إعلان

5 أعوام على الحرب السورية: الدولة الإسلامية وأزمة اللاجئين في الواجهة

01:33 م الثلاثاء 15 مارس 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

كان للحرب الأهلية السورية التي بدأت انتفاضة سلمية في مارس 2011، اثارا وتداعيات عالمية، ليس أقلها ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي حشد أغلب دول العالم لمحاربته بعد إعلانه تأسيس خلافته المزعومة على الأراضي التي بسط سيطرته عليها في سوريا والعراق.

يضاف إلى ذلك ما بات يعرف بأزمة اللاجئين التي ضربت أوروبا، حيث أدت تلك الحرب إلى نزوح أكثر من 4 ملايين شخص خارج البلاد وأكثر من نصف سكان سوريا نزحوا داخليا.

في التقرير التالي تلقي وكالة أسوشيد برس نظرة على تداعيات الحرب السورية التي دخلت عامها السادس هذا الشهر.

كانت بداية بزوغ الدولة الإسلامية "داعش" في 2014، عندما استطاع التنظيم السيطرة على مدينة الرقة السورية، ومن ثم انطلقوا على مدينة الموصل العراقية، وظلت المدن العربية تتساقط واحدة تلو الأخرى.

وظل التنظيم بحسب الوكالة، في استقطاب الجنود والأسلحة.

واستمر تمدد الدولة الاسلامية بشكل كبير دون ان تتخذ الحكومة السورية خطوة لمنعه، التي كانت مشغولة في محاربة معارضيها في أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان بالقرب من ساحل المتوسط.

أثار ظهور التنظيم في المنطقة قلق العالم، بعد قيامه بذبح الأقليات، وتنظيم العبودية الجنسية، والحاق الهزائم بالجيوش النظامية، وقتل المعارضين بشكل عنيف، وتدمير مواقع التراث، مثل المعابد في المدن القديمة مثل تدمر، وتنشيط سوق تجارة الأثار العالمي.

وأشارت الوكالة لقيام الدولة الإسلامية بشن هجمات ضد فرنسا واليمن، واتخاذه مناطق لشن هجماته في شمال ليبيا، والتي من المفترض ان تصبح مقر الخلافة في سوريا والعراق.

ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن هناك شخص واحد قادر على انهاء الحرب الأهلية في سوريا، بمجرد قيامه بإجراء مكالمة هاتفية واحدة، هذا الشخص هو بوتين.

وأوضحت الوكالة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنشأ أسلوبا جديدا لسياسة الشرق الأوسط، بعد متابعته لما كانت الولايات المتحدة تقوم به، خاصة بعد ما قامت موسكو في سبتمبر الماضي من ارسال مساعدات مسلحة واقتصادية للرئيس السوري بشار الأسد، على عكس روسيا التي قامت بغارات جوية على معارضي الرئيس السوري.

ولفتت الوكالة إلى انه قبل سوريا كانت أوكرانيا في 2014 ومن قبلها جورجيا في 2008، كل تلك الأحداث لم يخش بوتين من سياسة فرد عضلاته عليهم، بل تعامل وكأنه يحمي مصالح روسيا المزيفة، وباتت روسيا مذ ذلك الحين تلعب دور المقاول في المنطقة لأنها تتمتع بثروة نفطية كبيرة وكذلك غاز.

أزمة اللاجئين:

عندما قررت أوروبا التوقيع على اتفاقية اللاجئين وفتح أبوابها لهم، لم تتوقع ان تستقبل حتى أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من سوريا، ففي عام 2015 مات ألاف اللاجئين وهم يحاولون عبور البحر.

وتقول الوكالة إن أوروبا بدأت في بناء أسوار لمنع اللاجئين من الدخول لليونان أو ألمانيا، وذلك بعد السماح مبدئيا بدخول مئات الالاف، في ظروف صعبة لشمال شرق أوروبا، مما يؤدي لمواجهة عدد من اللاجئين لانتظار اجباري للسماح لهم بحق اللجوء أو الاقامة بدون أوراق سماح.

قامت الدولة الاسلامية بتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر الماضي، وعلى الرغم من أن منفذي الهجمات أغلبهم فرنسيين وبلجيكيين، إلا أن الاجراءات الأمنية في القارة الأوروبية عززت القومية السياسية، وامت ذلك الأثر للولايات المتحدة لدرجة جعلت المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب باتخاذ قرار يقتضي بمنع المسلمين من دخول البلاد.

أوروبا الأن تحاول الوصول لاتفاق ينص على ارسال جميع المهاجرين الذين يصلوا لليونان لتركيا مرة أخرى.

وذكرت الوكالة إلى ان ازمة المهاجرين التي تعامي منها أوروبا الأن ترجع لموجة التهجير التي شهدتها دول الجوار لسوريا مثل لبنان وتركيا والأردن والتي استضافت حوالي 4.4 مليون لاجئ من سوريا، لدرجة استقبال لبنان وحدها أكثر من 1.5 مليون من تعداد اللاجئين.

واستطاع اللاجئون السوريون تكوين رؤوس أموال وعمالة، وفتح مجالات للدخل للبلاد التي استضافتهم.

وأدت الحرب الأهلية السورية لزعزعة استقرار دول الجوار التي تعاني من مشكلات جعلتها اكثر هشاشة وتأثرا بما حدث في سوريا مثل لبنان، وكما انها اشعلت فتيل الطائفية في تركيا، حيث استفز الصراع السوري حساسية الحرب الأهلية مع الأكراد.

من ناحية أخرى، أعادت الحرب الأهلية توازنات قوى محاور المنطقة، أي بين شيعة إيران وتأثيرها من بيروت لطهران، وحكومات مستقلة في بغداد ودمشق.

اما بالنسبة للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وزيارته لروسيا، ورؤيته المتعددة في اماكن متفرقة بسوريا والعراق، فقد نشرت إيران مليشياتها في كلا الدولتين.

ففي لبنان، إيران لديها تواجد قوي ويتمثل ذلك في حزب الله الذي طرد لبنان من الضاحية الجنوبية في 2000. أرسل الحزب آلاف المقاتلين لدعم الأسد في سوريا. وتراقب إسرائيل تدريبات عدوها على المدفعية الحديثة إلى جانب الوحدات الروسية والإيرانية، إضافة إلى تحصين الحزب مواقعه على الحدود الشمالية للدولة اليهودية. ويهمش حزب الله بشكل متزايد المعارضين المدعومين من السعودية في الحكومة اللبنانية.

وتكافح السعودية، القوة السنية في المنطقة، من أجل الحفاظ على دعمها للمتمردين السوريين السنة في سوريا فيما تقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان