إعلان

بعد مرور عام... كيف غيرت مهمة الانقاذ الاضخم في تاريخ تايلاند من حياة "فتية الكهف"؟

11:24 ص الثلاثاء 18 يونيو 2019

الكهف-صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بانكوك - (د ب أ):

في يونيو الماضي، تحمس نحو 10 من الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما، بالاضافة إلى مدرب كرة القدم الخاص بهم، لاستكشاف كهف ليس بعيدا عن ملعبهم في شمال تايلاند بعد الانتهاء من تمرينهم.

ولم يعلموا أن رحلتهم القصيرة إلى كهف "تام لوانج-خون نام نانج نون" – الواقع في إقليم تشيانج راي، على بعد 1000 كيلومتر شمال بانكوك - سوف تستمر لأسابيع وتغير حياتهم إلى الأبد.

وبسبب هطول الأمطار الموسمية غمرت المياه الكهف سريعا وحوصرت المجموعة في الداخل، مما أدى إلى انطلاق أكبر مهمة إنقاذ في تايلاند على الاطلاق، والتي كانت تضم أكثر من 1000 شخص من أنحاء العالم.

إنها واحدة من تلك القصص التي تبعث على الشعور بالراحة، حيث يرجع السبب وراء مثابرة المجموعة لمدة 10 أيام دون طعام - جزئيا - إلى ممارسة التأمل"، وذلك قبل أن يتم اكتشافهم بأعجوبة، ثم إنقاذهم بأمان رغم كل الصعاب، من خلال تضاريس صعبة وتيارات ماء قوية.

أما الآن وبعد مرور عام على الواقعة، أصبحت المجموعة - التي مازال أفرادها على قيد الحياة – أشبه بالمشاهير، حيث كانوا قد ظهروا في برنامج "ذا إلين شو" المعروف في أكتوبر الماضي، ولعبوا مباراة كرة قدم ودية في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية للشباب لعام 2018 في بوينس أيرس.

وقد حظي الكثير منهم بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحدث. وقد بلغ عدد متابعي أحدهم، ويدعى إيكارات ونجسوكجان، ويبلغ من العمر 15 عاما، وآخر منهم يدعى بورنتشاي كاملوانج، ويبلغ من العمر 17 عاما، نحو 150 ألف متابع لكل منهما.

ومن المتوقع أن يطرح في سبتمبر المقبل، فيلم بعنوان "ذا كيف" (أي الكهف)، وهو من إنتاج المخرج التايلاندي الايرلندي، توم وولر، ويضم طاقم التمثيل نحو 300 فرد من المواطنين والاجانب، كما تم إبرام صفقة مع "نتفليكس"، على الرغم من أنه مازال من غير الواضح إذا ما كان الإنتاج سيكون عبارة عن حلقات صغيرة أو فيلم، بالاضافة إلى موعد إصدار العمل.

وقد انتشرت شائعات تفيد بأن كل فتى من بين أفراد المجموعة، قد حصل على 3 ملايين بات (96 ألف دولار)، مقابل صفقة "نتفليكس".

وقد بدت الأمور أكثر إشراقا بالنسبة للفتية، الذين ينحدر الكثير منهم من أسر فقيرة. وقد تم منح ثلاثة منهم، بالاضافة إلى المدرب البالغ من العمر 26 عاما، الجنسية التايلاندية، بعد أشهر قليلة من تعرضهم للواقعة الشهيرة، وذلك بعد أن كانوا من عديمي الجنسية.

وعلى الرغم من اكتسابهم شهرة وثروة حديثا، مازال الفتية يتصرفون على نفس النحو مع أصدقائهم وأسرهم.

وتقول تانابورن برومتيب، وهي أم لاحد الفتية 14 عاما، ويدعى دوانجبيتش برومتيب:"أنا فخور جدا به. فهو لم يتغير. إنه مازال يرغب في أن يصبح لاعبا محترفا. عندما يعود من المدرسة يلتقي بأصدقائه القدامى ومازالوا يلعبون سويا كفريق".

بينما يقول بوفاديتش خامنجون، البالغ من العمر 14 عاما، وهو صديق مقرب من أحد الفتية الذي يدعى ناتاووت خامسونج: "نلعب كرة القدم وكرة الصالات سويا في فترات الراحة أثناء اليوم الدراسي. مازالت الأمور بيننا كما كانت عليه من قبل. ومازال (ناتاووت) لديه الوقت الكافي من أجلي".

ونظرا لعدم السماح للفتية بإجراء أي مقابلات صحفية – بسبب منحهم حقوق حصرية للتواصل المباشر معهم إلى شركة "إس جلوبال" للترفيه، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، والتي قدمت الكثير من أفلام هوليوود الشهيرة مثل "كريزي ريتش إيجانز" (أغنياء آسيويون مجانين) الكوميدي الرومانسي، في عام 2018 – فإن الافادات والتصريحات لا تصدر إلا عن أشخاص مقربين منهم.

وعلى الرغم من استكمال حياتهم بصورة طبيعية، قد يشعر أقرانهم الاخرون بأن حسن حظ مجموعة الفتية كان أمرا غير عادل.

وتقول باسيتا تشايسيلابين، معلمة براجاك سوثام: "لقد سمعت أن بعض الطلبة يشعرون بالغيرة من شهرة الفتية وثروتهم، وقد حدث ذلك ببساطة لأنهم حوصروا في الكهف. ولكن لم تحدث مشكلة خطيرة بين الأطفال حتى الآن".

وأشار مدرب آخر إلى أن الكثير من الفتية الآخرين في فريق "وايلد بور"، مازالوا لا يحملون أي جنسية وفقراء للغاية. ومن المستحيل بالنسبة لهم ممارسة كرة القدم على المستوى الوطني بدون حصولهم على الجنسية التايلاندية.

وفي الوقت الذي غيرت فيه مهمة الإنقاذ المثيرة من حياة الفتية، فقد تغيرت الأمور أيضا في الكهف الذي كان غير معروف من قبل.

ولم تعد المنطقة المحيطة بالكهف موحلة وبدون مرافق مناسبة. فقد تم تجديدها باعتبارها موقعا سياحيا، حيث يوجد متحف يعرض الفنون المتعلقة بعملية الإنقاذ، وبائعي هدايا تذكارية يقيمون خياما لبيع القمصان التي تحمل اسم كهف "تام لوانج " الذي حوصر به الفتية.

وعلى مدار أيام الأسبوع، يقوم مئات السائحين، ومعظمهم من تايلاند ومن دولة ميانمار المجاورة، بزيارة المتحف والمنطقة المحيطة بالكهف. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فعادة ما يكون هناك أكثر من ألف زائر.

ولكن من المتوقع أن يرتفع العدد عند إعادة فتح الكهف، الذي مازال مغلقا لأسباب تتعلق بالسلامة. وليس معروفا على الفور متى ستقوم السلطات المحلية بتجديد الكهف لجعله آمنا أمام زيارات السائحين الاستكشافية.

فيديو قد يعجبك: