إعلان

بوتين في الرياض.. هدايا متبادلة مع الملك سلمان واتفاقيات بقيمة 3 مليارات دولار

08:35 م الإثنين 14 أكتوبر 2019

الملك سلمان وبوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

توجت زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين، للمملكة العربية السعودية الطريق الطويل الذي قطعته الدولتان خلال السنوات الماضية لتطوير العلاقات الثنائية بينهم في عدة مجالات منها الاستثمار والتعاون في مجال الطاقة إلى المشاريع الثقافية وتخفيف الإجراءات المتبادلة في مجال التأشيرات، فضلًا عن التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك بالمنطقة العربية والعالم.

وتأتي زيارة الرئيس الروسي، للمملكة بعد 12 عامًا من زيارته الأخيرة للرياض التي كانت في فبراير من عام 2007، فيما زار الملك سلمان موسكو في 2017.

وقال مساعد بوتين يوري أوشاكوف في وقت سابق، إنه تم تحضير 30 اتفاقية بين الدولتين، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية وتجارية باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار، لتوقيعها خلال الزيارة.

تاريخ العلاقات بين الدوليتن

يُعد الاتحاد السوفيتي، من أوائل الدول التي اعترفت بمملكة الحجاز ونجد المستقلة في 1926، وأقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهم، قبل أن تعيد المملكة تسميتها للمملكة العربية السعودية في 1932، وقطعت العلاقات لاحقًا في 1938 بعد أزمات داخلية ضربت الاتحاد السوفيتي وتغيير سياسة السعودية لصالح تعاون أوثق مع الغرب.

وبعد عقود طويلة اعترفت السعودية، بروسيا الاتحادية كوريث شرعي للاتحاد السوفيتي في 1991، وعادت العلاقات بين موسكو والرياض مرة أخرى.

وحتى مارس من 2015، شهدت العلاقات الثنائية حالة من الشد والجذب بعد رسالة الرئيس الروسي، للقمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ، وأثارت غضب وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الذي اعتبرها استخفافًا بالعرب. وقال: "روسيا جزء أساسي من مأساة الشعب السوري، كيف نفهم الرسالة؟ هل هي استخفاف بآرائنا أو تجاهل لحجم الكارثة؟".

لم ينتهِ العام قبل أن تتحسن العلاقة وتأخذ منحنى جديد بعد زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان لموسكو، ولقاء الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وبدأ التعاون بين البلدين من خلال اتفاقية الشراكة بين الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، والصندوق السعودي للثروة السيادية، حيث وافق الصندوقان على استثمار 10 مليار دولار في روسيا، وإنشاء صندوق الاستثمار الروسي السعودي بما يفوق المليارين ونصف المليار دولار.

مجال الطاقة

يُعد التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطاقة من أكثر الأمثلة المذهلة للتعاون بينهم، خاصة بعد توقيع اتفاقية خفض إنتاج النفط بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والبلدان غير الأعضاء في أوبك، التي وقعت في ديسمبر 2016، ونصت على خفض إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا حتى أبريل 2020، للحفاظ على استقرار سوق الطاقة.

زيارة بوتين وتتويج العلاقات الثنائية

ووصلت طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له، صباح الاثنين، إلى الرياض في زيارة تستغرق يومًا واحدًا، وُصفتها الصحافة السعودية بـ"التاريخية" حسبما ذكرت قناة "العربية" الإخبارية.

كان في استقباله بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي، أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وأمين منطقة الرياض المهندس طارق الفارس، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا رائد بن خالد قرملي، ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء فهد المطيري، والسفير الروسي لدى المملكة سيرجي كوزولوف، ومندوب عن المراسم الملكية، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

قمة رئاسية

وعقد الملك سلمان وبوتين، قمة ثنائية في الرياض، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وأهم الملفات الإقليمية.

قال الملك سلمان إن المملكة العربية السعودية تثمن الدور النشط الذي تلعبه روسيا في المنطقة والعالم، مؤكدًا أن الرياض تسعى إلى العمل المشترك مع القيادة الروسية في جميع القضايا، التي يمكن حلها أن يعزز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وأعرب عن ثقته في النتائج الإيجابية العظيمة لتنفيذ الاتفاقيات المشتركة في قطاع الطاقة. كما أعرب عن دعمه للتعاون في مجال الاستثمار بين البلدين من خلال صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي.

من جانبه قال بوتين، إن موسكو والرياض تؤيدان مواجهة التهديدات الإرهابية وحل الأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالطرق السلمية. وأضاف "نؤيد معًا التصدي للتهديد الإرهابي، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية طويلة الأجل للأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأكد الرئيس الروسي، أن العمل المشترك بين موسكو والرياض في أسواق الطاقة يؤدي إلى تسوية الوضع ويأتي بثماره في العموم.

تبادل الهدايا التذكراية

أهدى بوتين في مستهل زيارته إلى السعودية، أحد أندر صقور العالم، على الإطلاق، للملك سلمان، يحمل اسم "ألفا" وهو من فصيلة الصقور الحمراء النادرة، المتواجدة في "كاماتشاتكا" وهي أحد أقاليم روسيا الاتحادية، وهو أحد الصقور النادرة في العالم.

وقدم الملك سلمان للرئيس الروسي هدية تذكارية عبارة عن لوحة فنية بعنوان "عطاء نجد".

20 اتفاقية تعاون بين البلدين

وخلال الزيارة الرئاسية، وقعت موسكو والرياض، على ميثاق تعاون طويل الأمد في إطار "أوبك+"، الذي يهدف لبث الاستقرار في سوق النفط العالمية.

شهد التوقيع بحضور الملك سلمان والرئيس بوتين، ووقع ميثاق التعاون من الجانب الروسي وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، ومن الجانب السعودي وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.

وجاء التوقيع على الميثاق، ضمن أكثر من 20 وثيقة تم توقيعها على هامش زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرياض.

مستوى جديد من العلاقات

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الاثنين، إن زيارة الرئيس بوتين للسعودية تعكس مستوى جديدًا نوعيًا للعلاقات بين البلدين.

وأوضح لافروف في تصريحات صحفية أوردتها قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن الجانبين أكدا خلال المباحثات على التطور المتواصل للعلاقات على جميع الاتجاهات، في التجارة والاقتصاد والاستثمارات، وخاصة مجال الاستثمارات وتنسيق الأعمال في المجال العسكري التقني والتنسيق للسياسة الخارجية".

ومن المقرر أن يختتم الرئيس الروسي زيارته للسعودية اليوم الاثنين، استعدادًا لزيارة الإمارات العربية المتحدة غدًا الثلاثاء.

فيديو قد يعجبك: