إعلان

العدوان التركي على سوريا.. عين أردوغان على ردة فعل روسيا وإيران

05:41 م الخميس 10 أكتوبر 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة (مصراوي)

فيما يشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدوانه على الشمال السوري، تتركز عيناه على ردة فعل روسيا وإيران، أكثر من قلقه من الرد الأمريكي حيث منحه الرئيس دونالد ترامب الضوء الأخضر للمضي قدما في خططه، وكذا أوروبا المشغولة أكثر بقضية اللاجئين ومصير عناصر تنظيم داعش المعتقلين لدى الأكراد، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

بدأت تركيا عدوانها، الذي قوبل بإدانات دولية وإقليمية واسعة، على وحدات حماية الشعب الكردية يوم الأربعاء بعد أيام من سحب إدارة ترامب عشرات الجنود الأمريكيين من نقاط حدودية ما خلع الحماية التي كان يتمتع بها الأكراد، الحليف الرئيس للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في سوريا في السنوات الأخيرة.

تقول الجارديان إن ردة فعل إيران وروسيا، حيث توجد قوات لهما في الأراضي السورية، على العدوان التركي قد تكشف أيضا الكثير عن المستقبل طويل المدى للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثماني سنوات.

وتساند موسكو وطهران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي اندلعت في أعقاب احتجاجات ضد الأسد في 2011، ضمن انتفاضات مع عرف بالربيع العربي.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن روسيا وإيران – إلى الآن – دعت أردوغان إلى ضبط النفس، لكنهما أيضا ينظران إلى الفرص التي خلقها دونالد ترامب بتهوره.

أوضحت الجاريان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطامح لبسط نفوذ روسيا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، سوف يرى – في أبسط الأحوال – فرصة في استغلال ما توصف بأنها خيانة ترامب للأكراد.

"الدرس واضح: عندما تحل الأزمة، لن تكون الولايات المتحدة ظهرك"، سيجادل بوتين وعينه على المملكة العربية السعودية.

بيد أن بوتين يريد ايضا أن يرى نهاية للحرب الأهلية السورية.

تقول الجارديان إنه بوتين سيسعى بعد أن تغادر الولايات المتحدة المشهد السوري، إلى إبرام "صفقة القرن" الخاصة به، بين اردوغان والنظام السوري والأكراد.

ومنذ أن تدخلت روسيا مباشرة في الحرب لدعم الأسد في 2015، عملت موسكو على إبطاء العملية السياسية التي كان الغرب يرعاها، وأجبرت مبعوثي الأمم المتحدة على العمل ضمن حوارات أستانة لرسم مستقبل سوريا، فيما كانت قوات الأسد تحرز تقدمات على حساب المعارضة المسلحة.

أدت حوارات أستانة التي تشارك فيها إيران وتركيا وروسيا إلى تأسيس لجنة دستورية سورية بدعم من الأمم المتحدة، وهي فكرة اقترحها بوتين في يناير العام الماضي وتهدف إلى صياغة دستور جديد لسوريا والإعداد لانتخابات.

أعلن المبعوث الأممي غير بيدرسون عن اللجنة رسميا في 23 سبتمبر، وقال إنها "أول اتفاق سياسي ملموس" بين الحكومة وجماعات المعارضة، والتي "تعني قبولا واضحا للاخر كمحاور."

تتألف اللجنة من 150 عضوا مقسمين بين حكومة الأسد والمعارضة والمجتمع المدني السوري. يقود هادي البحرة المعارضة في اجتماعات اللجنة التي من المقرر أن تبدأ في مقر الأمم المتحدة في جينيف في 30 أكتوبر.

قالت الجارديان إن هذه العملية قد تنهار. فهناك أفراد أكراد المرتبطين بالمعارضة في هذه اللجنة، لكن الممثلين السياسيين لوحدات حماية الشعب ليسوا ضمنها، في استثناء أدى إلى احتجاجات مكاتب الأمم المتحدة في مدينة القامشلي في شمال سوريا.

كما أن الرئيس السوري بشار الأسد قال إنه غير مستعد لأن يرى من يعتبرهم انفصاليين من حزب العمال الكردستاني – المرتبط بوحدات حماية الشعب – في المحادثات حيث أنه يعتبرهم تهديدا لوحدة الأراضي السورية.

لكن لجنة الدستور هي من بنات أفكار بوتين، ولن يرغب في رؤيتها مهددة جراء القتال في شمال شرق سوريا. وبدلاً من ذلك، سيرى ما إذا كان الغزو التركي فرصة لهندسة مصالحة غير محتملة بين الأكراد والنظام السوري، بحسب الجارديان.

جادل بعض الأكراد السوريين الذين يراقبون العلامات المتراكمة بأن ترامب سوف يتركهم لمصيرهم في المستقبل، أن أمنهم في المستقبل يكمن في الوصول إلى شكل من أشكال المصالحة مع دمشق على أساس سوريا فيدرالية.

قال قائد القوات الديمقراطية السورية التي تقطنها أغلبية كردية، مظلوم كوباني، في الأسبوع الماضي: "نحن نفكر في شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف قتال القوات التركية".

لم يفصح بوتين سوى عن قليل، إذ يسعى إلى هندسة موقفه. اتصل هاتفيا بأردوغان لحثه على "التفكير بعناية في الوضع حتى لا يضر الجهود الكلية لحل الأزمة السورية".

في نفس الوقت، لن يرغب بوتين في الإساءة إلى أردوغان، أو الإشارة إلى أن المخاوف التركية من الإرهاب الكردي داخل تركيا، النابعة من الحدود السورية، لا أساس لها. لقد كان يحاول جذب تركيا بعيدًا عن فلك الناتو ونجح في إقناع أردوغان بشراء نظام دفاع جوي روسي.

تقول الجارديان إن الاقتراح المحدد الذي قدمه بوتين ودعمه الرئيس الإيراني حسن روحاني يتمثل في إحياء اتفاقية أضنة الموقعة من قبل سوريا وتركيا في عام 1998.

يضغط بوتين من أجل ذلك منذ ثلاث سنوات.

ويشير ذلك إلى أن بوتين يقر بأن لدى تركيا مخاوف مشروعة بشأن حزب العمال الكردستاني، لكن الحل ليس منطقة آمنة تديرها تركيا داخل سوريا، بل يعتمد على ضمانات أمنية من الحكومة السورية للسيطرة على حزب العمال الكردستاني.

وبالمثل، فإن طريقة التعامل مع اللاجئين السوريين داخل تركيا لا تتمثل في نقلهم قسراً إلى شمال شرق سوريا، فقط لمقابلة الاستقبال العدائي، ولكن لإنهاء الحرب الأهلية.

لكن المعضلة الرئيسية هي إبرام اتفاق بين الأكراد والأسد والأتراك. وحال نجح بوتين في ذلك ستكون بحق صفقة القرن. إذا لم يستطع، فقد ينتهي به المطاف بأن يتفق مع ترامب بأن الشرق الأوسط لا يجلب سوى "الرمال والموت"، على ما تقول الجارديان.

فيديو قد يعجبك: