إعلان

"شارع الأبرتهايد" .. مشروع إسرائيل العُنصري لعزل الفلسطينيين

04:28 م الخميس 10 يناير 2019

شارع الأبرتهايد أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

أعلنت اسرائيل اليوم افتتاح شارع "4370"، الذي يطلق عليه "شارع الأبرتهايد" –أي الفصل العنصري- في القدس لكونه يفصل بين السائقين الفلسطينيين وبين السائقين من المستوطنين الإسرائيليين.

وكان قد افتتح الجانب الغربي من الشارع، قبل أسبوعين، للفلسطينيين، الذين لا يسمح لهم بالدخول إلى القدس المحتلة.

وافتتح الاحتلال الإسرائيلي، الجانب الغربي منه للمستوطنين، ودشّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أول شارع من سلسلة شوارع جديدة في الضفة الغربية سيكون استخدامها مقصورًا على المستوطنين اليهود.

وكان قد افتتح الجانب الغربي من الشارع، قبل أسبوعين، للفلسطينيين، الذين لا يسمح لهم بالدخول إلى القدس المحتلة، ثم افتتح، اليوم، الجانب الغربي منه للمستوطنين لتسهيل وصولهم إلى التلة الفرنسية وجبل المشارف.

ونشرت الوكالة الرسمية بيانا لوزارة الخارجية اعتبرت فيه، أن إنشاء شارع الأبرتهايد، "خطوة من خطوات تنفيذ المشروع الاستعماري التوسعي المعروف بمشروع E1، الذي يفصل بين وسط وشمال الضفة عن جنوبها، ويؤدي أغراض استيطانية تهويديه ويربط عديد المستوطنات بالقدس الشرقية المحتلة.

وأكدت على أنه من العار على المجتمع الدولي أن يكون "شاهدًا متواطئًا" على تأسيس وتعميق نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" في فلسطين المُحتلة دون أن يحرك ساكنًا، على حد قولها.

كما عبّرت الوزارة "عن صدمتها من الصمت القبوري الدولي إزاء مظاهر الفصل العنصري في فلسطين المُحتلة، وعن عميق استغرابها من اللامبالاة الدولية والوهن والتقاعس الدولي تجاه مئات القرارات الدولية الخاصة بالحالة في فلسطين التي بقيت حبرًا على ورق وحبيسة الأدراج دون تنفيذ".

"شارع الأبرتهايد"

يبلغ طول الشارع ثلاثة كيلومترات ونصف، وأطلق عليه "شارع الأبرتهايد"، حيث يقسم الشارع على طوله جدار يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار، ويفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، كما أنه يحرم الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة المقدسة.

ويربط شارع الأربتهايد العُنصريّ، مستوطنة "غيفاع بنيامين" بشارع رقم "1" أو شارع "تل أبيب – القدس"، كما يقع بين مفرق التلة الفرنسية وبين النفق المؤدي إلى جبل المشارف، بحسب موقع "عرب 48" الفلسطيني.

وبحسب مخطط الاحتلال، وفقًا لصحيفة "هارتس" فإن الحاجز سيمنع الفلسطينيين سكان الضفة الغربية من الدخول إلى القدس، وبالنتيجة فإن السائقين الفلسطينيين سوف يسافرون في الجانب الفلسطيني من الشارع حول القدس من جهة الشرق، دون السماح لهم بدخولها.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يكون غالبية مستخدمي "شارع الأبرتهايد" من سكان المستوطنات التي أقيمت على أراضي شمالي القدس.

ويزعم الاحتلال أن الشارع جاء ليخدم سكان المدينة العرب، وخاصة سكان مخيم شعفاط للاجئين والمنطقة، ويخفف من الازدحام المروري في "بسغات زئيف" وهي مستوطنة إسرائيلية تقع في القُدس الشرقية، و"التلة الفرنسية" وهي تلة تقع شمال شرق المسجد الأقصى ووتطل على البلدة القديمة في القُدس المُحتلة.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن الشارع الجديد جاء للالتفاف على قرية "النبي إلياس" شمال الضفة الغربية، وهدفه الالتفاف على هذه القرية وغيرها من قوى المنطقة، وهو واحد من سلسلة شوارع مماثلة في الضفة الغربية.

الأبرتهايد وفلسطين

كلمة (أبرتهايد أو أبرتايد) هي كلمة أفريقية الأصل استُخدمت للتعبير عن نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا عام 1948، وفصلت السكان السود الأصليين في معازل، ومنحتهم تصاريح خاصة بالتنقل لباقي المناطق وفقًا لاحتياجات الوحدات الإنتاجية للمستعمرين البيض من العمالة السوداء المتدنية الأجور.

والفصل العنصري يعني التمييز بين الشعب الواحد على أساس اللون أو العرق أو الديانة، وذلك لتمكين فصيل منهم من الهيمنة السياسية والاقتصادية وعدم مساواته مع الآخرين.

وعلى مدى سنوات عديدة حاول الاحتلال الإسرائيلي تقسيم المناطق الفلسطينية إلى مناطق (A) و (B) و (C) وعزلها عن بعضها وعن التجمعات الإسرائيلية على أسس عرقية، كما أقام جدار الفصل العنصري وحواجز التفتيش.

وأقام الاحتلال مسارات وطرق للمركبات والمشاة خاصة بالإسرائيليين ومحظورة على الفلسطينيين، كما شمل التمييز تصاريح العمل وتصاريح التجارة التي تحد من قدرة الفلسطينيين على التنقل.

جاء ذلك بالإضافة إلى ما يُعرف بقانون "الدولة القومية اليهودية"، الذي أقرّه الكنيست الإسرائيلي، في يوليو من العام 2018، وينصّ على أن لليهود "حق فريد في تقرير مصيرهم" دون العرب القاطنين في أراضي 48، مُعرفًا فلسطين المُحتلة بأنها "دولة قومية للشعب اليهودي"، كما يجعل من العبرية اللغة الأساسية للبلاد.

ويأتي التأكيد على تفضيل "القومية اليهودية" على الديمقراطية بصيغة ملتبسة، إذ يقول: "يهدف القانون إلى حماية مكانة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، من أجل إرساء قيم دولة إسرائيل في قانون القومية كدولة يهودية وديمقراطية".

فيديو قد يعجبك: