إعلان

لبنان: هل يتكيف حزب الله مع الأوضاع الجديدة أو تنجح "حيله القديمة"؟

10:34 م الأربعاء 06 نوفمبر 2019

احتجاجات لبنان - أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد صفوت:

قالت مجلة أمريكية إن الاحتجاجات اللبنانية وضعت حزب الله في موقف حرج خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري رغم أن زعيم الحزب حسن نصر الله حذر من تلك الخطوة في بداية الاحتجاجات منتصف الشهر الماضي.

أضافت فورين بوليسي في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، إن حزب الله يحاول استخدام "حيله القديمه" لكسب ثقة اللبنانيين، مشيرة إلى أن خطابات نصر الله لم تختلف كثيرًا منذ بداية الاحتجاجات، حيث اعتاد إلقاء اللوم على غيره، في البداية رفض رحيل الحكومة، اتبعها بانتقادات حادة للسياسين اللبنانيين، وختمها بترديد دعوات لسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

حزب الله قادر على التكيف

وترى المجلة أن حزب الله قادر على التغلب والتكيف على الأوضاع اللبنانية الجديدة، إلا أن ذلك قد يحدث شرخًا داخليًا وموجة من عدم الاستقرار، في ظل رفض الشارع اللبناني للحزب الشيعي.

يرصد التقرير، القوة التي ظهر بها حزب الله خلال العقود الماضية ونجاحه في صناديق الاقتراع والاستخدام المحسوب للقوة، وصولاً إلى لعبه دورًا رئيسيًا في صياغة الواقع السياسي اللبناني، وإندماجه في مؤسسات الدولة اللبنانية.

وكشفت فورين بوليسي عن محاولات مستشار حزب الله بالضغط على رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، لإثنائه عن تقديم استقالته بعد علملهم بالدعوات المنادية بتشكيل حكومة تكنوقراط، لإدراكه أن الحكومة الجديدة ستشكل مخاطر محتملة عليه.

وقال مصطفى علوش البرلماني السابق وعضو المكتب السياسي لحزب تيار المستقبل، "يعلم الجميع أن حزب الله يريد وضع مشابه للذي اعتاد عليه، وهو نفس الإئتلاف الحاكم مع بعض الاختلافات في الأسماء، وإعادة التفاوض على نفس الشروط التي كانت في السنوات الثلاث الماضية لن تثمر مع الناس في الشارع" .

وترى مها يحيى مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط، أن ما يهم حزب الله حاليًا، إيجاد طرق للحفاظ على نفوذه بعد الحديث عن حكومة تكنوقراط في لبنان.

وأضافت، "سوف يستخدمون نفس الحيل القديمة وسيحاولون التكيف إلى حد ما، بشرط ألا تتأثر مصالحهم سواء كانوا في الحكومة أو لا، فمصالحهم خط أحمر".

وتساءلت المجلة، هل سيصل اللبنانيون في النهاية إلى استخدام العنف ضد حركة أمل وحزب الله، ردًا على محاولاتهم لفض المظاهرات؟ أم أن الوعي بمخاطر الطائفية والتلاحم الشعبي الذي كشفته الاحتجاجات سيكون له دور؟

للمرة الأولى منذ تأسيس حزب الله، ترفع صورًا ولافتات مناهضة له، ليرد عليها الحزب وحركة أمل التابعة له، بمحاولات فض للمظاهرات والاعتصامات في مدينتي صور والنبطية في الأسبوع الأول من الاحتجاجات.

وقال الصحفي علي الأمين: "بدأت أمل ونصر الله يشعران بالخطر ولا يمكنهما مواجهته إلا من خلال العنف، وبشأنه أن يهز الثقة فيهم أكثر من أي وقتٍ مضى".

محاولات تصحيح المسار

حاول حزب الله تصحيح مساره خلال الأيام الماضية، من خلال تذكير اللبنانيون بأنه جماعة مقاومة في الأساس قبل أن يشكل حزبًا سياسيًا، كما لوح إلى أنه أطلق النار على طائرة إسرائيلية بدون طيار في 31 أكتوبر الماضي، بعد عبورها المجال الجوي اللبناني.

ورأت المجلة أن حزب الله يحاول التفاخر بكونه جماعة مقاومة في الأساس، إلا أنه أغفل إشتراكه في النزاع السوري بالنيابة عن إيران، وتورطه في معارك سياسية في لبنان.

وقالت إن حزب الله يكافح للحفاظ على ما فاز به خلال العقود الماضية على الساحة السياسية، وأنه سيستمر في نفس الخطاب التذكيري بأنه جماعة مقاومة وحاربت إسرائيل.

وفي حال فشله في كسب تعاطف اللبنانيون، سيجد مخرجًا كما الحال في لبنان، إما عن طريق التكيف مع محيطه الجديد أو إجبار محيطه على التكيف معه.

ورأت فورين بوليسي أن خيار العنف مطروح داخل حزب الله، إذا فشلت كل محاولاته لكسب ثقة اللبنانيون وظهرت تهديدات لموقعه السياسي في لبنان.

فيديو قد يعجبك: