إعلان

أمريكا تنظر لمصالحها فقط.. لماذا غابت واشنطن عن دعم متظاهري السودان؟

12:11 ص الجمعة 07 يونيو 2019

متظاهرو السودان - أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:
يبدو أن الحل الأمريكي لا يعمل إلا إذا وجدت واشنطن مصلحة خلفه، فبعدما أيدت الولايات المتحدة الثورة السودانية، ودعمت المتظاهرين المعتصمين حتى اللحظة في الخرطوم، غضت بصرها حالياً عما يحدث من جرائم قتل جماعي، خاصة خلال عملية فض اعتصام القيادة العامة، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".

المجلة الأمريكية ألقت الضوء على الدور الأمريكي المنقوص، والمفقود أحيانًا في بعض القضايا الإقليمية الهامة، لافتة إلى أن تدخلها يمكن أن يجعل الأوضاع تسير على المسار الصحيح.

ونجح المتظاهرون السودانيون في إقصاء نظام الرئيس المعزول عمر البشير عن الحكم، إلا أنهم حتى اللحظة مستمرون في الاعتصامات حتى انتقال السلطة من يد المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى إدارة البلاد بعد البشير، إلى مجلس سيادي مدني، يحقق مطالب الشعب.

تقول "فورين بوليسي"، أنه بعد حوالي شهرين من سقوط البشير؛ بدأت قوات الأمن في محاولة جديدة لـ"كسر ظهر" الاحتجاجات السلمية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المعزول، بالتدخل العنيف لقمع التظاهرات، وفض الاعتصام الذي أدى إلى مقتل 61 شخص، بحسب الرواية الرسمية لوزارة الصحة.

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى تعامل واشنطن مع أزمة دارفور، مؤكدة أن إصرار الولايات المتحدة على محاكمة عمر البشير، وتقديمه للمحكمة الدولية، كان له أبلغ الأثر في الالتفاف الدولي حول ذلك المطلب، إلا أنه بعد الإطاحة به، رفعت الولايات المتحدة شعار "المهمة أنجزت"، ولم تتدخل لتكمل ما بدأته.

وقالت المجلة أن الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمتظاهرين السودانيين هو "القمع" الذي ينتظرهم تحت أعين الدولة، وأضافت: "يبدو أن أشهر القمع بدأت في السودان مبكرًا منذ أن تم فضّ الاعتصام بتلك الطريقة الدموية".

وألقت المجلة الأمريكية باللوم على الولايات المتحدة، لوقوفها صامتة وعدم تدخلها لنقل الديمقراطية بشكل سلمي في السودان.

وكشفت "فورين بوليسي"، أن الولايات المتحدة تنحاز ظاهريًا إلى جانب حركات الاحتجاجات المدنية السلمية، ولكن خلف الكواليس، يغيب بشكل كبير الدور الأمريكي، ولا تتحرك واشنطن إلا وفقًا لمصالحها وحسب.

وأكدت أن واشنطن لم تنشر أي نوع من التمويل أو الدعم لمساعدة المتظاهرين السودانيين على أن يصبحوا أكثر تنظيماً وتوحيدًا في التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي.

من الناحية الدبلوماسية، دعمت الولايات المتحدة –بحسب فورين بوليسي- الشهر الماضي الاتحاد الأفريقي، باعتباره العامل الأبرز في المفاوضات الدائرة في السودان، ولكنها لم تتحرك بشكل فعال لدعم دور الاتحاد الإفريقي.

وأكدت المجلة الأمريكية، أن الاجتماع الوحيد لواشنطن وحلفائها الأوربيين والأفارقة الشهر الماضي، لم ينتج عنه أي بيان مشتكر، أو خريطة لمستقبل البلاد التي تنجرف نحو مستقبل مجهول.

وترى المجلة أن الحل السهل والمتوقع للولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، هو تعيين مبعوث خاص لواشنطن في السودان، الذي لن يكون له مهمة كبيرة، ولكن سيبني ائتلاف يجمع النشطاء الأوربين والأفارقة لوضع حلول في المنطقة.

فيديو قد يعجبك: