ولد شيخ أحمد في ''مهمة مستحيلة'' لحل الأزمة اليمنية

09:30 ص الأحد 26 أبريل 2015

الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد

كتب – محمد مكاوي:

المهمة الآن أصبحت أصعب من ذي قبل، فويلات الحرب وآثارها مازالت تسيطر على الأوضاع في اليمن، فمنذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء سبتمبر 2014، مرورا بحصار الرئيس وحكومته والاستيلاء على مخازن الأسلحة ومعسكرات الجيش، ما استدعى الرئيس عبد ربه منصور هادي لطلب النجدة من دول الخليج العربي.

إعلان

الأمم المتحدة ومجلس الأمن واللذان يدعمان منصور هادي ويدعمان أيضًا العملية العسكرية التي قادتها السعودية بمشاركة مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي عدا سلطنة عمان، قررا تعيين الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثا خاصا جديدا إلى اليمن خلفا للدبلوماسي المغربي جمال بن عمر الذي توسط في ترتيب انتقال للسلطة عام 2011 .

وقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر استقالته من منصبه، وقال بن عمر في حوار أجرته معه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رغبته بالاستقالة من المنصب بعد أربع سنوات قضاها كوسيط في اليمن. وكانت مساعي بن عمر الأخيرة لإقناع الأطراف المتنازعة في اليمن بالعودة إلى الحوار، قد أثارت تحفظ السعودية ودول الخليج الأخرى، وانتقادات من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تشارك في محادثات سلام يشرف عليها بن عمر.

ويخلف بن عمر في اليمن، الموريتاني ولد شيخ أحمد، وهو اقتصادي ودبلوماسي عام 1960 في ضواحي العاصمة الموريتانية نواكشوط، تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس نواكشوط، فحصل على شهادة الثانوية العامة في العلوم الطبيعية عام 1980، ومُنح للدراسة في الخارج، فدرس في جامعة مونبلييه بفرنسا حتى نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وانتقل إلى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة وحصل على شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية. وهو يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية.

عمل ولد شيخ أحمد، فترة طويلة في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وتولى منصب مدير إدارة التغيير بالصندوق في نيويورك، ثم نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في شرق وجنوب شرق آسيا، كما شغل منصب ممثل اليونيسيف في جورجيا. وخلال الفترة (2008-2012) شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن (2012-2014).

وفي مطلع العام الفائت، عُيّن نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية العام ذاته ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس ''إيبولا'' الذي اجتاح دولا عديدة في غرب القارة الأفريقية.

طبيعة الأزمة اليمنية هي من فرضت على بان كي مون، لاختيار الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، فكل طرف من أطراف الأزمة متشبث بموقفه، الرئيس هادي من جهة، الحوثيون من جهة أخرى إلى جانب باقي الأحزاب والقوى السياسية، فضلا عن قوى الحراك الجنوبي.

وبحسب تقارير صحفية، عُرف عن ولد شيخ أحمد بين زملائه - وفقا لبعض من عملوا معه - بالقدرة على الاستماع، والبحث عن نقاط التلاقي بين الفرقاء، والصبر على التفاوض، فضلا عن إتقانه لعدة لغات أهلته لدراسة ثقافات متنوعة.

 

إعلان