إعلان

"أعداء الإسلام يهاجمون المساجد".. تفاصيل خطة روسية لإنقاذ البشير بالسودان

07:19 م الخميس 25 أبريل 2019

الرئيس السوداني المعزول عُمر البشير

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

مع اندلاع المظاهرات ضد الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بنهاية العام الماضي، تحركت شركة روسية وعرضت خدماتها لإنقاذه من السقوط أمام المظاهرات التي انتشرت في أرجاء السودان.

تحرك البشير ضد المظاهرات كما يفعل الحكام المستبدين في أغلب الحالات، مارس تضييقًا وشدد القبضة الأمنية على المتظاهرين، لكن ذلك لم يفلح في قمع المسيرات، بل تسبب في زيادة حجمها مع مقتل العشرات من المتظاهرين.

لكن بحسب تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، يبدو أن السيناريو الذي تحرك من خلاله البشير وضعته شركة روسية متهم رئيسها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة وفق تحقيق روبرت مولر.

حصلت الشبكة الأمريكية على وثائق تشير إلى أن الاستراتيجية اعتمدت على نشر أخبار كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والحديث عن وقوف إسرائيل وراء الحراك في الشارع، وحتى البدء في تنفيذ إعدامات علنية لإثارة الرعب، وحتى إن كان من يتم تنفيذ الحكم ضدهم فقط سارقين.

لم تنشر الحكومة السودانية السابقة تفاصيل الخطة، ولكن "سي إن إن" حصلت على تفاصيلها من الشركة الروسية التي يقودها رجل مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يفجيني بريجوزين.

تأكدت الشبكة الأمريكية من تفاصيل الخطة عبر مصادر مختلفة حكومية وعسكرية بالخرطوم، وذكرت أن البشير تلقى عروضًا من الشركة وبدأ في تنفيذها، قبل أن ينتهي الأمر بتحرك الجيش والإطاحة به ووضعه في سجن كوبر بالعاصمة السودانية.

وقال أحد المسئولين بالنظام السوداني المخلوع إن مستشارين روس راقبوا بدء المظاهرات وقدموا الخطة لمواجهة الحراك الشعبي وتقديم خسائر في الأرواح لكنها "الحد الأدنى من أجل البقاء".

تضمن الشركة الحفاظ على المصالح الروسية في السودان بجانب بالطبع الإبقاء على البشير في السلطة، ولكن بالطبع انتهت بالفشل.

الشركة الروسية هي "M-Invest" وتعمل في مجال استخراج الرمال والمعادن الثمينة وحصلت على ترخيص للعمل على منجم ذهب السودان، لكن أنشطتها كانت أبعد من ذلك.

زار البشير موسكو في عام 2017، وهي زيارة خارجية نادرة للرئيس المعزول الذي لا يستطيع التنقل حول العالم بسبب مذكرة الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.

ويتضح قوة العلاقة بين الخرطوم وموسكو في تزويد روسيا للسودان بمقاتلات سوخوي 35 في نفس عام زيارة البشير. وضعت روسيا رهانها على البشير، لكن مع المظاهرات الحاشدة في الشوارع كانت ورقة البشير على المحك، فقررت التدخل لمحاولة إنقاذها قبل الاحتراق.

خطة الشركة الروسية تضمنت تشتيت المتظاهرين وقمعهم. وفي يناير الماضي اقترحت إحدى الوثائق نشر شائعات بأن المتظاهرين يهاجمون المساجد والمستشفيات.

ويحكم السودان بالشريعة الإسلامية وقاد البلاد في الثلاثين عاما الأخيرة البشير وحزبه المؤتمر الشعبي ذو الخلفية الإسلامية العسكرية.

اقترحت الخطة أيضًا خلق صورة للمتظاهرين بأنهم "أعداء الإسلام والقيم التقليدية" وذلك بزرع أعلام المثليين بين المتظاهرين، بجانب بدء حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن إسرائيل تدعم المتظاهرين.

كما كان من أركان الخطة أن تُظهر الحكومة أنها تجري حوارا مع المعارضة والحديث عن انفتاحها على الحوار من أجل "عزل قادة المظاهرات وكسب الوقت".

عملت الخطة على إظهار الحكومة بشكل جيد عبر نشر أخبار عن توزيع مجاني للخبز والغذاء.

كما نصحت الخطة أيضًا بالقبض على قادة المظاهرات في الليلة التي تسبق المسيرات، ونشر أنباء كاذبة عن تلقي المشاركين أموالا للخروج في المسيرات. وجاء في نص الوثائق التي حصلت عليها الشبكة الإخبارية الأمريكية: "أظهروا كيف تحفظت القوات الأمنية على سيارات مزودة بأسلحة، وعملات أجنبية، ومواد دعائية يصنعها أجانب".

تحدثت "سي إن إن" مع مصادر في الخرطوم أكدوا أن حكومة البشير المخلوعة بدأت تنفيذ أجزاء من خطة الشركة الروسية. على سبيل المثال، ألقت القبض على طلاب من دارفور واتهمتهم بمحاولة إشعال الحرب الأهلية.

لكن الخطوات جاءت بطيئة ومتأخرة مقارنة بالتحرك في الشارع. وفي خطاب من رئيس الشركة إلى البشير في 17 مارس، اشتكى الحكومة السوانية بسبب تقاعسها وإشعالها للأزمة.

وفي السادس من أبريل، أثنت الشركة على البشير ووصفته "بالحكيم وصاحب الرؤية الثاقبة"، لكن طالبته أيضًا ببدء إصلاحات اقتصادية فورية. بعد خمسة أيام من هذا الخطاب، تحرك الجيش وعزل البشير.

فيديو قد يعجبك: