إعلان

بان كي مون: خطر الموت لا يزال يحدق بالمرأة في المناطق الفقيرة

04:22 م الثلاثاء 08 مارس 2016

القاهرة - (أ ش أ)..

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، إن "خطر الموت لا يزال يحدق بالمرأة في المناطق الفقيرة في كل لحظة من لحظات المخاض، رغم أن وفيات الأمومة تندرج ضمن المخاطر العديدة التي يمكن تفاديها، وكثيراً ما يتعرض الرضع من الإناث لممارسات تشويه الأعضاء التناسلية، وتتعرض الفتيات للأذى وهن في طريقهن إلى المدرسة، وتغدو أجساد النساء حلبة قتال في غمرة الحروب، أما الأرامل، فيعشن منبوذات يعانين من ويلات الفقر".

ورأى بان كي مون أنه لا سبيل إلى معالجة هذه المشاكل إلا بتمكين المرأة لتصبح عنصرا فاعلا في عملية التغيير، موضحا أنه دأب على وضع هذه الفلسفة موضع التنفيذ في الأمم المتحدة منذ ما يزيد على تسع سنوات، فتحطمت الكثير من الحواجز الزجاجية حتى غدت الأرض بساطًا من الشظايا المتناثرة، ويعمل اليوم على تبديد ما يحمله الماضي من أفكار مسبقة وتحيّزات في سبيل تمكين المرأة من اختراق حدود جديدة.

ونوَّه إلى أنه عيَّن امرأة قائدة لقوات الأمم المتحدة لأول مرة على الإطلاق، وحرص على ضمان تمثيل المرأة في المستويات العليا بالمنظمة حتى بلغ تمثيلها نسبة غير مسبوقة، فصارت المرأة تتبوأ مواقع قيادية في صميم مجالات السلام والأمن، التي كانت حكرا على الرجال في الماضي.

ولفت إلى أن عدد خطابات التعيين التي وقَّع عليها لتعيين نساء في مناصب أمين عام مساعد أو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بلغ قرابة 150 رسالة، وكانت بعضهن يتقلدن مناصبًا حكومية سامية ويتمتعن بسمعة دولية مرموقة، والبعض الآخر تبوّأن عند عودتهن إلى بلادهن مناصبًا قيادية، مشيرا إلى أنهن ساعَدوه على إثبات حقيقة أن المرأة كثيرا ما تكون أفضل مرشح لشغل المنصب المتاح.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "لكي نضمن استمرار هذا التقدم الملموس، تم إنشاء إطار جديد يضع منظومة الأمم المتحدة بأسرها أمام مسؤولياتها، وبعد أن كانت فكرة المساواة بين الجنسين مجرد فكرة محمودة، صارت اليوم سياسةً تُطبَّق بصرامة، وبعد أن كان تلقّي التدريب في مجال مراعاة الاعتبارات الجنسية اختياريا، صار اليوم فرضاً على أعداد متعاظمة من موظفي الأمم المتحدة، وبعد أن كان عدد ميزانيات الأمم المتحدة التي تخصص مواردًا للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، صار تخصيص الموارد لقضايا النوع الاجتماعي أمرًا مألوفًا في واحدة من أصل كل ثلاث ميزانيات تقريبا، وما هذه سوى البداية".

وأضاف أنه دائما ما يدعو لتمكين المرأة في كافة المحافل، وفي الكلمات التي ألقاها في البرلمانات والجامعات والتجمعات العامة، وخلال محادثاته الخاصة مع زعماء العالم واجتماعاته مع مديري الشركات ومحاوراته الشاقة مع رجال أشداء يحكمون مجتمعات صارمة يسيطر فيها الرجال، ودائما ما يشدد على المساواة بين المرأة والرجل، ويحث على اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك.

وتابع أنه عندما تسلَّم مهامه بالأمم المتحدة، كان لا يزال تسعة برلمانات في العالم لا تضم في صفوفها ولو امرأة واحدة، فساعد على تقليص عدد تلك البرلمانات إلى أربعة، وفي عام 2008، أَطْلَق حملة "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة"، فصارت تضم العديد من القادة والوزراء، ومئات النواب البرلمانيين، وملايين الأفراد الذين لبّوا النداء إلى العمل.

وأشار بان كي مون إلى أنه كان أول رجل ينضم لحملة "الرجل نصير المرأة"، التي تجاوز عدد أنصارها مليون شخص، كما ناصر الناشطين المطالبين بالكف عن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، قائلا إن صوته إنما هو صدىً لنداءات الكثيرين ممن يعرفون أن المرأة قادرة على الإسهام بقسط كبير في إنجاح الجهود الرامية إلى تحقيق الخطة الطموحة بشأن التنمية المستدامة لعام 2030، والمضي قدما في تفعيل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.

وقال إنه في هذا اليوم العالمي للمرأة، ما زال يشعر بالسخط لحرمان النساء والفتيات من حقوقهن، لكن ما يشحذ همّته أن هناك أشخاصاً في جميع أرجاء العالم يعملون وهم مقتنعون اقتناعا راسخا بأن تمكين المرأة يفضي إلى تقدم المجتمعات، داعيا إلى تخصيص ما يكفي من الموارد لتحقيق المساواة بين الجنسين في العالم قاطبةً، والعمل بشجاعة على إذكاء وعي الرأي العام بأهمية هذا الهدف، ودعمه بإرادة سياسية لا تتزعزع.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: