إعلان

"مقامرة محفوفة بالمخاطر".. هل يفوز ماكرون في أول استفتاء بفرنسا منذ 14 عامًا؟

06:52 م الجمعة 08 فبراير 2019

صورة رئيسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بدأت مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا منذ نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون إخمادها عن طريق الاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين المتعلقة بخفض الضرائب على أصحاب المعاشات وزيادة الحد الأدنى للأجور.

ولكن لم تهدأ مظاهرات السترات الصفراء، التي من المقرر أن تنطلق غدًا في الأسبوع الثالث عشر لها، على الرغم من تلميح الرئيس الفرنسي لإمكانية طرح استفتاء على الشعب الفرنسي بعد أن يختتم "النقاش الوطني الكبير" الذي يقوم به حاليًا في أنحاء فرنسا.

وإذا تم تنظيم هذا الاستفتاء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) في نسختها الإنجليزية، فسيكون أول استفتاء تشهده البلاد منذ 14 عامًا، ولكن يقول المحللون إن تنظيم مثل هذا الاستفتاء مقامرة محفوفة بالمخاطر.

وأكد ماكرون أنه يدرس الدعوة لإجراء استفتاء حول بعض المطالب الناتجة عن المشاورات العامة، في نفس يوم انتخابات البرلمان الأوروبي في 26 مايو.

صورة 1وقال في اجتماع مغلق أمام الشباب في ضواحي باريس الجنوبية مساء الإثنين: "في مرحلة ما ربما أضطر إلى أن أسأل المواطنين عن هذا أو ذاك".

جان فيليب ديروسيير، أستاذ القانون والخبير الدستوري في جامعة ليل، قال في تصريح لوكالة فرانس برس: "ماكرون يحاول الخروج من الأزمة.. ولكن بتنظيم الاستفتاء فأنت تفوز بالضعف أو تنسحب، لمواجهة خطر الانزلاق إلى أزمة أعمق".

البطل الذي يمجده ماكرون، وهو الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول، هو من خطط للدستور الحالي ورأى الاستفتاءات باعتبارها جزءًا هامًا من حكم فرنسا في ظل نظام يركز السلطة في يد الرئيس، ودعا إلى 4 استفتاءات فاز بـ 3 منها وخسر الأخير مما دفعه إلى التنحي كرئيس.

ومنذ عهد ديجول، كان الرؤساء الفرنسيون متقلبين عندما يتعلق الأمر باستفتاء، ولم يعقد سوى 5 استفتاءات منذ ذلك الوقت، كان آخرها في 2005، عندما رفض الناخبون دستورًا أوروبيًا جديدًا في هزيمة مفاجئة للرئيس آنذاك جاك شيراك.

وتقول الوكالة الفرنسية، إن الاستفتاء سيكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لماكرون في مواجهة أسوأ أزمة في رئاسته ذات العشرين شهرًا.

مع انطلاق مظاهرات السترات الصفراء في نوفمبر الماضي، كان رد ماكرون الأول هو الإعلان عن حزمة من التخفيضات الضريبية بقيمة 10 مليارات يورو (11.4 مليون دولار)، ثم بدأ "النقاش الوطني الكبير"، واعدًا بأنه سيؤدي إلى تغييرات حقيقية.

قد يتم تعزيز رئاسة ماكرون -بحسب الوكالة الفرنسية- إذا طرح بعض الأفكار للاستفتاء، مما يجعله يرد على النقد الموجه إليه بأنه "لا يستمع لمطالب الناخبين العاديين".

ويقول جان جاريجوس أستاذ التاريخ لوكالة فرانس برس: "أحد النتائج الرئيسية لحركة السترات الصفراء، هو الانطباع الذي تولد لدى كثيرين في فرنسا بأنهم لا يحصلون على الاعتبار الكافي من قبل النخب السياسية".

وأشارت الوكالة الفرنسية، إلى أنه توجد مشكلتان محتملتان أمام هذا الاستفتاء، الأولى هي قلق بعض الوزراء والنواب في حزب ماكرون من أن إجراء الاستفتاء في نفس اليوم الذي ستعقد فيه الانتخابات الأوروبية سيؤدي إلى حملة انتخابية محيرة، كما أن المحللين يقولون إن ماكرون سيحتاج أيضًا إلى إيجاد توازن بين طرح أسئلة ذات معنى على الناخبين وتجنب المواضيع الساخنة التي قد تؤدي إلى هزيمة شخصية مدمرة لماكرون.

ديروسيير قال: ""ينسى الناس عمومًا الإجابة عن السؤال المطروح وبدلًا من ذلك يدلون بدلوهم على بشأن الشخص الذي يطرح السؤال، مما يجعله استفتاءً حول ما إذا كانوا يدعمون الرئيس أم لا".

ويفكر ماكرون، بحسب الوكالة، في وضع عدة مقترحات للأمة تتمتع بتأييد واسع، مثل الحد من عدد المشرعين الوطنيين أو فرض قيود على عدد الفترات التي يمكن أن يقضيها السياسيون.

وقد اقترح آخرون، مثل زعيم حزب الجمهوريين المعارض الرئيسي، لوران واوكيز، أن على ماكرون أن يضع سياسته الاقتصادية - بناء على جذب الاستثمار وتشجيع روح المبادرة - في الاستفتاء.

وأشارت الوكالة، إلى أن "السترات الصفراء" ترغب في المزيد أيضًا، بما في ذلك إمكانية تنظيم صناديق اقتراع على قضايا ذات أهمية وطنية، ويبدو أن ماكرون، الذي دافع عن الديمقراطية الشعبية خلال حملته الانتخابية، متردد في السير على هذا الطريق.

ماكرون نفسه قال لمجموعة من الشبان يوم الخميس: "لا أؤمن بإجراء استفتاءات كل يوم على كل موضوع"، مضيفًا: "انظروا إلى ما حدث في بريطانيا"، مشيراً إلى أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) كمثال على "الديماغوجية" والتبسيط المفرط للقضايا المعقدة التي يمكنها لديها أكثر من احتمالي (نعم ولا).

فيديو قد يعجبك: