شهود على حرائق اليونان: البحر أمامنا والحرائق خلفنا.. ومصريون أنقذونا

06:49 م الأربعاء 25 يوليو 2018

كتب – محمد الصباغ:

قُتل أكثر من 80 شخصًا في أسوأ سلسلة حرائق في اليونان خلال العشر سنوات الأخيرة، على بعد 18 ميلا فقط من العاصمة أثينا.

إعلان

اندلعت الحرائق بعد ظهر الإثنين، وتسببت الرياح القوية في الانتشار السريع للحرائق التي وصلت إلى الشواطئ وتسببت في كتلة دخانية فوق رؤوس المصطافين.

كما أصيب أيضًا أكثر من 200 شخص وأجبر المئات على مغادرة الشواطئ وبعضهم احتمى بالبحر للهروب من النيران التي التهمت المنازل والسيارات والمباني. وذكرت السلطات اليونانية أن 1500 منزل دمرتها الحرائق.

في منتجع ماتي الشهير كانت المأساة. أن تحولت الشوارع إلى دمار، والمباني باتت سوداء بفعل النيران، والسيارات أصبحت خردة بعضها فوق بعض.

كان البحر هو المهرب الوحيد والأسهل أمام الكثيرين، فمواجهة أمواج البحر أهون من أن تلتهمك النيران. ولكن وجدت مجموعة من الجثث مٌفحمة على الشواطئ.

واستعرض تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، نشر مساء يوم الثلاثاء، شهادات لناجين من النيران بعضهم هرب إلى البحر، وأيضًا لفت إلى إنقاذ مجموعة من الصيادين المصريين لعشرات الأشخاص وسط الكارثة الكبيرة.

وتحدث نيكوس ستافيرنيديس، أحد الناجين من الحرائق الضخمة للصحيفة قائلا إن الرياح القوية تسببت في انتشار الحرائق وأيضًا هياج البحر، وتسببت في حالة ارتباك لمن اختاروا التوجه نحو البحر.

وأضاف: "من الصعب أن تجد شخصًا بجوارك يغرق ولا يمكنك المساعدة"، واصفا كيف قضى ساعتين مع مجموعة من أصدقائه يعانون للحفاظ على حياتهم في البحر قبل أن ينقذهم قارب لصيادين مصريين.

ووجهت وزارة القوى العاملة في مصر اليوم الأربعاء الشكر لمجموعة الصيادين الذين أنقذوا حوالي 70 شخصًا من الغرق. وفي بيان للوزارة جاء أنه بالرغم من الظروف القاسية في البحر وفي أثناء عودة مراكب الصيد من عملها، قرر مجموعة من الصيادين المصريين الدخول إلى أقرب مكان بالقرب من المدينة المحترقة، لإنقاذ الأشخاص الهاربين من الحريق سواء بإلقاء أنفسهم أو الهروب إلى المناطق الصخرية.

وبالعودة لحديث الناجي اليوناني من الحرائق، قال إن كل شيء حدث بشكل سريع. وأضاف: "الحرائق كانت على مسافة بعيدة، ثم بدأت الشرارات المتطايرة تصل إلينا. ثم حاصرتنا النيران. ولا يمكن وصف قوة الرياح وقتها. كانت لا تصدق".

بينما قال تيسا بابا، أحد المتطوعين في عمليات الإنقاذ، إن ما حدث كان "كارثة حقيقية"، مضيفًا أن "كل ما رأيناه، طوال اليوم، هو مأساة وحزن وكارثة وفقد".

إعلان