إعلان

إطلاق النار "جائز".. قلق من تحول تظاهرات السبت الـ19 إلى يوم دموي في فرنسا

10:57 م الجمعة 22 مارس 2019

احتجاجات السترات الصفراء

كتب – محمد عطايا:
أصبح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مأزق بعد سلسلة انتقادات وجهت له، على خلفية الأوامر التي أصدرها قادة جيشه بإطلاق النار الحي على المتظاهرين أو مثيري الشغب، إذا حاول أحدهم التعرض للجنود بأذى خلال تظاهرات السبت التاسع عشر "للسترات الصفراء"، وذلك وفقًا لصحيفة "تليجراف".

ويُعد منع تكرار أعمال العنف في تظاهرات السبت المقبل بالعاصمة باريس، بمثابة أهم اختبار حاسم لقدرة ماكرون على استعادة النظام في بلاده، إلا أن تصريحات أحد قادة جيشه الأخيرة –بحسب تليجراف- تحولت إلى محور حديث الشارع الفرنسي، الذي بدا قلقًا.

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، ومدن مجاورة، أعمال شغب وعنف، أدت إلى دمار عدد من المحال التجارية والسيارات، خلال تظاهرات السترات الصفراء.

وقال الجنرال برونو لو راي، قائد العملية العسكرية في سينتينيل في منطقة باريس، في تصريحات لـ"فرانس إنفو"، إن جنوده لديهم وسائل عمل مختلفة للتعامل مع جميع التهديدات، يمكن أن تصل إلى حد إطلاق النار إذا كانت حياتهم أو حياة الأشخاص الذين يدافعون عنهم مهددة.

ورغم تأكيد الجنرال برونو، بأن جنوده قادرون تمامًا على تقييم طبيعة التهديد في الشارع أثناء التظاهرات، والرد بطريقة متناسبة، إلا أن تصريحاته أثارت –بحسب تليجراف- جدلاً حادًا بين المعارضة، وسط مخاوف من أن الجنود غير مؤهلين للتعامل مع حرب العصابات الأهلية.

ولمنع تكرار أحداث الشغب، أعلن كريستوف كاستانير، وزير الداخلية الفرنسي تجنيد 3000 جندي لحماية المناطق الساخنة في باريس، وغيرها من المدن الكبرى.

وبحسب الصحيفة البريطانية، لجأ كاستانير، إلى إقالة قادة الشرطة والأمن العام في باريس، والإعلان عن مجموعة من التدابير، بما في ذلك فرض حظر على الاحتجاجات في المناطق التي تسلل إليها مثيري الشغب، واستخدام طائرات استطلاع بدون طيار، وقاذفات الرصاص المطاطية والجيش، لوقف أعمال العنف.

وذكرت "تليجراف"، أنه رغم الإجراءات الأخيرة للداخلية الفرنسية، إلا أن استطلاع للرأي أجري اليوم الجمعة، ذكر أن 76 % من الشعب لا يثق في قدرة الوزير على منع المزيد من أعمال الشغب، وشعر عدد مماثل، بالشيء نفسه تجاه الرئيس ماكرون.

وكشفت الصحيفة البريطانية عن حالة من التوتر في فرنسا بسبب تصريحات الجنرال برونو، ظهرت في تعليقات القادة السياسية، حيث قال إريك سيوتي، النائب الجمهوري المحافظ عن بلدة الألب البحرية، في تصريحات صحفية اليوم: "على عكس الشرطة وعساكر الدرك، لا يتم تدريب جنود الجيش على للحفاظ على النظام. وبالتالي في حالة وجود مشكلة، ماذا سيفعل هؤلاء الجنود؟ هل سيستخدمون الرصاص الحي؟ سيكون ذلك غير مسؤول".

وأكدت مارين لوبان، من اليمين الوطني المتطرف في تصريحات لـ"تليجراف"، إنها "صدمت للغاية" من مبدأ إمكانية تعامل الجيش بالرصاص الحي مع المخربين أو المتظاهرين.

وقال جان لوك ميلنشون، رئيس حزب "فرانس أونبود" اليساري: "ماذا سيفعلون بهؤلاء الجنود؟ هل سيطلقون النيران؟ الحفاظ على النظام مهنة الشرطي وليس جندي الجيش".

ومن بين المؤيدين القلائل لأوامر الجنرال الفرنسي، الوزيرة الاشتراكية السابقة، سيجولين رويال، التي قالت: "لا أعرف لماذا لم نفعل ذلك في وقت سابق. صحيح أن مجموعات الكتل السوداء التي ظهرت في تظاهرات السترات الصفراء ليست إرهابية، لكنها تنشر الرعب. إنه نفس الشيء".

وخرج الرئيس الفرنسي عن صمته بشأن ذلك الجدل المثار في بلاده، قائلًا من بروكسل: "الجيش ليس بأي حال من الأحوال مسؤولاً عن الحفاظ على النظام العام". وأصر على أن دورهم هو محاربة الإرهاب وحماية المواقع الحساسة وتخفيف الحمل عن رجال الشرطة في تلك المهام، واصفًا تصريحات الجنرال برونو لو راي بـ"النقاش الخطأ".

فيديو قد يعجبك: