إعلان

بلومبرج: بوتين "السيد الجديد" للشرق الأوسط

08:59 ص الثلاثاء 03 أكتوبر 2017

فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:

قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن الإسرائيليين والأتراك والمصريين والأردنيين - جميعهم يشقون طريقهم نحو الكرملين أملا في أن يستطيع فلاديمير بوتين، السيد الجديد للشرق الأوسط، في تأمين مصالحهم وحل مشكلاتهم.

وأضافت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الثلاثاء أن العاهل السعودي الملك سلمان أحدث هؤلاء المتجهين إلى الروس، حيث أنه أول ملك سعودي للمملكة الغنية بالنفط يزور موسكو هذا الأسبوع.

وقالت إن كبح إيران على رأس جدول أعمال الزيارة التي تبدأ الخميس تلبية لدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين للملك سلمان، والتي تشمل استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.

لفتت بلومبرج إلى أن واشنطن حتى وقت قريب للغاية كانت وحدها الوجهة التي يقصدها هؤلاء القادة. والآن باتت القوى الأمريكية في المنطقة في حالة من التراجع – وهي شهادة على نجاح التدخل الروسي في سوريا، التي أنقذ الرئيس بشار الأسد بعد سنوات من الإصرار الأمريكي على رحيله.

يقول دينيس روس، الذي كان كبير المفاوضين الأمريكيين في عملية السلام في الشرق الأوسط وكان مستشارا للرؤساء الأمريكيين من جورج دبليو بوش إلى باراك أوباما، "إنه غير الواقع، توازن السلطة على الأرض. بوتين نجح في جعل روسيا عاملا في الشرق الأوسط. وهذا سبب رؤية تيار مستمر من الزوار الشرق أوسطيين لموسكو".

بيد أن هذه النجاح، بحسب الوكالة الأمريكية، جلب مشكلات. فمع تكوم المطالب المتضاربة، ليس من السهل إعادة هؤلاء الزوار إلى أوطانهم راضين. قال روس "كلما حاولت اتخاذ موقف التعامل مع كل الأطراف، كلما وجدت أنه من الصعوبة لعب تلك اللعبة".

أشارت بلومبرج إلى أن موسكو كانت قوة رئيسية في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، وكنت تمد الدول العربية بالتسليح ضد إسرائيل. بيد أن تأثيرها انهار مع انهيار الشيوعية. وعندما غزت الولايات المتحدة العراق للإطاحة بصدام حسين، وقفت روسيا موقف المتفرج غير قادرة على شيء أكثر من الاحتجاج.

إلا أن الطاولة بدأت في الدوران في 2013، عندما قررت الولايات المتحدة تحت رئاسة أوباما عدم مهاجمة الأسد. بعدها بعامين، أرسل بوتين جنوده وطائراته للدفاع عن الرئيس السوري.

النتائج

كان حلفاء أمريكا من المحليين في معسكر الإطاحة بالأسد. أصيبوا بخيبة أمل عندما لم يعمل الجيش الأمريكي لإزاحته.

قال خالد باطريفي، الأستاذ في جامعة فرع جامعة الفيصل في جدة، إن نفوذ روسيا في المنطقة تطور "لأن أوباما سمح بذلك. للأسف انسحب إلى حد بعيد من الشرق الأوسط".

ذكرت الوكالة الأمريكية أن وجهة النظر هذه واسعة الانتشار، وعبر عنها صراحة الشهر الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قضى سنوات يحث الأمريكان على العمل ضد الأسد. وقال إن المحادثات مع الولايات المتحدة "لم تأت بأي نتيجة".

أشارت بلومبرج إلى أن تركيا انضمت إلى روسيا وإيران في خطة لخفض التصعيد في النزاع. وقال أردوغان إنها "تحقق نتيجة." قبل عامين كانت التوترات بين بوتين وأردوغان تهدد بالوصول إلى درجة الغليان، بعد أن أسقط الجيش التركي طائرة روسية على الحدود السورية.

ويوم الجمعة الماضي، طار الرئيس الروسي إلى أنقرة لغداء مع نظيره "وصديقه" التركي التي اتفق على شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي الروسية "اس-400"، ما أثار قلق حلفاء الناتو، وفقا للوكالة.

"ها هو الملك"

يتعاون السعوديون، الذين مولوا المتمردين الذين يقاتلون الأسد من قبل، مع روسيا من أجل توحيد المعارضة لإجراء محادثات السلام – التي ستعزز على الأرجح من وجود الرئيس السوري في السلطة.

رحب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط في أغلبهم بتغيير الرئيس الأمريكية، وحديث دونالد ترامب الخشن عن إيران. وحتى الآن يبقى ترامب قريبا من سياسة سلفه في سوريا، مركزا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وليس الأسد.

تقول الوكالة إن هدف تغيير النظام في سوريا تراجع، وتغيرت الأولويات. فالسعوديون والقوى الخليجية الأخرى تحث روسيا على الحد من الدور الإيراني في سوريا، حيث وفر حزب الله والمليشيات الشيعية المدعومة من طهران جنودا للهجوم الذي يشنه الأسد.

قال المحلل السياسي المقيم في الإمارات، عبد الخالق عبد الله، "روسيا في موقف أفضل من كونها تقف على مع جانب واحد. هذه هي الرسالة الرئيسية. ها هو الملك، ممثلا لدول الخليج العربي، الذي يمثل وزنا جيوسياسيا، يذهب إلى روسيا. وروسيا تأخذ ذلك في اعتبارها."

بيد أن بوتين لن يغير من موقفه تجاه إيران كما تتكيف مع الآمال السعودية، بحسب شخص قريب من الكرملين. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار روسيا أربع مرات في الثمانية عشر شهرا الماضية، وجد إمالة الزعيم الروسي صعبة أيضا.

في أغسطس قال نتنياهو لبوتين إن موطئ القدم الإيراني المتنامي في سوريا "غير مقبول" وفي سبتمبر قال لشبكة سي إن إن الأمريكية إن الإيرانيين يحاولون "استعمار" سوريا بغرض "تدميرنا وغزو الشرق الأوسط."

لكن روسيا رفضت طلبه بإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا تبقي القوات الإيرانية وحزب الله على بعد 60 كيلومترا على الأقل من الحدود الإسرائيلية، حسبما قال شخص على صلة بالموضوع في موسكو. عوضا عن ذلك عرضت روسيا منطقة بطول 5 كيلومترات.

ووفقا للوكالة، رفضت روسيا أيضا طلبا أمريكيا بجعل نهر الفرات خطا فاصلا بين القوات الحكومية السورية والقوات التي تدعمها الولايات المتحدة في شرق سوريا. وهذا أدى إلى سباق للاستيلاء على الأرضي من مقاتلي الدولة الإسلامية المتراجعين في منطقة حدودية استراتيجية وغنية بالنفط.

وحتى الآن نجحت روسيا في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كل الأطراف، من إيران إلى السعودية ومن حركة حماس الفلسطينية إلى إسرائيل، حسبما يقول أيهام كامل، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا.

ورغم أن روسيا لم تسمح بإقامة منطقة عازلة، إلا أنها توصلت إلى تفاهم يسمح لإسرائيل بشن ضربات جوية ضد حزب الله في سوريا، بحسب أندري كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، الذي أسسه الكرملين.

وتقول الوكالة إنها توسطت إلى جانب مصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عقد من الزمان بين فتح في الضفة الغربية وحماس في غزة. كما دعا بوتين الفصائل الليبية المتنازعة إلى موسكو بعد عدم تحقيق سلسلة من جهود السلام من قبل بلدان أخرى أي شيء يذكر. وباتت روسيا مستمرا رائدا في كردستان العراق الغنية بالنفط، وواحدة من القوة العالمية القليلة التي امتنعت عن إدانة استفتاء الاستقلال الذي جرى مؤخرا هناك.

تقول الوكالة إن الصعود الروسي جاء في تنامي اهتمام صناع السياسة الأمريكية بأسيا، وتعب الرأي العام الأمريكي من حروب الشرق الأوسط، وهو ما أقر به أوباما وترامب.

وقال محلل مجموعة أوراسيا "واشنطن لا تزال قوة لا غنى عنها في المنطقة." لكن التزامها بالتحالفات القديمة ضعف، وهذا شجع الزعماء الإقليميين على التحفظ في رهاناتهم "بالكرملين في ذهن الجميع."

فيديو قد يعجبك: