بالصورـ 17 مدينة دمرتها الحروب

كتب ـ علاء المطيري:
تشتعل الحروب بإشارة قائد وتخمد نيرانها باستسلام منهزم وظفرة فائز، لكن آثارها تظل باقية بعدما تسكن أصوات الرصاص.. يٌدفن القتلى ويطبب الجرحى و تبقى المدن المدمرة ركام وبقايا حطام يٌعاد بناء بعضه ويبقى آخر شاهدا على تلك الحروب التي طالت بعضا من المدن العربية وكثير من المدن العالمية لم يذكر التقرير من بينها مدنا مصرية رغم ما تعرضت لها تلك المدن من خراب مازالت جدران السويس تشهد عليه.

تقول صحيفة الجارديان البريطانية إن المدن المدمرة كانت شاهدا عبر التاريخ على ما جرى في أرجائها من حروب كانت الطائرات أهم أدوات تدميرها وكانت القنابل النووية سبب في دمار بعضها.

1ـ مدينة تدمر السورية

ورغم ذلك ففي بداية العام الجاري أصيب العالم بصدمة عندما تعمد مسلحوا داعش تخريب مدينة تدمر السورية وتدمير تراث لا يمكن للعالم أن يسترجعه عندما ينتهي ذاك الصراع.

وفي موجهة تدمير علنية بدأت داعش في تدمير معبد بل الأثري الذي يمتد تاريخه إلى 2000 عام، ويصل عدد السياح الذين يرتادونه سنويا في أوقات السلم إلى 150.000 سائح،

2ـ مدينة حلب السورية

تعرضت عدة مدن سورية للدمار بسبب الصراع المحتدم والممتد بين المعارضة والحكومة السورية وكان مدينة حلب من بين المدن التي طالها الدمار، حيث تحول الجزء الأكبر من المدينة الأثرية القديمة إلى ركام.

ورغم أن مدينة حلب السورية يطلق عليها "فينا الشرق الأوسط" إلا أنه لا يوجد مقاطعة في تلك المدينة إلا وتعرضت للقصف والتفجيرات بما في ذلك الأسواق والمستشفيات، ويعيش من تبقى من سكانها بلا ماء أو كهرباء أو وقود.

3ـ مدينة تمبكتو في مالي

لا يقتصر التخريب الممنهج للمدن التاريخية على سوريا بل يمتد إلى ما وراءها، حيث تعرض مدينة تيمبكتو في مالي عام 2012 إلى قدر كبير من الدمار بسبب المعارك التي دارت بين مقاتلي أنصار الدين و القوات الحكومية وتعرضت العديد من الأضرحة الإسلامية للدمار.

وتعد تلك المدينة من أهم عواصم الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا ويطلق عليها جوهرة الصحراء.

4ـ هيروشيما

فقدت المدينة التي قصفتها أمريكا بقنبلة ذرية في 6 أغسطس 1945، أكثر من 60.000 بناية من مبانيها التي يصل عددها إلى 90.000.

5ـ ناجازاكي

مقارنة بما تعرضت له هيروشيما كان ناجازاكي صاحبة النصيب الأكبر من الدمار الذي تسبب فيه قصفها بقنبلة أكبر في 9 أغسطس من ذات العام، حيث فقدت 19.400 مبنى من أصل 52.000.

6ـ طوكيو

فقدت المدينة في عمليات القصف 26% من مبانيها حيث وصل عدد المباني التي تم تدميرها إلى 286.358 مبنى، حيث استمر قصف المدينة بالقنابل التقليدية على مدى 3 سنوات، وكان قصف يوم 9 ـ 10 مارس 1945 هو الأعنف في تاريخ المدينة وربما في التاريخ والتي يطلق عليها "Operation Meetinghouse" وبعد جولة في المدينة قام بها الإمبراطور الياباني اتخذ قراره بالاستسلام.

7ـ لندن

نالت العاصمة البريطانية سمعة عالمية بأنها أكثر مدن بريطانيا تدميرا في الحرب العالمية الثانية بسبب المداهمات والغارات الجوية التي كانت تنفذها الطائرات الألمانية، لكن البعض اعتقد أنها كانت المدينة البريطانية الوحيدة التي تعرضت للقصف.

والحقيقة أن قوات الرايخ الألمانية قصفت بريطانيا على مدى 8 أشهر منها 57 ليلة كانت من نصيب العاصمة لندن تم فيها تدمير مليون منزل و غالبية موانئ المدينة، لكنه رغم ذلك فإن تلك الخسائر تتضائل مقارنة بما تعرضت له مدن بريطانية أخرى.

وبسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة فإنه بدأ إعادة إعمارها بعد بعد انتهاء الحرب عام 1945 لكنها استمرت بلا توقف، فحتى اليوم مازالت هناك أثار لذاك الدمار الذي ألحقته الطائرات الألمانية بأبنية المدينة وعمارتها، لكن ما أصابها من دمار لا يمثل شيءً مقارنة بما نال بعض المدن الأوربية وعددا من المدن الآسيوية في تلك الحرب.

8ـ مدينة كوفانتري البريطانية

تقع هذه المدينة في غرب إنجلترا وتم تدمير قلب المدينة بالكامل في ليلة واحدة بعد إغارات الطائرات الألمانية عليها.

9ـ مدينة هال البريطانية

تقع تلك المدينة شمال شرق بريطانيا وبنهاية الحرب العالمية الثانية كانت 95% من مبانيها قد تم تدميرها فهي تقع طريق طائرات الرايخ الألماني التي ربما تضل هدفها الذي خرجت من أجل لكنها لم تكن تغفل أبدا إلقاء القنابل على مدينة هال طيلة غاراتها على بريطانيا.

10ـ برلين

في الحرب العالمية الثانية تم ضرب العاصمة الألمانية برلين بـ 67.6 طن من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار في القصف الذي استمر 5 سنوات، وتضاعف حجم الدمار في المرحة الأخيرة عندما أوشكت الحرب على نهايتها حيث تم تدمير 80% من مدينة برلين بسبب العمليات العسكرية المكسفة في شوارع المدينة في المرحلة الأخيرة من الحرب.

ولكون برلين مدينة مترامية الأطراف فإن القوات الجوية البريطانية فشلت في إلحاق ضرر كبير بها رغم حجم القصف الهائل، إضافة إلى أن أبنيتها مقامة من الحجارة والطوب الذي يجعل تلك المباني غير قابلة للاحتراق على غرار مدينة درسدن عاصمة ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا.

11ـ مدينة دريسدن

هي عاصمة ولاية ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا وقد احترق 90% من مبانيها في ليلة واحدة، حيث تعرضت لعاصفة نارية من صنع البشر قادتها الطائرات البريطانية في 13 فبراير 1944.

12ـ مدينة يوليش في ألمانيا

وربما يكون من المفاجئ أن نعلم أن تلك المدينة هي الأكثر تضررا بين المدن التي دمرتها الحرب العالمية الثانية حيث وصلت نسبة الدمار بها إلى 97% وهي النسبة الأعلى بين المدن التي دمرتها الحرب العالمية الثانية.

وكانت المدينة تقع على نهر الرور شمال ولاية الراين ـ وستفاليا، ومثلت واحدة من أكبر العقبات التي تواجه قوات الحلفاء لاحتلال ألمانيا.

وحتى يتجنبوا أي مخاطر تم قصف المدينة في 16 نوفمبر 1944 وتدمير 97% منها، وتم تدمير النسبة الباقية 3% على مدى 3 شهور من القتال الذي انتهى في 23 فبراير 1945.

وبعد انتهاء الحرب تحولت مدينة يوليش إلى مدينة مهجورة وباتت صورتها أشبه بالصورة التي تم التقاطها لقلب مدينة هيروشيما اليابانية بعد قصفها بالقنبلة النووية، وظلت في ذاكرة التاريخ شاهدا على الحرب.

وبعد انتهاء الحرب أقيمت مدينة جديدة إلى جوارها، لكن بحلول عام 1949 بدأ إعادة البناء في تلك المدينة وتم تخطيط الشوارع اعتمادا على الخطة التي تم وضعها في ثلاثينيات القرن الماضي قبل بدء الحرب، وانتهى بناء المدينة في عام 1956.

وفي الوقت الحالي بات من الصعب على كل من يمر بالمدينة أو يتجول فيها أن يجد أي من علامات الحرب التي لم تبق منها إلا الحطام.

13ـ مدينة أتلانتا الأمريكية

رغم أن الحرب العالمية الثانية نتج عنها أكبر معدلات الدمار في العديد من مدن العالم، إلا أن الحرب الأهلية الأمريكية كانت مسؤولة عن أكبر دمار للمنشآت المدنية في العصر الحديث.

ففي عام 1865 قرر الجنرال وليام شيرمان قائد جيش الاتحاد الأمريكي نسف شبكة السكك الحديدية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا حتى لا يستخدمها الجيش الفيدرالي في إعادة بناء سكناته، وقام بحرق 40% من المدينة، وبعد انتهاء الحرب استمر إعادة بناء المدينة لمدة 7 سنوات.

14ـ مدينة أرمازي في جورجيا

تعرضت تلك المدينة لهجوم القوات العربية وتعرضت للدمار عام 713 ولم يتم إعادة بناءها.

15ـ مدينة أفغانستان الحمراء

يطلق عليها "Afghanistan’s Red City" كان يسكنها 3.000 شخص عام 1221 وتم تدميرها على يد جانكيز خان قائد المغول.

16ـ مدينة فيجاياناجارا الهندية

تحولت إلى مدينة مهجورة عام 1565 بعد أن وقعت في يد الجيوش الإسلامية على حد وصف الصحيفة.

17ـ عاصمة أيوثايا

تم تدمير مدينة أيوثايا على يد الجيش البورمي عام 1767.

ماذا بعد الحرب؟
لندن وهامبورج
خلال الحرب العالمية الثانية قتل ما يقرب من 17.500 شخص في العاصمة البريطانية لندن، بينما قتل 42.600 شخص في أسبوع واحد عندما تم قصف مدينة هامبورج الألمانية عام 1943.

لكنه رغم المجازرالتي شهدتها المدن الأوربية بنهاية الحرب العالمية الثانية إلا أنها استطاعت أن تستعيد خدمة النقل والخدمات الأساسية خلال أيام من انتهاء الحرب.

هيروشيما ونجازاكي
حتى هاتين المدينتين اللتان كان من نصيبهم أكبر عملية قصف منفردة في تلك الحرب تم استعادت الخدمات الرئيسية بها خلال أسبوع من انتهاء الحرب، وعادت الطاقة الكهربائية إلى أغلب أجزاء هيروشيما في
7 أغسطس 1945 أي بعد يوم من قصفها بالقنبلة الذرية وعادت أيضا قطاراتها لتعمل في اليوم التالي.