إعلان

متى يتم الإعلان عن "صفقة القرن"؟ انتخابات إسرائيل وشهر رمضان يحددان الموعد

08:55 م السبت 02 فبراير 2019

رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم السبت، تحليلًا حول خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميًا بـ "صفقة القرن".

وقالت الصحيفة، في بداية تحليلها للكاتب الإسرائيلي أمير تيبون، إن وسائل الإعلام كانت حتى وقت قريب تتابع عن كثب تحركات جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، ولكن بعد إعلان البيت الأبيض أن الاثنين سيحضران مؤتمر في وارسو في منتصف فبراير المقبل حول مستقبل الشرق الأوسط، لم يكن هناك تغطية إعلامية كافية لهذا الخبر مثل السابق.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن السبب وراء هذا يكمن في أن خطة السلام الخاصة بالشرق الأوسط في حالة سبات الآن، حيث تباطأت استعدادت واشنطن -التي كانت مكثفة في 2018- لإعلانها بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عقد انتخابات مبكرة، والآن لن يتم نشر أقرب خطة سلام إلا في منتصف شهر أبريل بعد انتخابات التاسع من الشهر نفسه، كما أنه توجد فرصة للتأجيل أيضًا وقد لا يتم الإعلان عنها قبل الصيف.

وبحسب مسؤول أمريكي بارز تحدث مع صحيفة "هآرتس" هذا الأسبوع، شريطة عدم الكشف عن اسمه، فإن جرينبلات وكوشنر غير قلقين من الشكوك أو التوقعات المنخفضة فيما يتعلق بالخطة، ويرون التوقعات المنخفضة باعتبارها إيجابية من الأيام الأولى التي عملا فيها على هذه القضية.

ويشكك كثير من الخبراء والمسؤولين السابقين في خطة السلام. ويفترضون أنها ستتبنى الكثير من وجهة نظر نتنياهو للعالم لدرجة أنها لن تكتب لها فرصة النجاح في العالم العربي.
ويعتقد آخرون أن الخطة لن ترى النور أبدًا بسبب الحسابات السياسية ورغبة ترامب في الحفاظ على شعبيته بين المسيحيين الإنجيليين. ويمكن للإدارة مفاجأة العديد من المشككين عندما يكون ذلك مستوى التوقعات.

وبحسب المسوؤل الأمريكي البارز، فإن ترامب اطلع على الخطة ويدعمها، وتضيف الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية لديها مستند تحتوي على بضع عشرات الصفحات التي تتناول كل موضوع جوهري من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك حول العديد من الجوانب الاقتصادية. وربما لم يقرأ ترامب كل صفحة، لكنه على دراية بالإطار العام للخطة.

الخطة، وبحسب المسؤول البارز، لديها "سياق إقليمي" قوي يدعمها. ويراها ترامب على أنها جزء من هدفه الأوسع المتمثل في "إنشاء تحالفات جديدة في الشرق الأوسط". وهذا هو السبب الرئيسي في وجود كوشنر وجرينبلات في وارسو هذا الشهر مع نتنياهو وكبار مسؤولي الدول العربية.

لا يمكن إنكار أنه منذ تولي ترامب السلطة، ازدادت علامات تقارب إسرائيل مع العالم العربي، وزار نتنياهو عمان العام الماضي. وأشاد زعماء دول خليجية أخرى بإسرائيل علانية بسبب أعمالها العسكرية ضد إيران وحزب الله. هذه التطورات مستمرة قبل أن يتولى ترامب منصبه، لكنها ازدادت بالتأكيد بعد أن تولى المنصب.

ومع ذلك، لا تزال هناك قيود واضحة على علاقات إسرائيل مع العالم العربي، وتدرك الإدارة الإسرائيلية تأثير القضية الفلسطينية على هذه القيود. وفي أواخر العام الماضي حاولت الإدارة إقناع الدول العربية بدعم، أو على الأقل عدم معارضة، قرار الأمم المتحدة الذي يندد بحماس. ومع ذلك صوتت كل الدول العربية ضد القرار، مما أدى إلى عدم تمريره.

وتريد إدارة نتنياهو تعزيز التنسيق بين إسرائيل والعالم العربي ضد كل من إيران والجماعات الإرهابية السنية، وترى خطة السلام باعتبارها جزءًا أساسيًا من هذا الجهد.

وفي العام الماضي، قال البيت الأبيض لصحيفة "هآرتس" إن الخطة ستكون "مستساغة" للإسرائيليين والفلسطينيين العاديين. ولكن من غير الواضح ما تراه إدارة نتنياهو على أنه مستساغ بالنسبة للإدارة الفلسطينية.

المسؤول الكبير الذي تحدث مع "هآرتس" قال إن الإدارة تدرك أن "التوصل إلى تسوية أمر صعب"، وبالتالي "بعض الناس قد لا يستسيغون بعض عناصر الخطة". ولكن هناك اعتقاد في البيت الأبيض أنه عندما يتم النظر إلى الخطة في مجملها وليس من خلال التسريبات الانتقائية وغير المتحقق منها، "سيدرك النقاد أنها أساس واقعي لحل النزاع ورسم مستقبل جديد".

وكما ذكرت صحيفة هآرتس، فإنه لن يُطلب من قادة المنطقة قبول الخطة كما هي، ولكن الموافقة عليها كأساس لمحادثات السلام. وقال المسؤول الكبير: "نأمل أن يدرس قادة المنطقة العناصر الإيجابية العديدة للخطة وأن يكونوا مستعدين للمشاركة فيها".

وأوضح المسؤول البارز، أن مقاطعة السلطة الفلسطينية ومحمود عباس لخطة السلام التي ترعاها الإدارة الأمريكية، يؤذي الفلسطينيين وسمعة عباس وإدارته حول العالم، معبرًا عن اعتقاده بأن الفلسطينيين عندما يرون خطة السلام سيدكون أنها تحمل لهم مستقبلًا عظيمًا.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن خطة السلام قد لا ترى النور قريبًا، فالانتخابات الإسرائيلية ليست المعيار الوحيد الذي سيتم الإعلان عن الخطة بناء عليه، بحسب ما ذكره المسؤول، وتشمل العوامل الأخرى الفترة التي تلي الانتخابات عندما يتم تشكيل ائتلاف حاكم جديد وتواريخ حساسة مثل عيد الفصح وشهر رمضان وغيرها.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية في ختام تقريرها، إن إدارة نتنياهو أمامها قليل من الوقت لتستعد إذا ما قررت الولايات المتحدة الإعلان عن خطة السلام بعد الانتخابات مباشرة، وإذا ما كانت الخطة مقبولة للفلسطينيين، فمن المؤكد أن الإدارة (الإسرائيلية) ستتعرض لنقد شديد من اليمين الإسرائيلي.

فيديو قد يعجبك: