إعلان

قراءة في كتاب الخوف: أزمتان تواجهان ترامب"روسيا والمتحولين جنسيا" (الحلقة العاشرة)

12:17 م السبت 22 سبتمبر 2018

كتاب الخوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

ألقى الكاتب الصحفي الأمريكي بوب وودورد الضوء على تفاصيل مُتعلقة بالتحقيقات الخاصة بمزاعم تواطؤ حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية مع مسؤولين روس، والتي يُشرف عليها المُحقق الخاص المُكلف روبرت مولر، كما لفت الكاتب الأمريكي إلى أزمة انضمام المتحولين جنسيًا إلى الجيش، وما نتج عنها من مشاكل بين ترامب والمسؤولين في إداراته.

ورد ذلك في كتاب (الخوف: ترامب في البيت الأبيض) الذي صدر يوم 11 سبتمبر الجاري وباع أكثر من 750 ألف نسخة في يوم واحد.

استند وودورد في كتابه- الذي هاجمه ترامب ووصفه بـأنه "محض خيال" - إلى مئات اللقاءات مع مسؤولين كبار حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية. ويستعرض مصراوي في سلسلة حلقات أبرز ما كشفه الكتاب الذي يتضمن 500 صفحة.. وإليكم الحلقة العاشرة:

يُشير وودورد إلى تقارير كانت صحيفة نيويورك تايمز نشرتها عن اجتماعات مُغلقة اُقيمت في أبراج ترامب، في منتصف حملته الانتخابية، بين دونالد ترامب الابن، وباول مانافورت، مدير الحملة الانتخابية السابق، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي وأحد أفراد فريقه الانتقالي وقتذاك، ومحامٍ روسي لم يُكشف عن هويته، بهدف الكشف عن تفاصيل مُسيئة لمنافسة ترامب الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وبالطبع أنكرت الشخصيات المعنية ما تردد عن تلك الاجتماعات، ونشرت بيانات وأدلت بتصريحات تنفي ما قيل، لاسيما وأنها كانت مسألة ضخمة توحي بتواطؤ أفراد حملة ترامب الانتخابية مع الروس.

شعر ترامب بالارتباك والاستياء، حسب وودورد، وهاتف محاميه السابق جون دود وتحدث معه عن التسريبات وطريقة تعامل الصحافة معه.

دعا دود ترامب إلى التماسك والتعامل مع الأمر بهدوء أعصاب، وقال له إن الإساءة إلى الأشخاص في الحملات الانتخابية أمر شائع ويحدث دائمًا في واشنطن.

يقول وودورد إن دود علم أن فرق البحث والمراسلين الاستقصائيين للمعارضة سيحاولون الإساءة إلى ترامب بأي طريقة، وسينشرون أي تفاصيل قد تُسيئ إليه حتى إذا حصلوا عليها من قبل الحكومات الأجنبية.

ورأى دود أن التغطية الإعلامية في ذلك الوقت كانت مقرفة، وتعاملت مع الأمر وكأنه "جريمة القرن"، حتى الصحف الكبرى مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست تعاملوا مع الأمر وكأنهم محققين أو مستشارين قانونيين، وأصدروا أحكامًا على المُرشح الجمهوري وقتذاك وفريقه الانتقالي.

وفي 17 يوليو من ذلك العام، كتب ترامب تغريدة عبر تويتر قال فيها: "أغلب الساسة يحضرون اجتماعات مثل تلك التي حضرها دونالد ترامب الابن، للحصول على معلومات عن الخصم، هذه سياسة".

تجاهل دود التغطية الإعلامية التي قد تشتت انتباهه، وأراد الحصول على دليل قاطع، حسب وودورد، وأجرى مناقشات مع مجموعة من الأشخاص المقربين من ترامب، ومن بينهم آني دونالدسون، مساعدته التنفيذية، والتي تمكنت من جمع قدر كبير من الملاحظات قبل تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر وفريقه معها في مزاعم تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع الروس.

أعطى دود لمولر هذه التحقيقات، وقال له: "بوب (وهو اختصار لاسمه الأول روبرت) اقرأ ملاحظات آني دونالدسون إذا كنت ترغب في معرفة ماذا يدور في عقل الرئيس".

حدث كل ذلك بموافقة الرئيس وفقًا لوودورد، موضحًا أن دود تحدث إلى ترامب وأطلعه على المعلومات والوثائق التي سيقدمها لمولر، وأخبره أن المحقق الأمريكي الخاص ليس لديه أي حق دستوري في الاطلاع على هذه المعلومات، ولكنهما يفعلان ذلك احتراما لروح القانون، ومن أجل تحسين صورة الرئيس أمام الجميع.

قال دود لمولر: "هذا ما أخبرت الرئيس به، لذا لا تجعلني أبدو أحمقًا، مفهوم؟ وسنجعل الأمر يبدو بخير، تجعلنا نظهر في صورة جيدة، وسنساعدك نحن أيضًا، ولكن عليك أن تقوم بذلك".

يوضح وودورد أن مولر حصل على 1.4 مليون صفحة من الوثائق والمعلومات الخاصة بحملة ترامب الانتخابية، وحوالي 20 ألف صفحة أخرى من البيت الأبيض. علاوة على ذلك أدلى 37 شخصًا على علاقة بترامب شهادتهم طواعية.

وخلال إرسال دود للوثائق والتسجيلات الخاصة بالحملة الانتخابية إلى لجنة تحقيقات الكونجرس، قال لراندال كوارلز، المسؤول الفيدرالي ونائب مولر، إنهم يرسلون نسخا من الوثائق إلى الكونجرس، وهم على استعداد لإرسال نسخا أخرى إلى فريق تحقيقات مولر، فقبل الأخير الأمر.

وفي 20 يوليو نشرت شبكة بلومبرج تقريرًا يُفيد بأن مولر يُحقق في شؤون ترامب المالية، بما في ذلك شراء روس لشقق في مباني ترامب، ومسابقة ملكة جمال الكون في عام 2013 في موسكو، وبيع ترامب لقصر في ولاية فلوريدا إلى حكومة القلة الروسية عام 2008. ويقول وودورد إن دود انزعج بسبب هذا الأمر فاتصل فورًا بكوارلز للاستفسار، وكانت مكالمة مزعجة للطرفين.

التقى دود بكوارلز أكثر من مرة وتحدثا هاتفيًا عدة مرات، وطلب منه أن يطلعه على مستجدات الوضع قدر الإمكان، وهذا ما وافق عليه الأخير.

وخلال تلك المحادثات واللقاءات، لم يهتم دود أن يسأل عن التحقيقات المحتملة في شؤون جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، المالية. ويقول وودورد: "كان ترامب موكله، وبذل كل جهده من أجل إخراجه من هذا الموقف".

أزمة المتحولين جنسيًا

في شهر يوليو واجه ترامب مشكلة جديدة، إذ هدد "تجمع الحرية"، وهو كتلة تضم 30 عضوًا محافظًا في مجلس النواب، بعدم التصويت على الميزانية إذا لم يُعلن الرئيس الأمريكي قراره النهائي بشأن دفع تكاليف العمليات الجراحية ونفقات العلاج بالهرمونات الخاصة بالمتحولين جنسيًا الذين يخدمون في الجيش.

وذكر وودورد أن المتحولين جنسيًا كان بإمكانهم الخدمة في القوات العسكرية بشكل طبيعي خلال حكم الرئيس السابق أوباما، ولكن لم يكن يُسمح لهم بالانضمام إلى الجيش حتى 1 يوليو 2017.

اجتمع ترامب مع مستشاريه ومساعديه للتحدث بشأن هذه المسألة، والذين اقترحوا عليه بدورهم عدة خيارات خاصة بشأن المتحولين جنسيًا، واتفق معهم الرئيس الأمريكي على مقابلتهم صباح اليوم التالي للتوصل إلى القرار النهائي.

وفي صباح اليوم التالي، يقول وودورد إن ترامب تعجّل في الأمر وأعلن عن قراره في سلسلة من التغريدات على حسابه بموقع تويتر، وقال إن الجيش الأمريكي يجب أن يركز جهوده على تحقيق انتصارات كبيرة، لذا من الأفضل ألا نرهقه بدفع تلك التكاليف الطبية الباهظة، لذلك لن يُسمح للمتحولين جنسيًا بالانضمام إلى الجيش".

وحسب المسؤولين في البيت الأبيض، فإن تلك التغريدات أزعجت ماتيس كثيرًا.

وفي يونيو وقع وزير الدفاع جيمس ماتيس مذكرة لتأخير موعد إصدار القرار ستة أشهر، حتى يتم مراجعته ودراسته جيدًا.

زعم ترامب خلال حملته الانتخابية أنه أحد مؤيدي حقوق المثليين، ولكن موقفه تغير بعد وصوله إلى سدة الرئاسة.

يقول وودورد إن ترامب بيّن رفضه القاطع إزاء دفع تكاليف العمليات الجراحية الخاصة بالمتحولين جنسيًا، خاصة بعد أن علم أن التكلفة تصل إلى 250 ألف دولار، وأكد أنه لم يوافق أبدًا على هذه المسألة.

وبعد فترة اتصلت سالي دونلي، مساعدة وزير الدفاع ، بستيف بانون، كبير مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الاقتصادية، وأخبرته أنهم يواجهون مشكلة كبيرة مع ترامب، لأنهم (وزارة الدفاع) لا يستطيعون دعمه في قراره بشأن منع انضمام المتحولين جنسيًا إلى الجيش، مؤكدة أنهم "مواطنون أمريكيون ولديهم الحق الكامل في الانضمام إلى القوات العسكرية".

وأكدت دونلي أن ماتيس سيعمل على عدم تنفيذ هذا القرار. وبعد فترة أعلن وزير الدفاع الأمريكي أنه سيدرس هذا القرار جيدًا. وفي الوقت نفسه استمر المتحولون جنسيًا في تقديم طلباتهم من أجل الانضمام إلى القوات العسكرية، ورُفعت دعاوى قضائية في 4 محاكم فيدرالية ضد قرار الحظر.

وفي يناير 2018، قبلت وزارة الدفاع تجنيد المتحولين جنسيًا امتثالاً للقرارات المحاكم.

اقرا ايضا:

قراءة في كتاب الخوف: كيف خلقت "شارلوتسفيل" حربًا أهلية في واشنطن؟(الحلقة 9)

قراءة في كتاب الخوف.. مؤامرات تنخر في عِظام البيت الأبيض (الحلقة الثامنة)

قراءة في كتاب الخوف.. ترامب: الأفغان لا يستحقون أن نقاتل من أجلهم (الحلقة السابعة)

قراءة في كتاب الخوف: كيف استخدمت إدارة ترامب السعودية وإسرائيل ضد إيران؟ (الحلقة السادسة)

قراءة في كتاب الخوف: صواريخ كوريا الشمالية تثير رعب ترامب (الحلقة الخامسة(

قراءة في كتاب "الخوف": حينما اختار ترامب "جنرالا" لمواجهة الصحافة (الحلقة الرابعة)

قراءة في كتاب "الخوف": من الشك في فوز ترامب إلى بشائر النصر (الحلقة الثالثة)

قراءة في كتاب الخوف: ترامب وجنرالاته و"فوضى أفغانستان" (الحلقة الثانية)

قراءة في كتاب الخوف: كواليس ترشح ترامب.. "انظر في أعينهم وأعطهم الأموال" (الحلقة الأولى)

فيديو قد يعجبك: