إعلان

ترامب رئيس يُغرّد خارج السرب في قمة العشرين

02:02 م الأحد 09 يوليه 2017

الرئيس الاميركي دونالد ترامب مغادرا هامبورغ بعد قم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة صعبة إلى أوروبا، مغردا خارج سرب الحلفاء التقليديين وبذل جهودا كبيرة لإظهار ان الاستراتيجيات غير التقليدية حيال روسيا والصين قادرة على تحقيق نتائج.

ففي تصريحات كان يفترض ان تتمحور حول سيدات الاعمال تحول خطاب ترامب إلى "مونولوج" حول مزايا ايفانكا واخفاقاته كوالد. وقال ترامب "لو لم تكن ايفانكا ابنتي لكان الامر اسهل بالنسبة لها. ولعل ذلك هو الأمر السىء الوحيد الذي أصابها".

وتبادل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ضحكات أشبه ما تكون بالاقرار بان نظراء ترامب ليسوا واثقين من كيفية التعاطي مع الرئيس السبعيني.

وطغى خلال الاجتماع شعور بان الرئيس الأمريكي، قائد "الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها"، قد بدل موقعه، تاركا للآخرين مهمة اللحاق به.

- البدء مع الأصدقاء-

في وارسو، المحطة الاولى من رحلة تستمر أربعة أيام، سعى ترامب إلى إعادة تأكيد موقعه كقائد للعالم الحر.

وكملك يتقدم فرسانه على الجبهة، اطلق ترامب جرس الإنذار ضد الارهاب والبيروقراطية واصفا اياهما بعدوتي الحضارة المسيحية.

واكد ترامب وقوفه الى جانب الحلفاء بتأكيد التزامه معاهدة حلف شمال الأطلسي حول الدفاع المشترك في ما يشبه الرد على مطالبات بموقف واضح من التحالف.

ولكن بالنسبة لكثر، فان رؤية ترامب لغرب هو مجموعة امم ما زالت متمسكة بايمانها بالله -- اي غرب بحدود بجدران مرتفعة وتشدد قومي -- تتعارض مع الزمن الحالي.

ويقول توماس رايت من معهد بروكينجز "ليس من قبيل الصدفة ان يدلي ترامب بخطابه هذا في بلد حكومته محافظة ومشككة في الاتحاد الأوروبي".

وأضاف رايت أن "الخطر الأكبر لخطاب ترامب هو في انه يبدأ بتقسيم أوروبا إلى أوروبا قديمة واخرى جديدة، او الى فريقين: من يروق لهم ترامب وخطابه ومن لا يروق لهم".

ويقوض ترامب نفسه ادعاءه بانه حامي القيم الغربية بهجماته ضد حرية الصحافة وتقليله من اهمية التدخل الروسي في الانتخابات.

- حان وقت التقدم -

ولاحقا في قمة مجموعة العشرين في هامبورج ظهر ترامب مجددا خارج الإطار السياسي.

ففي البيان المشترك بدت الولايات المتحدة خارج تجمع القادة العالميين: ففي المعركة ضد التغير المناخي ايدت 19 دولة الاتفاق ووحده ترامب عارضه.

قال غاري كون المستشار الاقتصادي لترامب "من الصعب ان يتفق عشرون صديقا على مكان لتناول العشاء معا".

كذلك تعرضت جهود ترامب لاعادة العلاقات مع المنافسين إلى نكسة.

ففي اجتماع تاريخي استغرق ساعتين وربع الساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وافق ترامب عمليا على وضع قضية التدخل الروسي في الانتخابات في 2016 خلفه، في تنازل لمصلحة موسكو.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين "بعد حديث مطول في هذا الشأن اتفقا على المضي قدما لبحث قضايا أخرى".

إلا أن ذلك لم يؤت نتائج ملموسة اخرى باستثناء التوصل الى اتفاق حول منطقة خفض التصعيد في سوريا.

ويأمل مسؤولون في أن يسهم الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الاحد في حقن الدماء وفتح الباب نحو تخفيف حدة الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات، إلا أن اتفاقات سابقة لوقف اطلاق نار لم تدم طويلا.

وسعى المفاوضون في عمان لأشهر للتوصل إلى اتفاق أكثر ثباتا: منطقة آمنة تتولاها قوات تحمي الحدود الأردنية وتسمح لمعارضي النظام بالاحتفاظ بأراض سيطروا عليها.

ويبدو أن ذلك لا يزال بعيد المنال.

ويقول الخبير كليف كابتشان من مجموعة يور-ايجا "افضل نتيجة يمكن التوصل اليها هي تحول هذا الاتفاق الى حجر اساس لتنسيق اكبر بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا".

ويتابع كابتشان "الا ان الهدنة التي تم التوصل اليها تواجه معوقات، ومصيرها في افضل الاحتمالات لا يزال مجهولا".

وعلى الصعيد الكوري الشمالي بدا ترامب غير قادر على ترجمة أسابيع من الضغط والتغريدات الغاضبة ضد الصين بتقدم دبلوماسي ملموس.

وفي الجهة المقابلة من المائدة جلس شي جينبينغ بدون اي مؤشر لفرض عقوبات على كوريا الشمالية من شأنها دفع بيونغ يانغ الى التفكير مليا بتطوير صواريخ بعيدة المدى واكثر فاعلية.

وبدا ترامب مضطرا إلى التخلي عن مفهومه للامور الملحة.

وقال ترامب "قد يتطلب الأمر وقتا اطول مما اريد او تريدون لكن سيتحقق النجاح في النهاية بطريقة او بأخرى".

وبأيديولوجيته المتشددة وفشل دبلوماسيته في ان تكون على مستوى خطابه "المنتصر" عرضت رحلة ترامب الخارجية الثانية شعار "أمريكا أولًا" لخطر أن يصبح "أمريكا وحيدة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان