إعلان

نيويورك تايمز: الدور الأمريكي في الشرق الأوسط يتلاشى بمرور الوقت

03:21 م السبت 12 يناير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يتلاشى كلما مرّ الوقت، بالنظر إلى الأحداث الجارية والتي تشهدها المنطقة، فعندما ألتقت كل من روسيا وإيران وتركيا لبحث نهاية الحرب السورية، فعلوا ذلك بدون الولايات المتحدة. وتجمدت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لسنوات، وحتى الآن لم يكشف الرئيس الأمريكي عن خطته المُنتظرة التي سبق أن أعلن عنها بشان إنهاء الصراع.

والآن، رغم الرسائل المُتضاربة بشأن كيف ومتى سوف تنتهي عملية سحب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أن الأمر قد بدأ بالفعل. تقول نيويورك تايمز إن سحب القوات الأمريكية من سوريا، والذي قال الجيش إنه بدأ بالفعل أمس الجمعة من خلال سحب المُعدات العسكرية، اخر دليل على اتساع الهوة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، مُرجحة أن يكون له تأثيرات دائمة على أحد أكثر المناطق تقلبًا في العالم.

أشارت الصحيفة الأمريكية، في تحليل على موقعها الإلكتروني، إلى أن تراجع الولايات المتحدة سوف يفسح المجال أمام روسيا وإيران، ويسمح لهما بتعزيز وجودهما في المنطقة، كما أنه يمنحهما وقادة المنطقة الأقوياء الفرصة لرسم مستقبل الشرق الأوسط.

قال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة، إن الأوضاع الحالية لا تُبشر بالخير، مضيفا أن "هناك عنف، والكل يلاحظ غياب واشنطن".

منذ نهاية الحرب الباردة، كانت منطقة الشرق الأوسط على أحد أهم أولوليات الولايات المتحدة، وكانت هناك عندما حدثت حرب الخليج، والغزو الأمريكي للعراق، وتابعت ثورات الربيع العربي باهتمام، كما أنها شاركت في الحرب ضد تنظيم داعش.

دعا هاس إلى ضرورة العثور على منطقة وسطى بين محاولة تحويل الشرق الأوسط، والانسحاب التام من المنطقة. وقال "نحن نريد سحب أنفسنا من المنطقة، ولكن التاريخ يؤكد أن الشرق الأوسط لن يسمح لنا بذلك".

معركة خاسرة
لفتت نيويورك تايمز إلى أن قادة الولايات المتحدة دائمًا ما كانوا يبررون مقتل الجنود الأمريكيين في المنطقة، بأنهم كانوا هناك لاستبدال الديكتاتورية بالديمقراطية، وحاولوا تحسين القوانين، ودعم الحكومات الحليفة، وحاربوا الإرهاب.

قال جاري سيك، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا، إنه بالنظر إلى الفوائد التي عادت على الولايات المتحدة من وراء تدخلها في الشرق الأوسط، فسنجد أن الخسائر كانت أكبر دائًما.

وتابع "الولايات المتحدة تعمل على تقليص دورها في الشرق الأوسط الآن، لأن هناك الكثير من الأمور التي عليها التعامل معها في العالم".

وقد شكلت وجهة نظر مُماثلة للمنطقة نهج كل من إدارة أوباما وترامب، رغم الاختلافات الحادة والواضحة بينهما. قالت نيويورك تايمز إن كلاهما تعامل مع الشرق الأوسط على أن مصدر أساسي للازعاج واستنزاف موارد الولايات المتحدة. ودعا الرئيسان القوى الأقليمية إلى لعب دور أكبر في حماية منطقتهم.

أرجعت نيويورك تايمز الرغبة الفورية في التراجع وترك المنطقة إلى الارهاق الشديد الذي عانت منه واشنطن بعد سنوات من القتال في العراق، إضافة إلى شعور قادة واشنطن بأن الاستثمار العسكري الأمريكي لم يُحسن الأمور ولم يضع حدا الأزمات.

وفي الوقت نفسه، يقول الباحثون إن التحولات التي شهدتها المنطقة على المدى الطويل جعلتها أقل أهمية بالنسبة لأولويات وطموحات الولايات المتحدة.

فيما يرى بعض المحليين أن الولايات المتحدة تستطيع تحقيق ما تريد في المنطقة، والقيام بتغييرات واضحة إذا كانت ترغب في ذلك بصدق.

فيديو قد يعجبك: