إعلان

جولة في بغداد.. مدينة الموت

12:28 ص الخميس 21 يوليو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
كتب - علاء المطيري: 
كنت أعيش في بغداد وكان حي الكرادة الذي تعرض لهجوم انتحاري في 3 يوليو الجاري وقتل 250 شخصًا، أفضل مكان بالنسبة، بهذه الكلمات بدأ سنان أنطون، كاتب عراقي وروائي، مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ولفت أنطون إلى أن كل شيء كان جذابًا في شوارع ذلك الحياة بداية من المحال التجارية إلى العصائر الطازجة والأطعمة، إضافة النساء المارة في تلك الشوارع.
وفي المقال الذي نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، تحدث أنطون عن محمد غاني حكمت، واحدًا من أفضل النحاتين العرب، الذي كان له بصمته الخاصة في ميدان كرمانا الذي أصبح واحدًا من أبرز معالم بغداد.
لكن، يقول الكاتب، كانت آخر زيارة لي إلى بغداد قبل 3 سنوات ووجدت حينها أن الميدان أصبح محاصرًا وأمتدت طبقات الأسفلت حول التمثال الذي يعكس جانبًا من قصة على بابا والأربعين حرامي، إضافة إلى طريق مغلق بالحواجز الأمنية في اتجاه حي الكرادة.
اكتشفت في أول زيارة لي منذ عام 1991 أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم يخلق 40 حرامي بل خلق 40 ألف حرامي يتجولون في بغداد وبقية العراق لسرقة مقدرات الدولة وغالبيتهم يعملون ويعيشون فيما يطلق عليه المنطقة الخضراء.
وتابع أن الساسة الفاسدين في العراق يصنفون كأكثر السياسيين فساداً في العالم وفقًا لمؤشر الشفافية العالمي، لأنهم لا يسرقون ثروات العراقيين فقط بل يسرقون حياتهم أيضًا، حيث كان تفجير حي الكرادة علامة تربط بين الفساد والموت.
وخلال العقد الماضي بلغ حجم ما تم انفاقه على أجهزة كشف القنابل والمتفجرات في العراق 80 مليون دولار أمريكي، لكنها قتلت آلاف العراقيين ولم تكشف عن أي من تلك المتفجرات التي تحصد الأرواح، وبعد تفجيرات 3 يوليو أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي بسحب تلك الأجهزة التي أثارت غضب العراقيين لأنها لم تمنع أي من التفجيرات التي تتعرض لها البلاد.
ويبدوا أن الأمر لا يتوقف على أن أجهزة كشف المتفجرات التي لا تعمل في العراق، مشيرًا إلى أن الدولة نفسها لا تقوم بوظفيتها على أية حال خاصة في قدرتها على حماية مواطنيها من الإرهاب، خاصة داعش التي كانت تعيش بين العراقيين منذ عام 2003 والتي تحولت إلى أكبر خطر يهدد العراق.
وتحدث الكاتب عن كشف تقرير تشيلكوت البريطاني للنتائج الكارثية لتبعات ما بعدالحرب في العراق ليس فقط على الجنود وعائلاتهم بل على العراقيين أيضًا، لكنه لم يكشف شيء جديد لم يكن العراقيين يعرفونه، لأن غالبيتهم كانوا منشغلين بدفن أو تلقى العزاء في اقارب لهم.
ولفت الكاتب إلى أنه بعد تفجير حي الكرادة أصبحت بغداد واحدة من أقل المدن أمنًا في العالم مثلها مثل دمشق في سوريا، مشيرًا إلى أن مكان انفجار حي الكرادة أصبح مسرحًا لتلقي العزاء وإشعال الشموع على أرواح الضحايا بصورة جعلته يتجاوز الخلافات الطائفية والانقسامات والتوترات.
لكن بعدها بأيام أصبح المكان محتلاً من قبل الميليشيات الطائفية، الذين أقاموا عزائهم ووضعوا لافتات على واجهات المباني المحترقة لمحاولة استغلال الكارثة سياسيا، لكن عائلات الضحايا طالبت بعدم استخدام أرواح أبنائهم بهذه الطريقة وطالبوا بإزالة اللافتات من ذلك المكان.
"جميعنا جثث تنتظرالموت".. بهذه العبارة تحدث رجل في مكان الانفجار مشيرًا إلى أنه كان من المقرر له المجئ إلى المول الذي تعرض للانفجار لكنه تأخر بسبب زحام الطريق ونجا من الموت بالصدفة.
وختم الكاتب: "كنت أتجول في بغداد عند زيارته في السابق، لكن الواقع أن جولة في تلك المدينة هذه الأيام يمكن أن تقود الشخص إلى مدفنه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان