إعلان

بوش الأب و"عاصفة الصحراء".. بداية ترسيخ الوجود العسكري الأمريكي في الخليج

12:40 م السبت 01 ديسمبر 2018

جورج بوش الأب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مكاوي:

في الثاني من أغسطس عام 1990، غزا العراق الكويت، ما استدعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل تحالف عسكري من 34 دولة لإخراج القوات العراقية في عملية أطلق عليها اسم "عاصفة الصحراء" بعد رفض الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكل النداءات الدولية بالانسحاب.

كانت "عاصفة الصحراء" بداية ترسيخ التواجد العسكري الأمريكي الدائم في الشرق الأوسط، بسلسلة قواعة عسكرية منتشرة في المنطقة.

"هذا الوضع لن يستمر.. هذا الوضع لن يستمر.. هذا عدوان ضد الكويت".. بهذه الكلمات لخص الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، الذي توفي اليوم السبت عن عمر ناهز 94 عامًا، موقفه من الغزو العراقي للكويت، بعد ثلاثة أيام من دخول قوات صدام حسين للبلاد.

فبعد غزو صدام حسين الكويت في أغسطس 1990، وفق ما جاء في كتاب "القدر والسلطة: ملحمة أمريكية لجورج هربرت ووكر بوش" لجون ميتشام تناول فيه سيرة الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، حاولت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش أن تقرر كيف ترد على هذه الخطوة.

وأعلن بوش الأب بعد عودته من المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد إلى البيت الأبيض بعد ظهر الأحد الموافق الخامس من أغسطس 1990، أن "الوضع لن يستمر."

في الكتاب الذي نشرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مقتطفات منه، أعرب بوش الأب في مذكراته خمس مرات عن قلقه من أنه سيتم عزله إذا تحرك إلى الأمام دون تفويض، كما أعرب عن تصميمه على المضي قدما حتى لو لم يمنحه الكونجرس هذا التفويض.

وقال بوش لنائب مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها روبرت جيتس يوما ما بالبيت الأبيض "إذا لم أحصل على الأصوات اللازمة في الكونجرس للحرب فإنني ذاهب للقيام بذلك على أي حال.. وإذا ما تم عزلي فليكن"، حسبما يقول الكتاب.

عقد مجلس الأمن اجتماعًا عاجلًا، وقتئذ وقرر فرض عقوبات اقتصادية على العراق بمقتضى القرار رقم 661، إلا أنه بعد يومين أعلن صدام "ضم الكويت" إلى العراق.

لم يمتثل صدام للنداءات الدولية والمهل التي أعطيت إليه في مساء 16 يناير العراق قال الرئيس العراقي إنه سيخرج منتصراً من "أم المعارك"، كما أطلق على حرب الخليج الثانية . وأضاف ساخراً وهو يتوسط أعضاء "مجلس قيادة الثورة" في اجتماعهم إن "كل راعي عراقي بإمكانه أن يسقط طائرات الأمريكان من السماء".

وفي فجر التالي، بدأت قوات "عاصفة الصحراء"، قصفًا جويا على العراق، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 678، واستمر إلى أن دخلت القوات البرية في الشهر التالي وفي مقدمتهم الجيش المصري لتحرير الكويت في أقل من أربعة أيام.

القواعد العسكرية في الخليج

بعد انتهاء الحرب، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية من تواجدها العسكري في منطقة الخليج العربي، إذ يوجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط في قطر "العديد" وتضم 10 آلاف جندي، بالإضافة إلى تمركز الأسطول البحري الخامس الأمريكي في البحرين.

وبحسب تقرير نشرته مجلية نيوزويك في نوفمبر من العام الماضي، فإن عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لمصلحة الدفاع الأمريكية في الكويت: 16.592، والإمارات: 4.240، والبحرين: 9.335، والسعودية: 850، وعُمان: 32.

انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي يأتي بموجب اتفاقيات دفاعية مشتركة، واستخدمتها واشنطن حين غزت العراق في عام 2003، بالإضافة إلى اطلاق الهجمات الجوية على تنظيم داعش في سوريا والعراق بداية من 2014، وكذا حرب أفغانستان التي بدأت في 2001.

فيديو قد يعجبك: