إعلان

"ستعرفون قريبًا".. هل يفتعل ترامب حربًا مع إيران للفوز بفترة رئاسية ثانية؟

11:13 م الجمعة 21 يونيو 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

منذ ما يقرب من 8 سنوات، كان دونالد ترامب، رجل الأعمال الشهير، يحلم بأن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، خاصة بعدما فشل في أكثر من مناسبة في خوض سباق الرئاسة، وقال حينئذ -وتحديدًا في نوفمبر 2011- إن باراك أوباما –الرئيس الأمريكي آنذاك- سيفتعل حربًا مع إيران ليفوز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

تغريدة ترامب التي نُشرت قبل خمس سنوات من انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، أعاد النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي نشرها مرة أخرى هذه الأيام، بعد تصاعد التوترات في الآونة الأخيرة بين واشنطن وطهران.

صورة 1

وشهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تصعيدًا من الجانبين الإيراني والأمريكي، على خلفية رغبة الأخير في تطبيق العقوبات الاقتصادية على القطاع النفطي الإيراني، ما جعل طهران تصدر تهديدات بإغلاق حركة الملاحة في مضيق هرمز.

ردت الولايات المتحدة بإرسال حاملة طائرات وعدد من القاذفات إلى منطقة الخليج العربي، معززة وجودها بآلاف الجنود، إلا أنه منذ تعزيز واشنطن لوجودها تم استهداف مصافي نفط، ومؤخرًا تم إسقاط طائرة مسيرة أمريكية على يد قوات الدفاع الجوي الإيرانية.

رغم تعزيز واشنطن وجودها في المنطقة، إلا أنها لم تشن حتى الآن أي ضربات عسكرية ضد إيران، والتي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن جميع الكوارث التي حلت بالمنطقة، خاصة الاستهدافات الأخيرة منذ منتصف مايو.

قال ترامب للصحفيين، أمس الخميس، ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران ردا على إسقاط طائرة أمريكية مسيرة "ستعرفون قريبا".

خيارات ترامب

تبقت عدة شهور على بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويرى الخبراء أن الرئيس الحالي لديه فرصة رائعة للفوز بفترة ثانية خاصة في ظل الاقتصاد المنتعش، وانخفاض نسب البطالة.

صحيفة "تليجراف" البريطانية، قالت في تقرير صدر منذ أيام، إن الرئيس الأمريكي يعتمد على اقتصاده القوي، للفوز بالفترة الثانية، وهو ما حدث بالفعل خلال أول خطبة ألقاها ترامب في فلوريدا لبدء حملته الانتخابية.

حاول ترامب الاعتماد على الانتعاش الاقتصادي وتحقيق فائض أرباح في ميزانية الولايات المتحدة، بفضل سياساته منذ تولي رئاسة البيت الأبيض، كنوع من الدعاية الانتخابية.

وتوقع الكاتب هيذر لونج، أن الولايات المتحدة مقبلة على كساد اقتصادي، بسبب خسارتها في الربع الثاني من العام الماضي في البورصة بشكل كبير.

وأكد الكاتب، في تقرير تحليلي بصحيفة "واشنطن بوست"، أن العديد من خبراء الاقتصاد توقعوا أن يصبح اقتصاد الولايات المتحدة أضعف، أو حتى يمر بمرحلة كساد خلال الفترة التي سيتوجه فيها الشعب الأمريكي للتصويت في 2020.

وأضاف أن الانتعاش أو الركود الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على الرئيس الذي يسعى للترشح لفترة جديدة، حيث ينظر الشعب الأمريكي بعين الاعتبار إلى الناحية الاقتصادية.

دونالد ترامب، رجل أعمال ناجح وخبير مخضرم في السياسات التجارية، يعلم جيدًا ما يدور من تنبؤات وتوقعات حول اقتصاد بلاده في فترة الانتخابات المقبلة، وذلك بحسب ما قاله كليف سميث، المحلل السياسي.

وأضاف سميث في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن الرئيس الحالي لا يعتمد فقط على الاقتصاد للترويج لنفسه على أنه الرجل الأفضل لقيادة أمريكا، ولكن أيضًا اعتمد على إثبات القوة، وسيطرة وهيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، مثل تحجيم دور روسيا والصين وكوريا الشمالية، وهم الخصوم الأساسيين لواشنطن.

وأشار سميث إلى أن ترامب قلل من اعتماده على الناحية الاقتصادية في الترويج لنفسه بأنه الأفضل لقيادة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.

فهل يفتعل ترامب حربًا مع إيران للفوز بالانتخابات؟

يفسر الكاتب البريطاني الكبير، باتريك كوكبيرن، كيف يستطيع الرئيس كسب التأييد من خلال إشعال الحروب، مؤكدًا أن انتشار الفوضى في البلاد، والدخول في حروب، يسهل من عملية انتقال السلطة إلى الأنظمة الفاشية.

وأكد في مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، والذي نشر منذ أيام، أن ترامب "ليس سيئًا مثل نظيره الألماني أدولف هتلر، ولكنه لا يختلف عنه"، لأن الرئيس الأمريكي يحمل بعض سمات قادة الفاشية.

وأوضح كوكبيرن أن الفاشية تتجسد أهم ملامحها في نشر القائد للقومية المتطرفة، واضطهاد الأقليات، والتأييد المطلق للقائد، وازدراء المؤسسات البرلمانية، وتجاهل القانون، والسيطرة على وسائل الإعلام، فضلا عن سحق النقد، وهي صفات يتواجد أغلبها في دونالد ترامب.

يقول الكاتب البريطاني، إن ترامب، جنبًا إلى جنب مع القادة الوطنيين الاستبداديين الشعبويين في العالم، يربحون ويحتفظون بالسلطة من خلال الفوضى.

المحلل السياسي الأمريكي، كليف سميث، يؤكد أن التصعيد في المنطقة لم يكن سببه الأول ترامب، برغم أنه ساهم في إشعاله من خلال انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، والضغط على طهران بفرض عقوبات اقتصادية قاسية.

وأكد سميث أن ترامب يمكن أن يلجأ لأي وسيلة للفوز بالانتخابات المقبلة، إلا أنه من غير المتوقع أن يكون الفوز بالحرب على دولة أخرى هو السبيل لتأمين مقعده كرئيس، خاصة أنه سيكون من وضع الشعب الأمريكي في هذه الحرب من البداية.

فيديو قد يعجبك: