إعلان

بين طهران والقدس.. أسبوع مصيري في الشرق الأوسط بطله ترامب

03:31 م الثلاثاء 08 مايو 2018

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:

تواجه منطقة الشرق الأوسط أحداث مصيرية هذه الأيام تحدد على نحو كبير مستقبل المنطقة.

يبدأ "أسبوع المصير" اليوم الثلاثاء بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه من الاتفاق النووي الإيراني، يعقبه نقل الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة ما يثير حفيظة الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كافة أنحاء العالم، فيما يستعد آلاف الفلسطينيين في غزة لمسيرة العودة الكبرى التي تأتي تتويجا لأسابيع من الاحتجاجات عند السياج الحدودي الذي يفصل القطاع عن بقية أرض فلسطين التي تحتلها إسرائيل.

الاتفاق الإيراني

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيعلن، اليوم الثلاثاء، قراره المرتقب بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي طالما انتقده بشدة منذ أن كان مرشحا مغمورا للرئاسة الأمريكية.

ويقف العالم شرقه وغربه على أصبعه مترقبا ما يقرره سيد البيت الأبيض، إما البقاء في الاتفاق الذي وقعه سلفه باراك أوباما، أو الانسحاب منه "وتمزيقه" كما يقول دومًا.

وتزيد الدول الأوروبية من ضغوطاتها على ترامب للتشبث بالصفقة؛ حيث تعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي أطراف في الاتفاق إلى جانب روسيا والصين، خلف الكواليس لحث الإدارة الأمريكية على الالتزام بالاتفاق الذي كبح البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة على طهران.

الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من الاتفاق، يدعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوة إلى جانب بعض الدول الخليجية التي على خلاف مع إيران.

وقال نتنياهو الأحد في لقاء مع صحفيين أجانب إن "الاتفاق الذي يمكن إيران من إخفاء كل أسلحتها النووية هو اتفاق مروع".

ومن شأن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق أن يعرضه للانهيار في نهاية المطاف ما يزيد من مخاوف حدوث تصعيد بين إيران وإسرائيل في منطقة تكاد لا تفارقها النزاعات.

ومن المعروف أن التوترات بين طهران وتل أبيب متزايدة هذه الأيام، منذ أن استغلت إيران الحرب الأهلية السورية وثبتت أقدامها على مقربة من دولة الاحتلال التي توجه بين الحين والآخر ضربات جوية لما تقول إنها منشآت عسكرية ومخزونات سلاح إيرانية أو لوكلائها في سوريا. وقال نتنياهو إنه سوف يواجه "العدوان الإيراني... حتى إذا كان ذلك يعني الصراع."

وتنقل تقارير صحفية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن قواتهم بالفعل على أهبة في حالة استنفار في شمال الأرض المحتلة.

غير أن منتقدي نتنياهو داخل إسرائيل يقولون إنه يسير في مسار شديد الخطورة بمحاولته نسف الاتفاق النووي، دون التأكد والاطمئنان من أن الولايات المتحدة مستعدة لتداعيات مع بعد نسف الاتفاق.

وبإمكان إيران أن ترد على أي تحرك إسرائيلي من خلال حلفائها في المنطقة، على رأسهم بالطبع حزب الله اللبناني الذي حقق انتصارا كبيرا في الانتخابات النيابية في لبنان، وكذلك حركة حماس الفلسطينية.

نقل السفارة

كان إعلان دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس بمثابة خنجر في خاصرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالقدس نقطة جوهرية في أي محاولة لتسوية القضية الفلسطينية على اعتبار أنها عاصمة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين الذي يكاد يجمع عليه المجتمع الدولي.

وتفتتح الولايات المتحدة في 14 مايو، (ذكرى النكبة الفلسطينية وتأسيس دولة الاحتلال)، سفارتها الجديدة في المدينة المقدسة، وسط ترحيب إسرائيلي بالخطوة التي طالما خشي أسلاف ترامب من رؤساء أمريكا من اتخاذها.

أما بالنسبة للفلسطينيين، فنقل السفارة الأمريكية بمثابة مسمار في نعش إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967، أي على حدود الرابع من يونيو، والتي تتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

كان رؤساء الولايات المتحدة السابقون يقولون إن مصير القدس يجب أن تحدده المفاوضات. على هذا الأساس كانت واشنطن تلعب دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

غير أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل السفارة الأمريكية إليها، بدد آمال الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس الذي علق العلاقات مع واشنطن واعتبرها غير مؤهلة لتكون وسيطا نزيها لحل القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ عدة عقود.

الخيارات أمام الفلسطينيين محدودة للغاية، رغم أن الرئيس عباس هدد مؤخرا باتخاذ "خطوات شديدة" ضد الولايات المتحدة، دون أن يحدد تلك الخطوات. لكن هناك خيار تعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والخروج من اتفاقات السلام الموقعة في أوسلو في تسعينيات القرن الماضي. هناك أيضا خيار الانتفاضة وهذا ليس بيد عباس لكن بيد الفلسطينيين.

ومع عدم التعويل على الرد الرسمي العربي، يبقى الرد الشعبي هو الذي يقلق إسرائيل والولايات المتحدة بعض الشيء. فما جرى عند إعلان ترامب نقل السفارة أواخر العام الماضي لا يزال حاضرا في الأذهان.

انتفاضة ثالثة؟

في نفس يوم نقل السفارة، يوم النكبة، والذي يمكن أن يطلق عليه "نكبة ثانية"، تخطط حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة لحشد أكبر عدد ممكن من المحتجين عند السياج الحدودي الذي يفصل بين القطاع المحاصر والأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.

الاحتجاجات المرتقبة تأتي تتويجا لاحتجاجات أسبوعية بدأت أواخر مارس الماضي، حرص آلاف الفلسطينيين على الاحتشاد خلالها عند السياج الحدودي بهدف كسر الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من عقد من الزمان. كما يطالب المحتجون بالسماح بعودة اللاجئين إلى أراضي أسلافهم فيما أصبح الآن إسرائيل. ومعظم سكان غزة من أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين هجروا من أرضيهم ما إنشاء إسرائيل سنة 1948.

ونصب المحتجون خيام اعتصام على طول الحدود وأضرموا النار في الآلاف من إطارات السيارات مستخدمين الدخان الكثيف والمرايا ما صعب على قناصة جيش الاحتلال رصدهم. وقتل أكثر من 40 محتجا فلسطينيا بينهم صحفيون بعضهم برصاص حي وأصيب مئات آخرين.

وتخشى إسرائيل من اجتياز الفلسطينيين السياج الحدودي، وهو أمر تراه حماس حتميا يوم 14 و15 مايو على الأرجح. فسكان غزة وهم أكثر من مليوني شخص يعانون من صعوبات معيشية، ليس أقلها انقطاع الكهرباء لأكثر من 16 ساعة في اليوم.

ويخشى المجتمع الدولي الذي دان العنف الإسرائيليين ضد المحتجين الفلسطينيين خلال مسيرات العودة، من وقوع خسائر بشرية كبيرة حال اقتحم المحتجون السياج الحدودي. وتهدد سلطات باستخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين حال اقتحموا الحدود.

ومع استمرار الاحتجاجات وتزامنها مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يتساءل كثيرون: هل تشهد الأراض المحتلة انتفاضة فلسطينية ثالثة؟ الأيام وحدها كفيلة بالرد على هذا التساؤل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان