إعلان

أسوشيتد برس: انقسام إخوان الأردن ضربة جديدة للجماعة الإقليمية

11:24 ص الثلاثاء 17 مارس 2015

انقسام إخوان الأردن ضربة جديدة للجماعة الإقليمية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن انقسام جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وجه ضربة للجماعة الإقليمية، مضيفة أن انقسام إخوان الأردن رسميا بعد 70 عاما تفكك يلقي باللائمة فيه على الخلافات الفكرية القائمة منذ فترة طويلة، وكذلك على محاولة حكومية لزيادة إضعاف ما كانت يوما جماعة المعارضة الرئيسية في البلاد.

وأضافت في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن "هذا الانقسام يوجه ضربة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في أنحاء المنطقة، مشيرة إلى حظر انشطتها في مصر والسعودية والإمارات وتصنيفها كجماعة إرهابية.

وأشارت الوكالة إن البعض في الأردن حذر من أن سياسة التقسيم والسيطرة التي تتبعها الحكومة فيما يبدو قد ترتد بنتائج عكسية، وقالت إن ذلك قد يدفع المزيد من أنصار الإخوان إلى صفوف المتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر التهديد الرئيسي لاستقرار البلاد.

والفرع الجديد للإخوان يقول إنه جماعة أردنية خالصة، وإنه قطع علاقاته مع الجماعة الإقليمية لتجنب وصفه بالتشدد.

ونقلت أسوشيتد برس عن عبد المجيد ذنيبات قوله "ساورنا القلق أن نعتبر جماعة إرهابية إذا ظللنا فرعا من منظمة صنفت كجماعة إرهابية".

ويزعم الفصيل الأكبر للإخوان، الذي لا يزال على ولائه للجماعة الإقليمية، أن الحكومة دبرت الانقسام لإضعاف الجماعة.

وقال مراد العضايلة، المتحدث باسم الفصيل الرئيسي لإخوان الأردن، للوكالة الأمريكية "هذه جماعة يرعاها النظام". غير أن الحكومة الأردنية رفضت التعليق على هذه المزاعم.

انقسام رسمي

وأوضحت أسوشيتد برس أن الانقسام اكتسب صفة رسمية في وقت سابق هذا الشهر حين منحت الحكومة فصيل الذنيبات المنشق رخصة للعمل، وسارعت الحركة الرئيسية بطرد المنشقين.

وقال مسؤول حكومي لأسوشيتد برس إن الجماعة التي يرأسها ذنيبات مسجلة لدى السلطات، بينما الفصيل الآخر "لم يصحح" وضعه، مشيرا إلى أنه بات في وضع ضعيف إلى حد بعيد.

تقول الوكالة إنه "من غير الواضح ما إذا كانت السلطات الأردنية ستحظر في نهاية المطاف الجماعة الأصلية المتجذرة في المجتمع الأردني عن طريق نظام الخدمات الاجتماعية التي تقدمها. وثمة بعض الدلائل على حملة على الجماعة في الشهور الأخيرة، ومنها اعتقالات لنحو 25 ناشطا والحكم على الرجل الثاني في الجماعة زكي بن ارشيد بالسجن 18 شهرا لانتقاده الإمارات".

وتضيف أن "هذه المشكلات وضعت الإخوان في الأردن في أصعب المواقف التي تتعرض لها منذ سنوات. فهي لا تملك تمثيلا في البرلمان بسبب مقاطعتها للانتخابات وفقدها بعض شبابها بعد انضمامهم للجماعات المتطرفة".

وقال ديفيد شينكر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "الإخوان، وفقا لمعايير نسبية، لا يسببون الضرر بدرجة كبيرة وهم لا يشكلون تهديدا كبيرا للمملكة. الكثير يسأل ما فائدة ركل (جماعة) الإخوان عندما تسقط (تكون في وضع سيء لا تحسد عليه)".

خلافات أيديولوجية مستمرة

وتفيد الوكالة إن الانقسامات سبقتها خلافات أيديولوجية مستمرة منذ فترة طويلة بين "الحمائم" و "الصقور"، والتي تفاقمت بسبب استيلاء حركة المقاومة الإسلامية المسلحة (حماس)، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان، على غزة في 2007.

فالحمائم – بحسب ما تقول الوكالة - يؤكدون هويتهم الأردنية، ويريدون أن تبقي حماس على مبعدة، ويبدون أكثر استعدادا للعب طبقا للقواعد المقيدة التي وضعها الملك، ويرغبون في التركيز على "الدعوة" أو الوعظ؛ أما الصقور فينتقدون سياسات الحكومة بشكل أكثر صراحة، وخاصة معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، ويتبنون حماس ورؤية أن الإخوان حركة عابرة للقومية.

وتشير أسوشيتد برس إلى أنه يبدو أن الهويات القبلية أيضا تلعب دورا، حيث ذنيبات وبعض من مؤيديه الرئيسيين هم أفراد من قبائل بدوية في الأردن، في حين أن بعض الصقور البارزين هم أحفاد لاجئين فلسطينيين.

وكانت جماعة الإخوان لسنوات أكبر جماعة معارضة في الأردن وأكثرها تماسكا، وتسعى للإصلاح السياسي، ولكن لم تصل إلى حد السعي للإطاحة بالملك. ومع وجود الصقور في موقع المسؤولية، زاد الخلاف بين الإخوان والحكومة في السنوات الأخيرة.

التطورات الإقليمية

وفي الوقت نفسه، ضعفت جماعة الإخوان الأردنية بسبب التطورات الإقليمية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك المنافسة الأيديولوجية المتزايدة من جانب المتطرفين الإسلاميين في أعقاب اندلاع انتفاضة الربيع العربي في عام 2011.

وتقول الوكالة إن البعض يحذر من أن حملة الحكومة يمكن أن تتسبب في تطرف أنصار الإخوان وفي المساعدة على تضخم صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

واتخذت الأردن دورا بارزا في التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة الذي ينفذ ضربات جوية ضد المسلحين، بعدما قتلوا طيارا أردنيا أسيرا حرقا في قفص. وقد أطر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المعركة باعتبارها حربا أيديولوجية حتى النهاية.

وقال النائب البرلماني الموال للحكومة محمود الخرابشة "فشل الإخوان المسلمون في التعامل مع جيل الشباب وقيادته في الاتجاه الصحيح".

وقال المحلل لبيب قمحاوي إن مشكلات الإخوان وفرت فرصة للحكومة لتشجيع الانقسام، مضيفا أن "الأردن ببساطة تحاول تقليص قوة وحجم الإخوان لتكون قادرة على التحكم فيها بسهولة".

ومن غير الواضح كيف سيتعامل الفصيلين المتناحرين مع بعضها البعض الآن، وعما إذا كانت تلوح في الأفق معارك قضائية على اسم الإخوان وممتلكات الحركة مثل المستشفيات والعقارات.

وقال العضايلة إن محاولة توريط الإخوان في المعارك القانونية هو جزء من الاستراتيجية المزعومة للحكومة من أجل إضعاف الحركة.

وترك ذنيبات الباب مفتوحا أمام إمكانية مشاركة جماعته في الانتخابات المقبلة، بعد أن قاطع الإخوان الجولتين الأخيرتين بسبب مزاعم بأن النظام فضل المرشحين المحافظين. وقال أيضا إن جماعته ستحاول إقناع القواعد بالانضمام إليهم. وقال "سنتصل بإخواننا في المحافظات لنشرح لهم لماذا يجب ألا يبقى الأخ في تنظيم غير قانوني".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان