إعلان

"مَن وراء المقاتلين الأجانب في منطقتنا؟".. السيسي يتساءل في مؤتمر ميونيخ

12:57 م السبت 16 فبراير 2019

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتبت – إيمان محمود:

تساءل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الجلسة الرئيسية بمؤتمر ميونخ للأمن، عن الجهة التي تقف وراء تدفّق المقاتلين الأجانب إلى منطقتنا العربية -وخاصة سوريا- وتمويلهم وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة والتدريبات اللازمة.

وقال السيسي "من الذي حرّك المقاتلين الأجانب من دولهم وأحضرهم إلى منطقة الشرق الأوسط؟ ومن أمدّهم بالسلاح والتدريب والأموال؟ ومن أرسلهم إلى سوريا ومنحهم السلاح والذخيرة؟ ومن ينفق عليهم ويدربهم ويمنحهم الدعم السياسي؟"

كما تساءل عمّا إذا كان المجتمع الدولي يتعامل مع هذه الأزمات وأسبابها بالشكل المناسب..أم لا؟

وشغلت مسألة المقاتلين الأجانب الحكومات الغربية والعربية والعالمية منذ اندلاع الحراكات الاحتجاجية الشعبية في سوريا منتصف مارس 2011، ثم تحوّلها إلى نزاع عسكريّ عنيف بعد عدة شهور، وتنامي تدفق المقاتلين المتطوعين الأجانب من الجهاديين، وخلال فترة وجيزة، تحولت جبهة سوريا إلى أكبر ساحة لجذب للمقاتلين الأجانب.

ومع تنامي الحركات الجهادية في سوريا بداية 2012 وصعود "جبهة النُصرة" 2013، وبروز تنظيم داعش في العراق وسوريا 2014، ازدادت التقارير والدراسات الصادرة عن مؤسسات رسميّة ومراكز بحثية حول المقاتلين الأجانب.

وأظهرت دراسة أعدّتها صحيفة تركية في عام 2018، أن ما لا يقل عن 170 ألف مقاتل أجنبي يخوضون حربهم لمصلحة أطراف مختلفة في سوريا المشترك الوحيد بينها أن حربهم جميعاً موجهة ضد الشعب السوري.

وأوضحت الدراسة أن تم تجنيد أكثر من 80 ألف مقاتل أجنبي إلى سوريا بين عامي 2013 و2016، وذلك للقتال في صفوف تنظيم داعش، وأتى أولئك المقاتلون من دول مثل تونس وليبيا والسعودية وألمانيا وفرنسا والقوقاز، إذ شكّل الأجانب نسبة تصل إلى 85 في المائة من مقاتلي داعش، فرّ معظمهم إلى بلادهم بعد الحرب الدولية على التنظيم.

كما نشر مركز فيريل دراسة، تطرق من خلالها إلى عدد الأجانب الذين يقاتلون في سوريا منذ أبريل عام 2011 وحتى نهاية عام 2015، حيث بلغ عددهم 360 ألف مقاتل.

وأكدت الدراسة أن هؤلاء المقاتلين توافدوا من حوالي 93 دولة على مستوى العالم. وبلغ عدد القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فقط 21500 مقاتل، عاد منهم 8500 شخص إلى مواطنهم.

وعلى الرغم من الاختلافات المتعلقة بتقدير أعداد المقاتلين في صفوف الجماعات الجهادية وجنسياتهم، إلا أن الأرقام متقاربة نسبيًا على صعيد العدد الكلي، لكن التضارب يأتي في حجم مشاركة الدول.

وأكد السيسي خلال مداخلته في المؤتمر، أن مصر لها موقف ثابت في أهمية الدفع باستعادة الاستقرار في أسرع وقت ممكن بالدول التي سقطت في هذه الازمات، مؤكدًا "أولويتنا هي استعادة الاستقرار في الدول التي توجد بها أزمات سواء كانت عربية أو أفريقية".

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الأزمات التي تعرّضت هذه الدول، مسّت آثارها الأمن القومي المصري بشكل مباشر.

وشدد: "استقرار الدولة الوطنية ومؤسساتها ووحدة جيشها وأراضيها، من أهم أسباب الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".

ويشارك السيسي في أعمال مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، الذي انطلق أمس الجمعة ولمدة 3 أيام، بحضور نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية و30 من وزراء الدفاع و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين.

واستهل السيسي نشاطه في ميونخ بمقر إقامته، حيث استقبل بيتر ريدل رئيس شركة رودا أند شوارتز والتي تعد من أبرز وأهم الشركات الألمانية والعالمية في مجال الأمن الإلكتروني وتأمين المنشآت.

فيديو قد يعجبك: