إعلان

"صدمة سوف تنتهي".. قصة فتاتين ترفضان الحرية بعيدًا عن داعش

10:33 م الأربعاء 19 يونيو 2019

أسيرات تنظيم داعش الإرهابي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة – مصراوي:

يجلس مجموعة من الأيزيديين احتفالا بتحرير عدد آخر من أسيرات تنظيم داعش الإرهابي. يحتفلون باليوم الأول لحرية فتاتين قضيتا أكثر من عامين في قبضة المجموعة الوحشية التي سيطرت على مناطق شاسعة في العراق وسوريا لسنوات.

وقال محمود راشو، مسئول أيزيدي وجد الفتاتين بمخيم الهول الذي يعيش فيه نساء الإرهابيين الدواعش وأطفالهم: "إنه كيوم ميلاد للفتاتين"، بحسب تقرير لموقع الإذاعة الوطنية الأمريكية.

الفتاتان الناجيتان من عملية الإبادة الجماعية التي شهدت مقتل أكثر من ألف شخص وأسر حوالي 5 آلاف آخرين من الإقلية العراقية، كان من المفترض أن يكون إنقاذهما يوم عيد بالنسبة لهن، لكن الصغيرتان رفضتا هذه الحرية.

جلست جيلان (11 عاما) ورأسها محنية ويداها حول ركبتيها، غطت شعرها وارتدت ملابس بأكمام طويلة. وقال "أريد العودة إلى أم علي"، وهي المرأة العراقية التي كانت ترعاها وصديقتها تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

صديقتها "واتفا" التي تصغرها بعام واحد، جلست في ركن بنفس الغرفة مرتدية ملابس طويلة أيضًا، وقالت "لا أريد شيئًا سوى العودة إلى أم علي".

لم ينشر الراديو الأمريكي الأسماء الكاملة للفتاتين حرصًا على سلامتهما.

لم تعرف الفتاتان اسمًا للسيدة التي كانت ترعاهما تحت سيطرة داعش سوى "أم علي"، واعتبراها أمًا لهما.

تتحدث الفتاتان اللغة العربية، التي تعلمتاها على يد الدواعش. الفتاتان أيضًا نسيتا الكردية التي يتحدث بها الأيزيديين. وباتتا في حالة حزن منذ فصلهما عن "أمهما"، ولا تريدان العودة إلى عائلات لا يتذكرن عنهم شيئًا.

وجد راشو الفتاتان في مخيم الهول بسوريا، الذي يضم حوالي 80 ألف شخصًا من السوريين والعراقيين والأجانب، أغلبهم من عائلات المقاتلين الدواعش. ويؤمن الرجل أن مئات المختطفين الأيزيديين ربما في المخيم وسط عائلات الدواعش.

كانت الفتاتان جيلان و"واتفا" في عمر السادسة والخامسة حينما تم اختطافهما ولا تتذكران حتى اسميهما. أرسل راشو صور الفتاتين إلى معارفه في سنجار بالعراق، وجاءه الرد في غضون 10 دقائق. تم التعرف على هوية الفتاتين.

اختطف إرهابيو داعش الفتاتين وبدأت "أم علي" في تربيتهما منذ عامين. وقال راشو عن تلك المرأة: "كانت تبيع الفتيات. كانت تزوجهن حينما تصبحن أكبر بعامين أو ثلاثة من سن الفتاتين".

لكن جيلان وواتفا اعتبرتا "أم علي" والدتهما، ولا تتذكرن عملية الاختطاف على يد داعش. وتقول جيلان إن "أم علي" رعتها حينما لم تجد من يسأل عنها.

وتضيف: "علمتني القراءة والكتابة والصواب والخطأ". فيما تضيف الفتاة الأخرى: "كانت تعاملنا بشكل جيد".

حينما سأل راشو جيلان عما إذا كانت تتذكر أسرتها في سنجار أو تريد رؤية عائلتها، والدها، أخيها وأختها، ردت الفتاة "لا".

لا تغطي النساء الأيزيديات رؤوسهن، لكن جيلان قالت إنها تحب ارتداء النقاب "الله أمرنا بذلك".

لم تشاهد جيلان وصديقتها التليفزيون مطلقًا، وكل ما تابعها كان برنامج ديني على الهاتف المحمول عن حياة الأنبياء.

قالت كل منهما إنها لا تتذكر أي شيء عن حياة الأيزيديين، وتحدثتا عن اتباع القرآن وأنهما مسلمتين، وفقًا بالطبع لنسخة التنظيم الإرهابي عن تعاليم الدين الإسلامي.

انتهى الأمر بالفتاتين مع بداية العام الجاري في مخيم الهول للاجئين بعد هزيمة التنظيم الإرهابي وفقدانه للأراضي التي سيطر عليها وأعلن فيها خلافته المزعومة بالعراق وسوريا.

ويرى محمود راشو أن هذه التصرفات من الفتاتين سوف تنتهي تدريجيًا مع العودة إلى الحياة الطبيعية وسط العائلة، ومع الوقت سوف تتغير الأفكار التي تربيتا عليها بين أحضان التنظيم الإرهابي.

img_8292_slide-893116749d4eeb2f65e66e12709c9c377ca49af0-s800-c85

فيديو قد يعجبك: