"صرخة بدون".. حكاية فيديو لرجل هز الكويت: هل أنا كويتي أم عراقي

كتبت – إيمان محمود:

قبل بضعة أيام، تفاعل النشطاء الكويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاج يحمل اسم "#صرخة_بدون"، مشاركين فيديو لرجل يشكو ضيق الحال وأعباء الحياة بلا جنسية في الكويت، متسائل صارخًا "هل أنا كويتي أم بدون أم عراقي؟"
أحدث الفيديو ضجة واسعة في المجتمع الكويتي، بعد أن أثار تعاطف الكويتيين مع قضية البدون، الذين يعيشون دون جنسية، وهي قضية شائكة تُثار بين الحين والآخر، لكن دون أي حلول حاسمة لأصحاب الأزمة.

من هم البدون؟

ويعرف "البدون" أنفسهم على أنهم أشخاص ولدوا في الكويت ولم يغادروها يوما أو يعرفوا غيرها وطنا لهم، وأُطلق عليهم أيضًا عديمي الجنسية أو غير محددي الجنسية، وأخيراً حسب تسمية الحكومة مقيم بصورة غير قانونية أو أهل البادية.
ويتخطى عدد البدون في الكويت 100 ألف شخص، وتعود أصولهم في الغالب إلى قبائل بدوية عريقة من مناطق رعي صحراوية تمتد من السعودية جنوبي وشرقي الكويت والعراق إلى الشمال، بل ويعود بعضهم إلى بادية سوريا والأردن من قبائل عربية كبيرة مثل شمر وعنزة.
وبينما يطالبون بحقوق المواطنة كاملة ترفض السلطات الكويتية ذلك وتعتبرهم أشخاصا مقيمين بصورة غير مشروعة على أراضيها.

تضامن واسع

منذ لحظة انتشار الفيديو، بدأ الكويتيون يطالبون عبر صفحاتهم على موقع "تويتر" بسرعة حلّ هذه القضية.
وغرّدت الناشطة الحقوقية الكويتية هديل بوقريص عبر صفحتها الرسمية قائلة "إذا اخترت أن تصمت بعد كل هذا فنحن نختار المواجهة ولن نتوقف عن دعم قضية الكويتيين البدون حتى وإن كلفنا ذلك كل شيء في حياتنا.. سنخرج أمام الله بضمائر حية قاتلت حتى النهاية".

أما الكاتب و صحفي بجريدة الأنباء الكويتية، ماضي الهاجري، فقال إن "حل قضية البدون لا يأخذ أكثر من 4 ساعات في جلسة علنية في مجلس الأمة تحضرها الحكومة و تكون جادّه في حل القضية و يحضرها النواب و يكونون صادقين في معالجة القضية وأنا أقسم بالذي لا إله إلا هو ستنتهي هذه القضية الانسانية .. غير ذلك عبث انساني في بلد انساني".

كما كتب الناشط في مجال حقوق الإنسان، نواف بدر في تغريدة له: "هل تعلمون أن العشرات من البدون انتحروا وحاولوا الانتحار؟.. هل تعلمون أن المئات من البدون يعاني من حالات وأمراض نفسية بسبب الظروف المعيشيه ك #بدون ..اتقوا الله يامسلمين".



فيما أعرب المواطن الكويتي خليفة العنزي عن غضبه الشديد ممن يقابلون شكاوى البدون بعنصرية، قائلاً "رجل وصل به الحال الى الصراخ في الشارع .. ويأتي عنصري قذر يقول يخفون جناسيهم ليتمتعوا بالامتيازات التي تقدمها الدولة لهم ..والله إني لا أجرؤ على إرفاق الفيديو من شدّة فضاعته".

أزمة فاطمة
علا صدى فيديو "صرخة بدون" في أعقاب أزمة من النوع ذاته، بعد أن نشرت فاطمة محمد، عبر حسابها على تويتر، صورة لنتيجتها في الثانوية العامة، بعد أن حصلت على 99.57%، لكنها لم تنشرها بهدف مشاركة الفرحة مع متابعيها، وإنما لتتساءل "لماذا أحصل على تلك النسبة ولا يدرج اسمي مع الأوائل الكويتيين؟".
حظيت قصة فاطمة بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل، خاصة بعد أن عرف المتابعين الأزمة الحقيقية وهي أن الطالبة من فئة البدون.
وأثارت تغريدة الطالبة تفاعل النشطاء وتصدر هاشتاج "#مبروك_التفوق_فاطمة" عبر تويتر، لتنهال عليها التهنئات والتبريكات والهدايا بمناسبة تفوقها في القسم العلمي، مستنكرين في تغريداتهم تجاهل وزارة التربية والتعليم لتفوق فاطمة وعدم وضع اسمها ضمن كشوفات الأوائل.
وحتى الآن لم تُصدر وزارة التعليم الكويتية بيانا لتوضيح الموقف.