إعلان

"ذر الرماد في العيون".. مبادرة السراج لحل الأزمة الليبية بين مؤيد ومعارض

10:26 م الأحد 16 يونيو 2019

فائز السراج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

لحل الأزمة التي تخطت السنوات الثماني الأخيرة، اقترح فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مبادرة جديدة لإنهاء الصراع السياسي المشتعل عسكريًا على الأرض بينه وبين قائد الجيش المشير خليفة حفتر، تتلخص في عقد ملتقى بالتنسيق مع البعثة الأممية، للاتفاق على خارطة طريق.

يسعى السراج، بحسب تصريحاته التي أطلقها اليوم الأحد، إلى إنهاء القتال في البلد الذي يعاني من الحرب الأهلية منذ 2014، ورسم خارطة طريق، وإقرار قاعدة دستورية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام الجاري.

وأطلق الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية عسكرية "طوفان الكرامة"، لتطهير طرابلس من الميليشيات الإرهابية المسلحة، ما جعل المجلس الرئاسي الليبي يدخل بقواته في حمم معارك خلفت أكثر من 600 قتيل و3200 جريح، ودفعت أكثر من 80 ألفًا للفرار من مناطق القتال جنوب العاصمة.

السراج قال إن المبادرة ستضمن تسمية لجنة قانونية مختصة لصياغة القوانين الخاصة بالاستحقاقات التي يتم الاتفاق عليها، وتشكيل لجان مشتركة بإشراف الأمم المتحدة، من المؤسسات التنفيذية والأمنية في كافة المناطق، لضمان توفير الإمكانيات والموارد اللازمة للاستحقاقات الانتخابية، بما في ذلك الترتيبات الأمنية الضرورية لإنجاحها.

وتطرقت المبادرة إلى تفعيل الإدارة اللامركزية، والاستخدام الأمثل للموارد المالية، والعدالة التنموية الشاملة لكل مناطق ليبيا، مع ضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة. كما تحدث عن هيئة عليا للمصالحة تنبثق عن المنتدى، وإيجاد آلية لتفعيل قانون العدالة الانتقالية والعفو العام.

ردود الفعل

فور إعلان السراج عن مبادرة حل الأزمة الليبية، انطلقت ردود الفعل المتباينة، ما بين مؤيد ومعارض.

ورفض الجيش بقيادة حفتر العودة إلى طاولة الحوار وإجراء انتخابات عامة في ليبيا، مستبعدًا الحل السياسي في ظل وجود المليشيات والمجموعات الإرهابية في طرابلس. قال العميد خالد المحجوب، آمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التي يقودها الجيش الوطني الليبي ضد حكومة السراج والميليشيات الموالية لها لاستعادة السيطرة على العاصمة الليبية، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن تعليمات القائد العام تؤكد على ضرورة تحرير العاصمة من الكتائب والميليشيات والعناصر الإرهابية.

وقال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، إن البند الرئيسي من اتفاق الصخيرات لم ينفذ وهو حل الميليشيات. وأكد في حواره لشبكة "سكاي نيوز عربية"، أن المبادرة التي عرضها فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، لوقف القتال في ليبيا، هي عبارة عن ذر للرماد في العيون، و"محاولة يائسة" في ظل تقدم الجيش الليبي نحو طرابلس.

وقال الثني إنه لا يمكن قيام دولة في ليبيا دون حل الميليشيات، لافتًا إلى أن معركة طرابلس لم تنتهي بعد، ومحاولات توريط الجيش الليبي فشلت.

وفي المقابل، رحبت الأمم المتحدة بمبادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية التي طرحها للخروج من الأزمة الحالية. فيما أكدت اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية "دعمها الكامل واللامحدود" لمبادرة السراج التي أعلنها اليوم الأحد، ودعا فيها إلى الذهاب نحو ملتقى وطني يضم كافة شرائح وتركيبات المجتمع الليبي وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأوضحت اللجنة في بيان أن "موقفها يأتي انطلاقا من دعواتها المتكررة للصلح والمصالحة ونبذ العنف والجلوس على طاولة حوار تتسع للجميع بعيدا عن أصوات المدافع والبنادق وبعيدا عن المشاريع الشخصية".

اتفاق الصخيرات

مبادرة السراج، جلبت إلى الأذهان اتفاق الصخيرات التي وقعته الأطراف الفاعلة في ليبيا، والذي تم توقيعه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات، بالمغرب، في ديسمبر 2015.

وكان الهدف الأساسي من اتفاق الصخيرات الذي تضمن وساطة دولية، إنهاء الحرب الأهلية الليبية الثانية المندلعة منذ 2014.

ووقع على الاتفاق 22 برلمانيًا ليبيًا على رأسهم صالح محمد المخزوم عن طرف المؤتمر الوطني العام الجديد، وامحمد علي شعيب عن طرف مجلس النواب الليبي .

ويتكون الاتفاق من مبادئ حاكمة تليها 67 مادة أساسية موزعة على 9 فصول، تتركز جميعها في هيكلة مؤسسسات الدولة.​

فيديو قد يعجبك: