إعلان

كاتب بريطاني: اسمعوني جيدا،عهد أسرة بوش انتهى للأبد

01:14 ص الأربعاء 11 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (أ ش أ):

أكد الكاتب البريطاني إدوارد لوشا أن عهد أسرة بوش في حكم أمريكا انتهى للأبد، وأن المرشح الجمهوري "جيب بوش" لا يمكنه النأي بنفسه عن اسم عائلته وإرثها مهما جدّ في محاولاته.

وسخر لوشا -في مقال نشرته (الـفاينانشيال تايمز)- على آخر شعارات حملة جيب الانتخابية المتعثرة: "جيب سيصلح الحال"، قائلا "مهما كانت المشكلات التي تواجهها أمريكا، فإن حاكم فلوريدا السابق لديه المقدرة على المواجهة والحل".

واستدرك الكاتب قائلا ان جيب هذا قد لا يستطيع إصلاح حال حتى حملته الانتخابية؛ ذلك أن واحدا فقط من أصل 25 صوتا جمهوريا هو الذي يدعم جيب الآن، بينما الداعمون الكبار يتوجهون وجهات أخرى".

وأضاف لوشا أنه عند نقطة معينة ستظهر الأسباب المباشرة لهذا التعثر الذي يبدو أنه قدر حملة المرشح "جيب" الانتخابية حتى من قبل أن تبدأ.

ورأى الكاتب أن "مأزق "جيب" بات أكثر وضوحا بعد ظهور كتاب عن مذكرات أبيه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب للكاتب جون ميشام بعنوان "القدر والقوة"، وقال لوشا إن أي دارس أمريكي أو غير ذلك للدبلوماسية بات يعرف أن الرئاسة رقم 41 لأمريكا التي تصدّرها جورج هربرت ووكر قد تعرضت للاستخفاف وانتقاص القدر؛ إذ تحوّل انهيار السوفيات إلى حدث بغيض، بوش الأب قاد عملية رفع سلمي للستار الحديدي واستخف بسيل من النُصْح قدمه له مستشارون بالظهور على حائط برلين لحظة انهياره، لم يكن بوش الأب يريد الرقص على قبر الامبراطورية الروسية، لا، ولم يكن يرغب في القفز على المشهد في اللحظة الألمانية الفارقة."

ومضى لوشا "لكن بمعايير اليوم، فإن مواقف بوش الأب المتحفظة يمكن النظر إليها باعتبارها مسيئة انتخابيًا؛ وإذا كانت هذه المواقف، التي أظهرت ثقة كاملة لقوة عظمى كانت تعلم أن التاريخ يقف في صفها، قد انتزعت ولا تزال تقدير وامتنان الأوروبيين لـ بوش الأب على طريقة تعاطيه مع الأحداث إبان انتهاء الحرب الباردة، فإن معظم الجمهوريين على الجانب الآخر ينظرون إلى تلك المواقف وإلى صاحبها بازدراء، لقد اشتُهر بوش الأب بقوله "إسمعوني جيدا: لا ضرائب جديدة"، فيما ترى جموع مُحافِظة أن بوش الأب حنث بهذا الوعد في عام 1991 عندما رفع الضرائب لتقليص عجز الميزانية الأمريكية آنذاك، وقد كلفه هذا التصرف غاليا في الانتخابات التالية، كما غرس بذور ردة فعل جمهورية مناهضة يواجهها الآن ابنه "جيب بوش."

ونبه صاحب المقال إلى أنه "في السياسة، ليس المهم ما تقول، وإنما ما يسمعه الناس، وفي تعريفه لنفسه في حملته الانتخابية باسم "جيب" فهو لم يخدع أحدا، وإنما ما قرأه الناس كان "بوش".

ورصد الكاتب خمس محاولات من جانب المرشح "جيب" الصيف الماضي للإجابة على سؤال رئيسي عما إذا كان سينهج نفس نهج أخيه جورج في اجتياح العراق عام 2003 لو كان مكانه؟ وقد ظهر جليا أن "جيب" لم يكن قد فكّر في الأمر من قبل؛ حيث أجاب في البداية قائلا "نعم، لقد كان جورج بوش الابن صائبا في اجتياح العراق، ثم تحول إلى القول "نعم، ولكن ربما كان عليه التركيز بشكل في التعاطي مع ما بعد الاجتياح، ثم قرر بعد ذلك القول "إنه لا يحب الإجابة على مجرد افتراضات"، ثم انتهى إلى القول "إنه لو كان محل أخيه وقتها وأتيح له آنذاك أن يعرف ما نعرفه الآن من أن الاجتياح سيورث الفوضى ويُهدي العراق لإيران على طبق، إذن لما ذهب إلى هذا الاجتياح"، عندئذ توقف المصوتون عن الاستماع لـجيب؛ فما سمعوه لم يكن غير إرث أخيه جورج يدور في رأسه، بحسب الكاتب الذي رأى أن جيب لحدّ الآن، لا يستطيع التعرض لـمسألة بوش دونما تلعثم.

ونوه لوشا عن محاولة جورج بوش الأب في مذكراته إلقاء اللوم في أخطاء ابنه جورج في الرئاسة الثالثة والأربعين لأمريكا - على أكتاف نائبه الذي وصفه بالعنيد ديك تشيني، ووزير دفاعه الذي وصفه بالمتغطرس دونالد رامسفيلد، ورأى صاحب المقال أن هذا الموقف من جانب بوش الأب سحب ابنه المرشح جيب مرة أخرى إلى منطقة إرث العائلة الذي يحاول الأخير النأي بنفسه عنها جاد.

ورأى لوشا أن توقيت صدور الكتاب هو الأسوأ على الإطلاق حيث يتزامن صدوره /الثلاثاء/ مع نفس اليوم الذي يعقد فيه الجمهوريون مناظرتهم الرئاسية الرابعة، وقد أظهر جيب أداء سيئا في المناظرات الثلاث الأولى.

ولفت الكاتب إلى أن جيب يتعهد بأن يحقق نموًا نسبته 4 بالمئة، وأن يتعامل مع أمريكا كـ"أمة ناشئة"، وأن يفتح الباب في وجه المهاجرين قائلا "إننا نتكون من 34 نكهة مختلفة".

وعلق لوشا قائلا إن جيب يحاول التأسيس للرئاسة الخامسة والأربعين لأمريكا على أساس الحديث عن المستقبل، ولكن مستمعيه لا يزالون ينظرون إلى ماضي عائلته "بوش".

واختتم الكاتب قائلا "حتى لو كان "جيب" ماهرًا في حملته الانتخابية، إلا أنه قد وصل متأخرا للغاية في حفلة العائلة، وربما كان عليه الاستماع لأمه بربارة بوش عندما قالت قبل عامين لدى سؤالها عمّا إذا كان ينبغي على "جيب" الترشح للرئاسة: "إن ثمة أناسا آخرين في الخارج مؤهلون للغاية، كفى عائلة بوش رؤساءً".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان