الإيراني، رضا بارشزادة.

وأضاف الباحث الإيراني المعارض في تصريحات لـ"مصراوي"، أن خيار أمريكا وبريطانيا في توفير حماية لناقلات النفط في هرمز، حل مؤقت، ولكن على المدى الطويل ستضطر الولايات المتحدة على اتخاذ قرار عسكري، وهو أمر قادم لا محالة.

فيما ترى الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، إيرينا تسوكرمان، أن إيران تحاول فرض نظام قرصنة لا يقتصر على اختطاف الناقلات، وإسقاط طائرات استطلاع أمريكية، بل نظام يجمع الرسوم من السفن التي تحاول المرور عبر المضيق.

وأوضحت في تصريحات لـ"مصراوي"، أن طهران لن تتمكن من سد مضيق هرمز بالكامل لأن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًا بشكل مباشر.

وأكدت تسوكرمان، أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة حوادث احتجاز ناقلات النفط في المستقبل.

فيديو قد يعجبك: