إعلان

أمهات اليمن يستغثن من أجل إنقاذ أبنائهن المُعتقلين والمختطفين

12:55 م السبت 06 أبريل 2019

رابطة أمهات المختطفين في عدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إيمان محمود:

تصاعدت احتجاجات رابطة أمهات المختطفين والمُختفين قسرًا في محافظة عدن اليمنية منذ مطلع العام الجاري، ورغم تعرضهن لاعتداءات متكررة، خاطبن الجهات المسؤولة وترددن على أبواب السجون أملاً في العثور على أبنائهن.

وقالت رابطة أمهات المختطفين باليمن– في بيان أصدرته اليوم السبت- إنه منذ بداية يناير إلى 30 مارس 2019، قامت بـ32 نشاطًا، منها 16 وقفة احتجاجية، وأصدرت 8 بيانات وبلاغات صحفية، وعقدت 8 لقاءات لجهات حقوقية وزيارات وجلسة استماع.

احتجاجات شبه يومية

وأكدت الرابطة بذل الجهود لتنفيذ التزاماتها الإنسانية والحقوقية التي قطعتها على نفسها منذ تأسيسها كمنظمة حقوقية، إذ تنفذ الوقفات الاحتجاجية منذ مطلع العام الجاري أمام أبواب السجون، ومنزل وزير الداخلية، وقصر المعاشيق، والنيابة العامة، ومقر التحالف بمحافظة عدن، ووزارة حقوق الإنسان، واللجنة الوطنية، مطالبة بالكشف عن مصير العشرات من أبنائهن المختفين قسرًا والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

وأشارت الرابطة إن 86 من المعتقلين في سجن "بير أحمد" يعيشون إضرابًا مفتوحًا، احتجاجًا على المماطلة في تنفيذ الإجراءات القانونية من قبل النيابة العامة، رغم صدور أوامر بالإفراج عن عدد منهم، بينما أفرج عن 3، اثنين يعانون من حالة نفسية وآخر مشلول الجسد بعد تعذيبه، بينما لا يزال هناك 34 يمنيًا مختفون قسرًا.

وفي الـ27 من يناير أصدرت رابطة أمهات المختطفين بيانًا صحفيًا ونفذت وقفة احتجاجية بعد مرور سنة على إخفاء المواطن "زكريا أحمد قاسم" الذي أعتقل من قبل جهات أمنية تتبع شلال وهو ذاهب إلى صلاة الفجر قبل عام في 27 يناير 2018 بمحافظة عدن، ولم تعلم أسرته مصيره حتى اليوم، رغم المناشدات التي أطلقوها لرئيس الجمهورية والحكومة والمنظمات الدولية والمحلية كافة.

مأساة المعتقلين وأمهاتهم

وعن الاعتداءات التي يتعرض لها المعتقلون في سجن "بير أحمد"، قامت قوات أمنية في 7 مارس الماضي، بالاعتداء على المعتقلين من قبل قوات تابعة لإدارة أمن عدن، وإطلاق الرصاص الحي، ومنعهم من الطعام ودورات المياه، وأداء شعائرهم الدينية، بالإضافة إلى عزل 14 منهم في زنازين انفرادية، كما تم الاعتداء في 10 مارس على أمهاتهم بالضرب وسحب هواتفهن ورفع السلاح في وجههن.

وتقول أم أكرم كمال عمر الهتاري، المعتقل في سجن بير احمد، منذ عام، والذي أعتقل من معسكر الجلاء في يونيو 2018، إن معاناة المعتقلين وذويهم لا توصف، إذ تعاني الأمهات الوقوف ساعات طويلة من منتصف اليوم إلى ساعات متأخرة من الليل، ليتمكن من زيارات أبنائهن، ناهيك عن عبث مشرفي السجن بالأكل وتأخير تسليمه للمعتقلين وقد تعرض للغبار والتلف ومنعهم ممن أداء شعار العبادات وحرمانهم من الأكل أو اعطائهم الأكل تالف ولا يتوفر لديهم أي علاجات في عيادة السجن.

وتضيف أم أكرم –بحسب البيان- أن هناك نساء مسنات وأطفال لا يحتملون الوقوف حتى تفتح الزيارة بوقت مقتضب بعد طول انتظار لا تتجاوز وقتها الـ10 دقائق خلف الشبك الحديدي، وهو ما أكدته أم المعتقل بلال محمد المقطري، الذي اعتقل أيضًا في يونيو عام 2018، واُخفي شهرًا كاملاً، قبل أن يظهر في سجن "بير احمد" في 10 يوليو من العام ذاته، وأم فجر احمد عبد القادر المعتقل في 10 مارس 2018.

وأكدت أم البراء أن السجون لا تخضع للسلطة بل لتشكيلات عسكرية خارجة عن الدولة حيث يتجاهل الكثير توجيهات النيابة والافراجات متوقفة حتى ممن تحصل عليها من شهور وهناك من يمدد سجنهم بدون أي مسوغ قانوني دون أن نلمس أي تحرك تجاه القضية من الجانب الحكومي والمنظمات الدولية والمحلية، بحسب ما نقله البيان.

وشاركت رابطة أمهات المختطفين بجلسة استماع نظمتها مؤسسة دفاع تحدثت فيها الناشطة هدى الصراري، عن وجود العشرات من السجون الرسمية والسرية في عدن، وأن المختطفين والمخفيين قسراً والمعتقلين وأسرهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة.

تقاعس الجهات المسؤولة

وتبذل رابطة أمهات المختطفين في عدن جهودًا متواصلة في التواصل مع عدد من المسؤولين بالحكومة، والمنظمات المحلية والدولية، حيث التقت بوزير العدل الأستاذ علي هيثم الغريب، الذي تثمن الرابطة موقفه وترحيبه بقيادتها المشاركة في المقابلة، والتي سلمته كشفا بأسماء 34 من المُختفين قسرًا، وآخر بأسماء 86، وعد بالنظر في القضية والبت فيها.

كما التقت رابطة أمهات المختطفين، وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، فيما رفض نائبه مقابلة الأمهات والسماع لقضيتهن كما التقت الرابطة النائب العام اليمني، ووزير العدل، ونائب وزير حقوق الإنسان بعدن، ونائب وزير حقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات، وعدد من المحامين.

ووعدت الجهات المسؤولة بمتابعة القضية والبت فيها، لكن الأمهات لم يلمسن شيئا على الأرض الأمر الذي أدى إلى تصعيد الاحتجاجات من قبلهن، بحسب البيان.

وماتزال الأمهات يطالبن بسرعة إظهار جميع المخفيين قسراً الذين لا تعلم أسرهم عن مصيرهم شيء، منذ أكثر من عامين، والوفاء بوعودهم المتكررة بمتابعة القضية، ومحاسبة المتسببين في تلك الانتهاكات، كما تطالب بإنقاذ المُعتقلين من سجن بير أحمد.

فيديو قد يعجبك: