إعلان

أسوشيتد برس: مشاعر الخيبة تنتاب إسرائيل إثر ارتفاع حصيلة قتلاهم في غزة

02:59 م الثلاثاء 22 يوليو 2014

الجيش الإسرائيلي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إنه على مدى أسبوعين تقريبا، كان يملأ إسرائيل الشعور بالثقة والفخر: نظام الدفاع الجوي "القبة الحديد" اعترض بنجاح صواريخ حماس وهي في السماء، الجيش الإسرائيلي نجح في إحباط محاولات تسلل مقاتلي حماس عبر الأنفاق أو عن طريق البحر، كما لم يسبب القتال مع الحركة الفلسطينية أي خسائر تذكر في صفوف الإسرائيليين.

وأردفت الوكالة إلا إن هذا الوضع تغير في لمح البصر بعد مقتل أكثر من خمسة وعشرين جنديا إسرائيليا مع جرح العشرات - في حصيلة مذهلة للقرار المصيري الذي اتخذ ليلة الخميس الماضي بإرسال الجنود والدبابات في هجوم بري على قطاع غزة.

في بلاد حيث التجنيد إلزاميا لغالبية المواطنين، والخسائر في صفوف العسكريين تعد أمرا مأساويا كما هي حال سقوط قتلى في صفوف المدنيين، فإن رد الفعل حيال هذه النكسة كان صاعقا. فقد تصدرت الصفحات الأول ونشرات الأخبار صور القتلى وحكاياتهم - صور لشبان بوجوه يافعة وكأنهم تخرجوا للتو من المدرسة الثانوية- ومقابلات مع آباء يخشون على مصير أولادهم.

فالقلق الناجم عن سقوط هذا العدد من القتلى الذي يعد الأعلى منذ حرب لبنان عام 2006 يختلط الآن بمزيج من المشاعر: تصميم قوي على المضي قدما في وقف إطلاق الصواريخ من غزة، من جهة، والغرق في مشاعر وكأن كارثة على وشك الحلول، من جهة أخرى.

يصف المتدرب القانوني ألون جيلر (42 عاما) من وسط إسرائيل الحرب: "إنها قبيحة، إنها ليست نزهة، لكن علينا المضي حتى إنجاز العملية. إن توقفنا الآن قبل تحقيق الأهداف فإن موت جنودنا سيكون عبثيا ودون جدوى" – بحسب ما نقلته الوكالة.


ولفتت الوكالة إلى تحذير صحيفة هاآرتس من تباطؤ المهمة "والقتل بالجملة" للمدنيين الفلسطينيين. وقالت في افتتاحيتها يوم أمس الاثنين "إن رمال غزة الناعمة قد تتحول الى رمال متحركة. لن يتحقق نصر هناك. على إسرائيل الحد من زمن وجودها في غزة".

وذكرت الوكالة أن هناك شبه إجماع في صفوف الإسرائيليين على إن الغارات الجوية ترمي الى وقف إطلاق الصواريخ من غزة، والتي تعد غير منطقية وبغيضة. وسقوط العدد الكبير من الضحايا في صفوف الفلسطينيين جراء هذه الغارات - أكثر من 500 في ظرف أسبوعين - يحمل الجمهور الإسرائيلي مسؤوليتها على حماس لنصبها منصات الصواريخ في المناطق الآهلة بالسكان، ما يثبت عدميتها في عيون الإسرائيليين.

لكن غزو غزة برا مسألة أخرى، ومن الواضح إن الحكومة ترددت كثيرا قبل اتخاذ هذه المخاطرة. القتال من منزل لآخر، انكشاف الدبابات في الحقول وخطر خطف جندي ليتم تبادله بآلاف الأسرى الفلسطينيين بعد سنوات من الاحتجاز: انها مسألة تثبط الهمم – بحسب الوكالة.

شعرت الحكومة بضرورة القيام بمثل هذه الخطوات لأنه رغم كل الدمار الذي لحق بغزة بفعل الغارات، وبكل بساطة، لم يتوقف إطلاق الصواريخ من جانب حماس. كما شعر المسؤولون الإسرائيليون بأن الرأي العام العالمي سوف يتفهم الأمر بعد رفض حماس مبادرة وقف إطلاق النار المصرية التي قبلتها إسرائيل.

من ناحية أخرى أشارت الوكالة إلى وجهة النظر الإسرائيلية، والتي تقول إن ما زاد الوضع تعقيدا أن حماس على ما يبدو لا تتعرض لضغط كاف من جانب سكان غزة رغم الخراب الذي يعانوه. وبينما ليست هناك ديمقراطية في غزة التي تحكمها حماس بالقوة، يعكس هذا على ما يبدو دعما حقيقيا لهدف حماس المتمثل في كسر الحصار المفروض من جانب كل من إسرائيل ومصر على القطاع الساحلي.

وبدافع الشعور بالجرأة، كثفت حماس محاولات شن هجمات دامية تستهدف مناطق سكنية على الحدود الإسرائيلية عبر الأنفاق التي حفرت تحت الجدار العازل بين إسرائيل وغزة. وبالنسبة للإسرائيليين، يثير هذا ذعر الأسر التي تعيش في مناطق زراعية هادئة على حافة صحراء النقب مخافة أن يستيقظوا في يوم ما ليجدوا أسرابا من المسلحين الإسلاميين بينهم.

وفي هذا الصدد، قال يهودا بن مئير، المحلل السياسي في معهد دراسات الأمن الوطني، "هذا ينقل إلى الوطن شعورا بأنهم خرجوا لقتلنا ويتعين علينا وقفهم ... لا يمكن لأحد أن يقول إنه (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) مولع بالقتال. لقد أقنع هذا الرأي العام الإسرائيلي بأن القرار الذي اتخذه نتنياهو جاء بدافع أنه ليس لدينا خيار آخر – بحسب الوكالة.

ورغم غياب الذعر يوم أمس الاثنين، من الواضح أن استمرار قتل الجنود بهذا المعدل يعني أن المرونة التي يتمتع بها نتنياهو حتى الآن قد يحل محلها شعور متزايد بالعجلة لوقف الخسائر البشرية. وسوف يطلب كثير من اليساريين الإسرائيليين وضع حد للعملية الجارية. كما سوف يطلب المتشددون مزيدا من العمل المتشدد والذي قد يرقى إلى ويشمل السيطرة على غزة. ومن شأن هذا أن يضيف إلى الضغط المتصاعد بالفعل القادم من الخارج المذعور بسبب المذبحة الجارية في الجانب الفلسطيني.

وربما يعي رئيس الوزراء أن نقطة التحول في شعبية سلفه إيهود أولمرت بدأت عندما بدأ الرأي العام يحسب عدد القتلى في صفوف الجنود واستنتج أن الجيش لم يكن مستعدا بالكلية خلال حرب عام 2006.

وأضافت أسوشيتد برس أن البعض يدعو، سواء في الحكومة أو في الشارع، بالفعل إلى غزو كامل بهدف الإطاحة بحماس، حتى إذا كان من شأن هذا أن يجعل إسرائيل تحتل مجددا منطقة معادية فقيرة يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، كما فعلت لقرابة أربعة عقود غير مريحة حتى انسحابها من غزة عام 2005. وحتى اللحظة، تعد العملية البرية مقتصرة في الغالب على مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، حيث تعمل إسرائيل على غلق الأنفاق واستهداف مطلقي الصواريخ، وربما تكون السيطرة على مدينة غزة أكثر كلفة.

وفي السياق، قال حفيف شباطي (61 عاما) وهو سائق حافلة في القدس وخدم بالجيش في عدة حروب، "أكره الحرب. أتألم لسقوط كل قتيل". وأوضح شباطي، الذي تم استدعاء نجله للخدمة في الجيش، أنه يعارض الغزو البري لأنه يمثل خطورة، مضيفا أنه يشعر بالمسؤولية الشخصية عن القتلى حتى أن مثل هذه الأنباء تؤثر عليه بدنيا – بحسب ما نقلته الوكالة.

وتابع شباطي قائلا "بعدما أتعافى من الصدمة، سأقول فلنكمل الطريق".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان