وزير الخارجية القطري: لا تقدّم في الأزمة الخليجية.. و"الدوحة كانت الضحية"

01:22 م الإثنين 17 ديسمبر 2018

وزير الخارجية القطري

كتبت- رنا أسامة:

أكّد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنه لا يوجد تقدّم بعد في الأزمة الخليجية مع تمسّك الدول الأربع المُقاطعة لقطر(مصر والسعودية والإمارات والبحرين) -التي يُسميها دول الحِصار- بالتضييق على بلاده.

إعلان

وقال في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية: "لسوء الحظ، ليس هناك أي تقدّم لتجاوز الأزمة الخليجية لأن بعض دول الحِصار لا يرغبون في حل الأزمة، وقطر لا تعرف الدافع وراء ذلك".

قطعت الدول العربية الأربع علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر منذ 5 يونيو 2017، مُتهمين إياها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخّل في شؤونهم الداخلية والتقارب مع إيران- الخِصم الإقليمي اللدود للسعودية. الأمر الذي تنفيه الدوحة بشدة وتتهم الدول المُقاطعة لها بفرض حِصار ينتهك سيادتها.

وأوضح الوزير القطري خلال المقابلة، التي بُثّت مساء الأحد، أن دعوة أمير الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح، التي أطلقها في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي لتجاوز الأزمة والجلوس إلى طاولة الحوار، لم تلقَ قبولًا من قِبل أيٍ من الدول المُقاطعة.

ولفت إلى أنه بالرغم من إجراء مباحثات بين السعودية والكويت لحل الأزمة، إلا أن "الموقف الواضح يُشير إلى أنه لا يوجد تقدّم في موقف الدول المُقاطعة (دول الحِصار) لحل الخلاف القائم، فيما تحافظ قطر على موقفها وتدعم الوساطة الكويتية"، بحسب قوله.

لم تفلح جهود الوساطة الكويتية والأمريكية في حل الخلاف إلى الآن. فيما تقول الولايات المتحدة إنها تعتبر وحدة الخليج ضرورية لجهود احتواء إيران.

وردًا على الانتقادات التي وُجّهت بسبب تغيّب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن حضور فعاليات القمة الخليجية الـ39 بالرياض، الأسبوع الماضي، أجاب الوزير القطري: "قطر لم تتغيب أبدًا عن المشاركة في أنشطة وفعاليات مجلس التعاون الخليجي".

كان تميم قد تخلّف عن حضور القمة رغم تلقّيه دعوة رسمية من العاهل السعودي، وأرسل بدلًا من ذلك وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي لينوب عنه. الأمر الذي أثار انتقادات في أوساط المجلس الخليجي.

وفي هذا الشأن، أشار وزير الخارجية القطري إلى أن القمة الخليجية الـ38 التي استضافتها الكويت العام الماضي، شهدت غياب قادة السعودية والإمارات والبحرين وكذلك سلطنة عُمان، بينما حضرها أميرا قطر والكويت، بالإضافة إلى وفود على مستوى الوزراء من باقي الدول.

وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال المقابلة: "الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت دعا في ديسمبر الماضي، زعماء الدول الخليجية إلى الاجتماع للتباحث في المسائل العالقة، غير أن دول الحصار بعثت بممثلين لها".

وتساءل: "لماذا يُتوقّع أن يلبي حضرة صاحب السمو الدعوة لحضور قمة الرياض إلى جانب دول الحصار، في حال لم يتم احترام دعوة ومبادرة أمير الكويت في السنة الماضية؟".

بالتوازي، قال وزير الخارجية القطري في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إنه "لم يكن هناك أي انفراج في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي".

وأضاف في المقابلة التي نُشرت أمس الأحد "لا يوجد تقدم حتى الآن مع المقاطعة"، معتبرًا أن "أي بادرة نحو المصالحة يجب أن تأتي أولاً من الدول المُقاطعة لقطر، خاصة من المملكة العربية السعودية".

وتابع الوزير القطري: "ما الذي يمكن أن يُطلب من قطر كبادرة؟ كانت قطر موضوع هذا الهجوم الآن لأكثر من 18 شهرًا. قطر كانت الضحية".

وأكّد أنه على الرغم من رغبة قطر في الدخول في حوار مع الدول الأخرى ، فإن الشيء الوحيد الذي تحتاج إلى فهمه قبل أن تأتي إلى الطاولة هو أن "سيادتنا ليست موضوعًا للتفاوض"، بحسب قوله.

وخرج البيان الخِتامي للقمة الخليجية الـ39 بتوصيات عامة في المقدمة منها تأكيد موقف الدول الأربع المقاطعة لقطر بالقول إن "الأشقاء في قطر يعلمون ما هو مطلوب منهم للعودة كعضو فعال في المجلس"، كما شدّد على ضرورة استجابة قطر لمطالب الدول الأربع.

فيما دعا أمير قطر، في افتتاح مؤتمر "منتدى الدوحة"، السبت، أطراف الأزمة الخليجية إلى التوصل إلى حل عبر الحوار "القائم على الاحترام المتبادل".

وقال تميم إن "موقف قطر لم يتغير في مسألة حل أزمة الخليج برفع الحصار وحل الخلافات بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". وأضاف أن مسألة التعايش وحسن الجوار بين الدول منفصلة عن أية قضايا أخرى.

إعلان