إعلان

ترامب يقول إن داعش انتهى.. لكن ماذا عن القاعدة في سوريا؟

04:26 م السبت 09 فبراير 2019

دونالد ترامب

كتب- محمد عطايا:

يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة وحلفائها سيقضون نهائيًا على داعش خلال الأسبوع المقبل، متجاهلا تنظيم القاعدة على شمال سوريا تقريبًا، بحسب الكاتب المتخصص في شئون الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن.

قال كوكبيرن في مقاله بصحيفة الاندبندنت يوم الجمعة إن تصريحات ترامب منذ أيام حول القضاء نهائيا على داعش في سوريا والعراق، أثار جدلًا عميقًا ومضللًا حول ما إذا كان التنظيم هزم أخيرًا أم لا.

أوضح الكاتب أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تستخدم الضغط على الدول الأجنبية، لن تجدي نفعًا مع جماعات مسلحة، ولن تجعلها ترفع "الراية البيضاء".

ترجع الاختلافات الأخيرة حول نهاية التنظيم من عدمه، إلى خطأ مشترك لفت إليه الكاتب بين جميع المحللين عند الحديث عن استئصال داعش، أو بقائه على قيد الحياة، يكمن في إغفالهم، أن أكبر معقل في سوريا حاليًا، يقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة.

أوضح كوكبيرن أن هيئة تحرير الشام تسيطر على محافظة إدلب وما حولها في شمال غرب سوريا، والتي تعتبر أهم جيب للإرهابيين، مشيرا إلى أنه على مدار العام الماضي وسع التنظيم سيطرته على كل منطقة إدلب تقريبًا، والتي تقدر الأمم المتحدة أن عدد سكانها يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من اللاجئين.

وذكرت وكالة اسوشيتيد برس أن ميليشيات هيئة تحرير الشام، لم تستغرق سوى أيام قليلة، لتسيطر على عشرين مدينة وقرية في شمال سوريا، من قبضة المتمردين المتناحرين.

أوضحت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته منذ أيام، أن المناطق التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، تعادل مساحة لبنان تقريبًا، مؤكدة أن استيلائها على الشمال الغربي يعد أخطر ضربة حتى الآن لاتفاق وقف إطلاق النار التي توسطت فيها روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي.

كشف الكاتب البريطاني كوكبيرن أن المنطقة محاطة من ثلاثة جوانب من قبل الجيش السوري المدعوم من قبل الروس، وعلى الجانب الرابع لها حدود مشتركة مع تركيا.

أضاف أنه لا يلتفت الغرب كثيرًا إلى تلك الدولة الصغيرة (إدلب) التي يديرها القاعدة، ولديها عدد سكان بنفس حجم ويلز، وقوة قتالية أقل بقليل من الجيش البريطاني.

أوضح الكاتب أن الاعتراف بسيطرة القاعدة على الشمال الغربي في سوريا، سيكشف حقيقة أن الولايات المتحدة وحلفائها "لاعبين ضعفاء" في المنطقة، نتيجة وجود أكثر من تنظيم إرهابي في البلاد.

على المدى القصير، سيتمكن داعش من تنفيذ هجمات إرهابية، ولكن السؤال الأكثر أهمية بحسب الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، يكمن في طريقة عمل القاعدة بعد سيطرتها على الشمال الغربي السوري، ومدى إمكانية تنظيم نفسها والتحول لسلاح فتاك، يعيد ذكريات ما حدث في 11 سبتمبر في العام 2001.

وأكد أنه لا يجب السماح للقاعدة بأن تظل "قوية"، وتعود إلى سابق عهدها، لأنها تتمكن بشكل أو بأخر من النجاة بطريقة غير متوقعة، خاصة بعدما هيمنت على المعارضة المسلحة في العراق بين العامين 2004 - 2009، وإحياء نفسها فى سوريا بعد العام 2011.

حذر كوكبيرن من أن حالة الغليان التي خلقها ترامب، مثل القول بإن الولايات المتحدة باقية في العراق في المستقبل، لمراقبة إيران، سيخدم تنظيم القاعدة، التي ستتوسع وتشكل خطرًا يفوق داعش.

فيديو قد يعجبك: