بالصور- 5 مؤشرات توضح خسائر بريطانيا الاقتصادية بعد ترك الاتحاد الأوروبي

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تكلفة اقتصادية باهظة، مشيرة إلى أنه أدى إلى محو ما يعادل 163 مليار دولار أمريكي من قيمة الشركات الكبرى على مؤشر "فوستي 100" الذي يضم أكبر 100 شركة بريطانية في بورصة لندن، بينما تعرضت الشركات المحلية على مؤشر "فوستي 250" - يضم الشركات المصنفة بين 101 إلى أكبر 350 شركة بريطانية - إلى ضربة أكبر.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إلى أن التكلفة الاقتصادية لخروج بريطانيا طالت قيمة عملتها "الجنيه الإسترليني" وأثره على أسواق المال وأسعار الذهب، مشيرة إلى انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني لصالح الدولار وتأثر قيمة الأسهم في بورصة لندن سلبًا منذ ظهور نتيجة التصويت التي أثرت على تحركات السوق بمجرد ظهور النتائج المبدئية للاستفتاء بنسبة 52 % لصالح الخروج مقابل 48 % لصالح البقاء داخل الاتحاد.

1- مؤشر فوتسي 100

وخسر مؤشر "فوتسي 100" 163 مليار دولار من القيمة السوقية لأكبر 100 شركة بريطانية، وتهاوت أسهم الشركات في بداية اليوم بتلك القيمة التي تعد أسوأ انخفاض له منذ الأزمة المالية العالمية، وأصيبت البنوك بضربة سيئة طالت أسهم بنك باركليز التي انخفضت بنسبة 22 % من قيمتها، وانخفضت أسهم بنك لويدز بنسبة 18 %، في حين وصل الانخفاض في قيمة أسهم البنك الملكي الاسكتلندي "آر بي إس" إلى 16 %.

وتعرضت شركات العقارات لخسائر ضخمة، حيث فقدت شركة ترافيز بركانز "TP" الرائدة في مجال العقارات 43 % من قيمتها السوقية، وكذلك شركة تايلور ويمبي "TW" التي خسرت 32 من قيمتها السوقية مع بداية التداول، ومن المنتظر أن تكون خسائر شركات التأمين والبنوك هي الأقوى وفقًا لميك فان دولكن، من من شركة "أكسندو ماركتز" الذي أوضح أن أكثر القطاعات تضررًا هي البنوك وشركات التأمين وسوق العقارات وشركات نقل البضائع التي لها علاقات بالمناجم والبترول".

2- مؤشر فوتسي 250

سجل مؤشر "فوتسي 250" - مؤشر الشركات المصنفة بين أكبر 101 إلى 350 شركة بريطانية ونسبة من الشركات الأجنبية - خسائر قدرها 11.4 % من قيمة أسهمه.

ويحتوى هذا المؤشر على نسبة صغيرة من الشركات العالمية وينظر إليه بصورة عامة على أنه أفضل مؤشر للاقتصاد البريطاني، وهو ما يعني أن هبوطه بهذه النسبة مؤشر على التأثير السيء لنتيجة الاستفتاء، وفقًا للمدير التنفيذي لشركة "أولد موتوال جلوبال إنفيستور" - مؤسسة إدارة أصول بريطانية.

وبالنسبة لمؤشر "فوتسي مالتي ناشيونال" للشركات متعددة الجنسيات فإن حساب تأثره سيكون نسبيًا مقارنة بالشركات المحلية، حيث أن انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني سيكون مصدر للربح من فروع الشركات الأخرى في الخارج عندما يتم تحويلها إلى العملة البريطانية.

3- أسعار الذهب

قفزت أسعار الذهب بنسبة 8.1 % حيث ارتفع سعر الأوقية إلى 1358.5 دولار، مسجلة أعلى ارتفاع لها منذ 2014 نتيجة إقبال المستثمرين على ضخ أموالهم فيما يطلق عليه "الأصول الآمنة".

وكشفت إحصائيات جوجل أن البحث عن كلمة "شراء ذهب" ارتفع بنسبة 500 % خلال الساعات التي تلت إعلان نتيجة الاستفتاء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

4- هبوط الجنيه الإسترليني

انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني إلى أضعف مستوياتها منذ عام 1985، وبدأ الانخفاض بمجرد استخدام الـ"بي بي سي" عبارة "انتصار حملة الخروج من الاتحاد"، ووصلت قيمته إلى 1.33 دولار، وقال محللون ماليون أنه الجنيه الإسترليني يمكن أن يواصل انخفاضه ليصل إلى 1.25 بنهاية سبتمبر القادم ويصل إلى 1.2 دولار بنهاية العام.

ومن المتوقع أن تنخفض قيمة الجنيه الإسترليني أمام اليورو الذي تساوي قيمته 75 % من قيمة الجنيه الإسترليني - الجنيه الإسترليني الواحد يساوي 1.22 يورو - حيث يمكن أن تصل قيمة اليورو إلى 92 % من قيمة الجنيه الإسترليني بنهاية العام، وهو أمر جيد للشركات متعددة الجنسيات التي تقع على مؤشر "فوتسي 100" عبر استثماراتها عبر البحار على المدى الطويل.

لكن على المدى القريب سيؤثر انخفاض الجنيه الإسترليني على كل شيء بداية من أسعار الفنادق حتى أسعار المشروبات.

5- السياسات المالية

يمكن أن تصبح أسعار الفائدة البنكية نتيجة انخفاض الجنيه الإسترليني أقل وتؤثر على البنوك بصورة كبيرة التي يمكن أن تتدخل لتهدئة الأسواق بخفض معدلات الفائدة عن المستوى القياسي للانخفاض بنسبة 0.5 % وفقًا للمتداولين.

وقال مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا المركزي، إن البنك على مستعد للتدخل بضخ 332.5 مليار دولار سيولة نقدية للأسواق لضبط الأوضاع، لكن تلك الخطوة تحتاج موافقة أغلبية أعضاء لجنة السياسات المالية بالبنك المركزي وهو ما يمكن أن يمثل تغير كبير في سياسة البنك المالية.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في الدول السبع الكبار "جي 7" اجروا اجتماعًا عبر الهاتف عقب إعلان نتيجة الاستفتاء لدراسة تأثيره على الأسواق الأخرى.

وتهاوت أسعار النفط وخاصة خام برنت الذي يتم استخراجه من بحر الشمال الذي وصلت نسبة انخفاضه إلى 5 % اليوم الجمعة، ووصل سعره إلى 48.38 دولار للبرميل، وسيتم ترجمة التشككات حول الاقتصاد البريطاني واقتصاد الاتحاد الأوروبي في صورة ضعف في أسعار السلع الأساسية، وستتراجع أسعار النفط الخام إلى ما دون 40 دولار للبرميل، وفقًا لسبستاين مارلير، الخبير في متابعة أسعار السلع الأساسية والبضائع بوحدة أيكونيمست للمعلومات.