إعلان

"تأجيل للكارثة".. كيف يرى الخبراء الأمريكيون والصينيون مفاوضات ترامب و"شي"؟

09:39 م الإثنين 03 ديسمبر 2018

الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبدالخالق:

اتخذت كلًا من الولايات المتحدة والصين أقوى خطوة في سبيل إنهاء الحرب التجارية بنيهما يوم السبت الماضي، عندما اتفق الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينج على هدنة اقتصادية مؤقتة.

ووصف ترامب الاجتماع مع الرئيس الصيني بأنه "صفقة جيدة للمزارعين والأعمال الأمريكية، وكتب في تغريدة عبر تويتر: "كان لقائي مع الرئيس الصيني شي جين بينج في الأرجنتين غير تقليدي"، مضيفًا أن "العلاقات مع الصين اتخذت قفزة كبيرة إلى الأمام، وأشياء جيدة ستحدث، ونحن نتعامل من منطلق قوة كبيرة، كذلك الصين سيكون لديها الكثير لتكسبه عندما يكتمل الاتفاق معها".

ويقول موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي في تقرير له الإثنين: "على الرغم من أن الكثير من القضايا يجب حلها على المدى الطويل، إلا أنه تم الإشادة بتأجيل فرض التعريفات الجمركية الإضافية من العديد من جمعيات الأعمال الأمريكية والمستثمرين".

ماثيو شاي، الرئيس التنفيذي للاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، قال: "من الواضح أن الإدارة استمعت لأصوات من أثرت عليهم التعريفات سلبًا"، مضيفًا في بيان: ""نأمل أن يؤدي إيقاف هذه التعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا إلى قرار إيجابي يلغيها بشكل كامل ويحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين".

ورحبت العديد من المجموعات الصناعية الأخرى التي أثرت عليها التعريفات، بداية من الشركات التكنولوجيا إلى الزراعية، بالاتفاق بين ترامب ونظيره الصيني، ولكن حث كثيرون الرئيس على الاستمرار في محاولة التوصل إلى اتفاق طويل الأجل لإنهاء الحرب التجارية.

1

كما أن أسواق البورصة تأثرت أيضًا بهذا الإعلان، وحققت الأسهم في كل من الصين والولايات المتحدة مكاسب قوية يوم الإثنين.

اختلافات جوهرية

ولكن، بحسب "بيزنس إنسايدر"، فإن هذا الاتفاق لا يجيب عن العديد من الأسئلة، منها ما الذي تم الاتفاق عليه بالتحديد في لقاء يوم السبت، حيث قدمت البيانات من إدارة ترامب و"شي" تفسيرات مختلفة وجوهرية لما اتفق عليها الجانبان.

ويضيف الموقع، أنه على سبيل المثال لا يوجد ذكر في البيان الصيني عن أن مدة الاتفاق 90 يومًا، وعندما تشير وسائل الإعلام الصينية إلى هذه النقطة فأنها تستشهد بقول البيت الأبيض، كما أنه يوجد اختلاف في تفضيلات الصين من السلع الأمريكية وكذلك الجدول الزمني لخفض العجز في التجارة، بالإضافة إلى أن بكين لم تذكر أي شيء عن إعلان ترامب ليلة الأحد بأن الصين وافقت على خفض التعريفات الجمركية على السيارات الأمريكية الصنع.

ويقول خبيرا الاقتصاد الصينيين لي جانج وشيوين جين، إن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على التغييرات طويلة الأجل في السياسات الاقتصادية الصينية، في الوقت الذي تركز فيه الصين على الإصلاحات قصيرة الأجل التي من شأنها تقليل التفاوت التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

2

وأضاف الخبيران، أنه بمقارنة البيانات الرسمية لكلا الدولتين، نجد أن "الولايات المتحدة تشدد أكثر على قضايا الإصلاح الهيكلي في الصين حول نقل التكنولوجيا القسري وحماية الملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية والتدخل السيبراني والسرقة عبر الإنترنت والخدمات والزراعة، في الوقت الذي تسلط فيه الصين الضوء على رغبتها في زيادة الواردات من الولايات المتحدة للحد عدم التوازن التجاري وكذلك فتح أسواقها على نطاق أوسع للمشاركة الأجنبية".

تأجيل للكارثة

ويقول إيان شيفيردسون، كبير المحللين بشركة الاستشارات الاقتصادية "باناثيون ماكروإيكونوميكس": إن "الاتفاق قصير الأجل عبارة عن طريقة لحفظ ماء الوجه لكلا الدولتين والذي سمح للطرفين بالفوز أمام جمهورهما المحلي".

وأضاف شيفيردسون، أن الاتفاق بين الرئيسين ترامب و"شى" في قمة مجموعة العشرين هو تأجيل الكارثة بدلًا من إعادة بناء أساسية للعلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين".

إد ميلز، محلل سياسات في شركة "رايموند جيمس" المتخصصة في تقديم الخدمات الاقتصادية للأفراد، إن فترة التسعين يومًا قصيرة للغاية إذا حاول الطرفان الوصول لاتفاق واسع النطاق، فالولايات المتحدة والصين لم تتمكنا من التوصل لاتفاق خلال الثمانية أشهر الماضية يزيد من الوصول إلى الأسواق ويخفض التعريفات الجمركية، لذلك فمن الصعب رؤية أن مهلة التسعين يومًا ستغير من الموقف الصيني بشكل كبير في القضايا الأساسية.

3

ويضيف كريس كروجر، استشاري بشركة "كوين واشنطن" البحثية الاقتصادية، إنه من الصعب التخيل بأنه يمكن التوصل لاتفاق دائم يمكن تصديقه وتطبيقه ومراقبته خلال 90 يومًا، هذا قد يؤدي إلى تحول آخر مماثل لتأخر ترامب في فرض تعريفة الصلب والألومنيوم على حلفائه، ولكن على الرغم من هذا فقد لا يكون هناك وقتًا كافيًا للوصول لصفقة طويلة الأمد.

ويقول التقرير، إنه من المتوقع أن تبدأ المفاوضات بين الجانبين في منتصف ديسمبر الجاري، وعلى الرغم من أن المحادثات مشجعة إلا أنه من الممكن أن تزيد التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع بنسبة 25%.

فيديو قد يعجبك: