إعلان

الأستانة تحلم بأن تكون ملتقى من أجل السلام في سوريا

02:10 ص الأحد 22 يناير 2017

الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أستانة - (أ ف ب):

مفاوضات السلام بين النظام السوري والمقاتلين المتمردين السوريين، لن تجرى في مدينة أوروبية ذات ثقل تاريخي، بل في أستانة، العاصمة الواعدة لكازاخستان التي تحلم بالاضطلاع بدور على صعيد الوساطة الدولية.

ولم تكن أستانة المبنية فوق مستنقعات قديمة وأنفقت في سبيلها مبالغ طائلة، سوى مدينة ريفية صغيرة في السهوب الكازاخستانية، قبل أن تصبح العاصمة في 1997 بدلا من الماتي. ومنذ ذلك الحين، باتت مكانا مطروحا للقاءات، من بين أماكن اخرى، من أجل تسوية مختلف النزاعات.

استضافت عاصمة كازاخستان الواقعة في آسيا الوسطى والغنية بمواردها الطبيعية، والمشهورة بناطحات السحاب العملاقة الفائقة الحداثة، لقاءات أقل أهمية لمعارضين سوريين في 2015، فاضطلعت للمرة الأولى بدور في التوصل إلى حل لهذا النزاع.

وسيلتقي فيها الاثنين، مندوبون عن الرئيس السوري بشار الأسد وعن فصائل المعارضة برعاية روسيا وإيران وتركيا، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية ديسمبر رغم بعض الانتهاكات، والسعي لإحراز تقدم على صعيد الحل السياسي.

وهذه المحادثات المباشرة الأولى بين دمشق وفصائل المعارضة المقاتلة التي تسيطر على مساحات من الأراضي، تعد الأهم التي تستضيفها أستانة.

ومن المفترض أن تساعد هذه الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة، وأعربت البلدان الغربية عن ترحيب خجول بها، العاصمة الكازاخستانية التي تعتبر "أرضا محايدة" على أن تفرض نفسها بوصفها "جنيف جديدة" تيمنا بالمدينة السويسرية التي استضافت عددا كبيرا من مفاوضات سابقة كانت جميعها غير مثمرة.

وقال الخبير الروسي ديمتري جورافليف إن "الدور السياسي لكازاخستان بصفتها منصة لهذا النوع من المحادثات، يعزز وضعها باعتبارها قوة إقليمية ويمكن أن يقدم لها فرصا اقتصادية".

"نزارباييف.. صانع سلام؟"
ويأمل الرئيس نور سلطان نزارباييف الذي يعتبره الشعب الكازاخستاني ضامنا لاستقرار البلاد، أن يعطي طباعا مماثلا عنه على الساحة الدولية، بعد أن بقي قريبا من روسيا مع إقامة علاقات مع البلدان الغربية والصين والبلدان العربية.

وفي ديسمبر 2014، في ذروة التوترات التي تلت إقدام روسيا على ضم القرم والنزاع في شرق أوكرانيا، رتب نزارباييف زيارة لم يعلن عنها مسبقا للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

والمبادرات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الكازاخستاني، سواء أكان ذلك على صعيد الأزمة الأوكرانية أم على صعيد الملف النووي الإيراني، تتيح له بالتالي تخطي الاتهامات الموجهة إليه بانتهاك حقوق الإنسان أو حرية الصحافة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.

ويقول أليكس فاتانكا، من "ميدل ايست انستيتيوت" في واشنطن، إن نزارباييف (76 عاما) الذي يتولى السلطة منذ أكثر من ربع قرن، يعتبر أن مهمته تقضي بـ"بناء جسور" بين بلدان على خلاف.

وأضاف "ليس أمرا عاديا اكتشفه أخيرا. أنه ثمرة سنوات عديدة أمضاها في محاولة اقناع الآخرين بأنه قادر على ذلك".

هكذا استضافت العاصمة السابقة الماتي المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في 2013. وكات يحرص آنذاك على تقديم بلاده على أنها وسيط دولي يتمتع بالمصداقية، وفق فاتانكا.

وأضاف أن "كازاخستان بلد مترام وجد نفسه محصورا" بين الجار الروسي القوي ومجموعة من البلدان الاستبدادية في آسيا الوسطى. وخلص إلى القول إن "السياسة الخارجية على مختلف الأصعد التي يطبقها الرئيس نزارباييف تهدف إلى تجاوز هذا العائق الجغرافي".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان