إعلان

بعد رحلة تاريخية.. أول رائد إماراتي إلى الفضاء في طريقه للأرض (بث مباشر)

12:49 م الخميس 03 أكتوبر 2019

رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تنتهي الرحلة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي هزّاع المنصوري، اليوم الخميس، مع وصوله إلى الأرض عند الساعة 2:59 (بتوقيت الإمارات)، قادمًا من محطة الفضاء الدولية التي انطلق منها عند الساعة 11:35 من صباح اليوم.

ويعود رائد الفضاء الإماراتي، الذي يُعد أول مواطن من دولة عربية يُقيم في محطة الفضاء الدولية، بعد رحلة استمرت 8 أيام، وذلك برفقة الأمريكي نيك هايغ والروسي أليكسي أوفتشينين اللذين يُنهيان إقامتهما في الفضاء بعد 203 أيام.

ووجّه المنصوري (35 عامًا) الشكر لكل من ساهم في تحقيق طموح زايد بالوصول للفضاء. وكتب على حسابه عبر إنستجرام، الخميس: "جزيل الشكر لجميع من ساهم في تحقيق طموح زايد ولجميع من عمل على هذا الإنجاز العظيم، بوركت جهودكم، مازالت هذه مجرد بداية، ولنا عودة بإذن الله".

View this post on Instagram

A post shared by Hazzaa AlMansoori (@astro_hazzaa) on

كان المنصوري انطلق إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر الماضي، على متن مركبة "سويوز إم إس 15" من قاعدة بايكونور الفضائية بكازاخستان، برفقة الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير، اللذين سيبقيا في الفضاء حتى الربيع المُقبل.

مراحل الهبوط

ودّع المنصوري محطة الفضاء الدولية مع زميليه نيك هايغ وألكسي أوفشينين في تمام الساعة 9:13 صباح اليوم الخميس (بتوقيت الإمارات)، ودخل إلى مركبة الفضاء الروسية "سويوز إم إس 12"في أول خطوة قبل إغلاقها والاستعداد للانطلاق إلى الأرض.

وتتكون "سويوز إم إس 12" من 3 أجزاء، هي: "الوحدة المدارية ووحدة الالتحام ووحدة الهبوط"، وأثناء عودتها إلى الأرض تنفصل الأولى والثانية، وتحترقان في الجو؛ لتبقى الأخيرة التي تحمل رواد الفضاء.

بدأت مراحل هبوط المركبة التي تقل المنصوري من محطة الفضاء، بإغلاق مدخل المركبة ثم انفصالها. وبعدها تستعد المركبة لدخول الغلاف الجوي قبل انفصال وحداتها.

وبعد ذلك، يجري فتح المظلات وإطلاق المحرك للهبوط السلس، قبل لمس المركبة الأرض.

وقالت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، على حسابها الرسمي عبر تويتر، إنه "تم تأكيد انفصال المركبة عن محطة الفضاء"، مُضيفة "طاقم الرحلة انطلق بنجاح في حدود 3:37 بالتوقيت المحلي".

وقبل اللحظات الأخيرة لانفصال المركبة عن محطة الفضاء الدولية، غرّد المنصوري عبر تويتر: "نكاد ننفصل عن محطة الفضاء الدولية، تحدٍ آخر يجول في الأرجاء، بخوف طمأنه الفخر، سأعود مسلّما صنيع زايد لأرضه".

وتابع "لم ننتهِ ولن ننتهي سنعود لنفتتح طريقنا الذهبي إلى الفضاء، لتتألق النجوم بأسمائنا، ولنعيد مجد رواد الفضاء العرب مرة أخرى".

كان رائد الفضاء الإماراتي نشر آخر صورة التقطها على متن محطة الفضاء الدولية، وهي لمدينته ليوا أثناء الليل، وعلق قائلًا: "من هنا بدأ كل شي، من كثبان ليوا في الربع الخالي. نظرت للغيوم وحلمت بأن أصبح طياراً، ونظرت للنجوم وحلمت بأن أصبح رائد فضاء".

وتابع: "اليوم أنظر إليك يا وطني من الطرف الآخر وأحلم أن أعود إليك لأقبل ترابك الطاهر بعد أن شارفت المهمة على الانتهاء. حلم بدأ من الصحراء أعانق به الفضاء".

أول رائد "بثوب خليجي"

ظهر المنصوري قبل يومين بالزي الإماراتي (الكندورة)، مُرتديًا على رأسه الغترة الخليجية (العصامة)، في مشهد يحدث لأول مرة على متن محطة الفضاء الدولية، حسبما نشر مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.

وقال رائد الفضاء الإماراتي في بث حيّ مع المحطة الأرضية في دبي يوم الثلاثاء: "رسالتي للجمهور ..أن على كل فرد منا أن يضع أمامه هدفاً محدداً ويسعى لتحقيقه".

وأضاف "سأُسخّر كل شيء تعلمته بالفضاء لخدمة وطني الإمارات، ومستعد للعودة مرة ثانية لمحطة الفضاء لإجراء المزيد من التجارب".

وردًا على سؤال الجمهور الحاضر بالمحطة الأرضية في دبي، حول التوقيت المعتمد في محطة الفضاء الدولية، أجاب قال المنصوري: "نحن نرى الشروق والغروب ١٦ مرة، لذلك لا نعتمد على الشمس، نعتمد في المحطة على توقيت جرينتش فقط".

وحول وجود الإنترنت في الفضاء أجاب: "نعم لدينا إنترنت في محطة الفضاء الدولية، ونقوم باستقبال وإرسال البريد الإلكتروني".

وذكر رائد الفضاء الإماراتي أنه أجرى تجارب عدة، منها ما يتعلق بتأثير انعدام الجاذبية على الجسم، ومنها ما يتعلق بإحساس رواد الفضاء بالزمن.

وشكّلت مهمة هزّاع المنصوري رغم قصرها، مصدر فخر في الإمارات العربية المتحدة التي دخلت قبل فترة القطاع الفضائي. وقد أعلنت قبل فترة قصيرة نيتها إرسال مسبار إلى المريخ بحلول عام 2021.

وسمح المنصوري لبلاده بالانضمام إلى نادي الدول العربية القليلة التي أرسلت روادا إلى الفضاء. فقد سبقت الإمارات في هذا المجال كل من السعودية في عام 1985 وسوريا عام 1987. وهو أول مواطن عربي يزور محطة الفضاء الدولية.

كان الأمير السعودي سلطان بن سلمان آل سعود أول رائد فضاء عربي استقل مكوكا فضائيا أمريكيًا في عام 1985. وبعدها بعامين، أمضى الطيار السوري محمد فارس أسبوعا في محطة "مير" الفضائية التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي، وفق فرانس برس.

4022 طيارًا حربيًا

ووقع الاختيار على المنصوري من بين 4022 طيارًا حربيًا وهو لم يبلغ إلا في سبتمبر 2018 بمشاركته في هذه الرحلة. وفي المحطة، شارك في تجارب خصوصا حول إدراك الوقت. وحمل معه إلى المحطة 30 بذرة من بذور شجر الغاف الواسع الانتشار في دولة الإمارات ستزرع في بلده بعد عودته.

وخلال مهمته، بثّ الرائد الإماراتي عبر تويتر صورا ملتقطة من الفضاء عن الإمارات ومكة المكرمة.

وجاءت رحلة المنصوري الفضاء في إطار برنامج "الإمارات لرواد الفضاء"، الذي يُشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء منذ عام 2017. ويهدف البرنامج إلى تأهيل وتدريب فريق من رواد الفضاء الإماراتيين ليساهموا في المهام العلمية الفضائية.

وهو أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءًا من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد على تحسين حياة البشر على سطح الأرض.

وتشكل محطة الفضاء الدولية مثالا نادرا على تعاون مستمر بين روسيا والولايات المتحدة في ظلّ توترات هي الأشدّ احتداما بين البلدين منذ الحرب الباردة. وتشارك 16 دولة في هذا المشروع الذي كلّف في المجموع 100 مليار دولار وموّل بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وروسيا.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، تُعرف محطة الفضاء الدولية اختصارًا بـ"آي إس إس"، وهي محطة تم بناؤها عام 1998 بموجب تعاون دولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية. وقُدرت تكلفتها بأكثر من 150 مليار دولار.

وبدأت باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ مطلع القرن الحالي، وتحديداً منذ شهر نوفمبر عام 2000، وتضم المحطة على متنها طاقماً دولياً يتألف من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاث علمية عميقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض.

كما تعتبر المحطة مختبرا للأبحاث والتجارب في الفضاء، وتستخدم لاختبار أنظمة وعمليات استكشاف الفضاء في المستقبل، وتعمل على تحسين نوعية الحياة على الأرض عن طريق زيادة المعرفة العلمية من خلال الأبحاث التي أجريت خارج الأرض.

فيما تدور المحطة على ارتفاع 390 كيلومترا من سطح كوكب الأرض، وأطلقت لتأخذ محل ومهام المحطة الفضائية الروسية مير (Mir)، بهدف تحضير الإنسان لتمضية أوقات طويلة في الفضاء، وإجراء التجارب خارج منطقة الجاذبية الأرضية.

فيديو قد يعجبك: