ماذا سيحدث في العالم بعد 10 سنوات؟

02:22 م الإثنين 30 مايو 2016

ماذا سيحدث في العالم بعد 10 سنوات؟

كتبت- أماني بهجت وهدى الشيمي:
نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والأمن الأمريكي "ستراتفور" تقرير توقعاته للأحداث خلال السنوات العشرة المقبلة، من الناحية الاقتصادية والسياسية.

تشمل هذه التوقعات ماذا سيحدث لأكبر الدول في العالم مثل روسيا وألمانيا، وكيف ستؤثر الأوضاع الاقتصادية والسياسية والجغرافية على أهمية بعض الدول.

إعلان

1- انهيار روسيا:

حذر  ستراتفور من انهيار موسكو، مشيرا إلى أن روسيا لن تواجه أي ثورات ولكنها ستفقد القدرة على السيطرة الاتحاد الروسي.

يقول المركز إن الفراغ الذي سيتركه ذلك، سيؤثر على روسيا تماما وسيفقدها قوتها، كما ستؤثر العقوبات، وانخفاض أسعار النفط، بالإضافة إلى ضعف الروبل. كل ذلك سيضعف ذلك من الحكومة الروسية.

وجاء في تقرير المركز، أن ضعف سلطة موسكو سيتسبب في التفتيت الرسمي وغير الرسمي لورسيا، مؤكدا أن من غير المرجح أن الاتحاد الروسي سيبقي كما هو الآن.

2- حماية أمريكا للأسلحة النووية:

في حالة انقسام وضعف روسيا كما توقع ستراتفور، ستكون كافة الأسلحة النووية سهلة المنال، مما يدفع الولايات المتحدة على التفكير في طريقة لحماية هذه الأسلحة، ويترتب على ذلك زيادة القوات العسكرية في المناطق التي تحتوى على أسلحة نووية.

ووفقا لأحد المحللين فإن واشنطن هي القوة الوحيدة القادرة على معالجة المسألة، ولكنها لن تكون قادرة على السيطرة على أكبر عدد ممكن من المواقع العسكرية.

3- مشاكل ألمانية:


لدى ألمانيا اقتصاد يعتمد على التصدير، وانتعش هذا النظام نتيجة تحرر عملية التجارة واليورو في أوروبا، مما يعني أنها ستكون أول المتضررين إذا حدثت أي مشكلة في الاقتصاد الأوروبي.

ويشير ذلك إلى أن معدل الاستهلاك المحلي في البلاد لن يكون كافيا لتعويض انخفاض الصادرات الألمانية، أو التراجع المتوقع في عدد السكان.

ويتوقع محللون أن تواجه ألمانيا انتكاسة اقتصادية حقيقية خلال العقد.

4- قوة بولندا:

أشار المحللون في تقرير ستراتفور إلى أن بولندا ستعيش انتعاشا اقتصاديا وسياسيا، ولن ينخفض تعداد سكانها كالعديد من الدول الأوروبية.

وباعتبارها أكثر الدول الواقعة على الحدود الغربية لروسيا ازدهارا، سيكون لها دور كبير في القيادة الاقليمية، والعالمية من الناحيتين السياسية والاقتصادية.

5- انقسام أوروبا:

لم يمض وقت طويل حتى كانت الوحدة الأوروبية قوة تاريخية لا يمكن إيقافها، وانهيار الحواجز الاقتصادية بين الدولة، واختفاء القومية والاقليمية بين الدول الأوروبية.

لكن خلال 10 سنوت سيكون كل ذلك مجرد ذكرى بعيدة.

ويرى المحللون أن بعد 10 سنوات، ستقسم أوروبا إلى أربعة أجزاء، أوروبا الغربية، وأوروبا الشرقية، والدول الاسكندنافية، والجزر البريطانية، وستبقى جميعها على مشاركة بعض الأشياء، ولكنها لن تكون مرتبطة معا كما كانت من قبل.

أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهناك بعض الدول التي ستحافظ على عضويتها فيه، إلا أنه سيواجه العديد من التحديات، والتعديلات التي ستختلف كثيرا عما هي عليه الآن.

6- تحالف أمريكا وتركيا لأسباب غير متوقعة :

تعيش العديد من الدول العربية حالة من السقوط، ولا يرى المحللون نهاية قريبة لهذه المشاكل، لأن المستفيد الأكبر من كل ذلك هي تركيا، والتي ستحصل على المزيد من الاستقرار والقوة على حدودها.

ووسط كل هذه التوترات ستتردد تركيا في مسألة التدخل في الصراعات الموجودة على حدودها، ولكنها لن تجد مفرا، مما يزيد من قوتها الاقليمية بالنسبة لجيرانها، ويجعلها ذلك شريكا لا غنى عنه للولايات المتحدة الأمريكية.

لكن تركيا ستحتاج إلى شيء في المقابل وهو خط دفاع على الجانب الاخر من البحر الأسود حيث هناك قواعد عسكرية في أرمينيا.

7- ستواجه الصين مشكلة واحدة كبيرة:

قد تواجه الصين عقدًا صعبًا حيث تباطؤ النمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى سخط عارم تجاه الحزب الشيوعي الحاكم.

في الوقت نفسه لن يتجه الحزب الحاكم إلى الليبرالية وهذا يعني أن هناك أمرًا واحدًا قابل للتطبيق للاستمرار في السلطة من أجل السيطرة على الفوضى وهو زيادة القمع الداخلي.

وربما تواجه بيكين مشكلة أخرى أكبر: فنمو الصين لم يوزع بشكل متساوٍ جغرافيًا. المدن الساحلية في ازدهار والمدن الصينية الداخلية أكثر فقرًا فليس لديها قدرة للوصول للأسواق العالمية.

من المتوقع أن تتصاعد هذه المشكلة مع توجه الصين نحو التحضر.

والصدع المتزايد بين سواحل الصين وتامدن الداخلية قد يكون نذيرًا لانقسامات أعمق وأكثر تشاؤما.

ووفقًا للتقرير، فالانشقاقات الإقليمية لطالما ساقت نحو استمرار الفوضى السياسية طوال تاريخ الصين، وهناك نتائج تبدو بعيده ولكن يمكن تصورها حيث تقوم المصالح السياسية بطول الساحل بالتمرد على سياسات بيكين حيث نقل الثروة للمدن الداخلية لاحتواء الاضطرابات السياسية.

8- ستصبح اليابان القوة البحرية الصاعدة لآسيا

لدى اليابان تقليد بحري يعود إلى قرون مضت، ولكونها دولة تحيط بها البحار والمحيطات كالجزيرة فهي تعتمد على بعض الواردات.

تقوم الصين ببناء دولة ذات حدود بحرية من تلقاء نفسها، ومع الوقت ستصبح أكثر عدوانية في السيطرة على مسارات الملاحة في شرق وجنوب البحار الصينية والمحيط الهندي التي تعتمد اليابان عليه.

لن يتبقى لليابان خيارات إلا بفرض قوتها في المنطقة وذلك لموازنة القوة الصينية في المنطقة ولحماية مسارات امداداتها.

مع انحسار قوة الولايات المتحدة، ستضطر اليابان للقيام بذلك من تلقاء نفسها.

ووفقًا للتوقعات ففي الوقت الراهن تعتمد اليابان على الولايات المتحدة لضمان الوصول. مع الأخذ في الاعتبار كون الولايات المتحدة حريصة للغاية من حيث عدم التدخل في صراعات لا تمسها بشكل مباشر خصيصًا وأن الولايات المتحدة ليست دولة تعتمد على الواردات.

يبقى السؤال هل يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة؟ ولهذا السبب تحديدًا ستزيد اليابان من قوتها البحرية في السنوات القادمة.

9- جزر بحر جنوب الصين:

ستقرر دول إقليمية إن النزاعات في بحر جنوب الصين لا تستحق تصعيدًا عسكريًا ولكنها ستظل منطقة ذات أعراض ديناميكية متقلبة.

يتوقع التقرير أن الخلاف حول جزر صغيرة ذات تكلفة صغيرة وطاقة غير مربحة لن يمثل القضية الرئيسية في المنطقة.

عوضًا عن ذلك سيظهر لاعب ثالث جديد في المعادلة وهو روسيا، القوة المنحدرة، والتي ستفقد قدرتها في السيطرة على مصالحها البحرية.

كل من الصين واليابان تهتم بالحصول على هذه الجزر وفي الوقت ذاته منع بعضهم البعض من الحصول عليها.

ستعود خطورة ديناميات القوة العظمى إلى شرق آسيا، حتى لو كان ذلك قد لا يؤدي إلى النزاع المسلح في بحر جنوب الصين وشرقها.

10- ظهور 16 دولة مصغرة من الصين:

سيصيب الاقتصاد الصيني حالة من التباطؤ وسيكون معدل النمو في الطاقة الإنتاجية مسطحًا، وهذا خبر جيد للبلدان المحيطة. فالوظائف التي تحتاج إلى مستوى بدائي للدخول والتي كانت الصين تستحوذ عليها ستتفرق بين 16 اقتصاد نامٍ ذو تعداد سكاني يبلغ 1.15 مليار نسمة.

ففي الوقت التي ستعاني الصين من ركود اقتصادي يترتب عليه اضطرابات سياسية واقتصادية، ستتحسن الأحوال الاقتصادية لدى 16 دولة منها: المكسيك ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وبيرو وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا وبنغلاديش وميانمار وسريلانكا ولاوس وفيتنام وكمبوديا والفلبين، وإندونيسيا.

11- خفوت قوة الولايات المتحدة:

مع استمرار الاضطرابات التي تجتاح العالم وعدم التوقع التي يسيطر على المشهد، ستتبنى الولايات المتحدة نهجًا خلال العشرة أعوام القادمة حيث ستنتقي معاركها بدقة، وبدلًا من المبادرة من أجل حل المشكلات والصراعات ستلعب دور المراقب وتتدخل لأجل مصالحها فقط.

تقنين التدخل الأمريكي في الشأن العالمي، سيجعل من الأمور في العالم أصعب توقعًا وهذا ما يجب أن تعتاده الدول الأخرى.

وفقًا للتوقعات، فإن الولايات المتحدة ستبقى قوة عسكرية مسيطرة وذات اقتصاد قوي ولكنها ستصبح أقل تدخلًا على عكس الحال في الماضي.

مع كون العالم غير منظم وغير قابل للتوقع وتغير الحرس في العديد من المناطق، فالثابت الوحيد هو استمرار قوة الولايات المتحدة، على الرغم من عدم الانخراط في العديد من الأمور.

وسوف يكون عالما غير منظم، مع تغيير الحرس في العديد من المناطق. فإن الثابت الوحيد أن يكون استمرار وقوة الولايات المتحدة، ستكون هذه القوة أقل وضوحًا وستستخدم أقل بكثير في العقد المقبل.

إعلان