يتمنى لو أغمض عينيه

07:08 م الأحد 27 أغسطس 2023

سليمان جودة


غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة البريكس التي انعقدت في مدينة جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا ، ولكنه ألقى كلمة من خلال الڤيديو كونفرانس ، وكانت الحرب الروسية الأوكرانية هي موضوع الكلمة .

إعلان

المجموعة تضم خمس دول هي الصين ، والهند ، وروسيا ، والبرازيل ، ثم جنوب أفريقيا ، وليست كلمة البريكس بالإنجليزية سوى الحروف الخمسة الأولى من أسماء الدول الخمس . . فالباء في كلمة بريكس تشير إلى البرازيل ، والراء إلى روسيا ، والياء إلى الهند ، والكاف إلى الصين ،والسين إلى جنوب أفريقيا .

وقد رافق انعقاد قمة هذه السنة في ٢٢ أغسطس كلام كثير حول موضوعين ، أحدهما مدى قدرة دول المجموعة اقتصادياً على كسر هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم ، والثاني مدى قدرة المجموعة أيضاً على قبول أعضاء جدد من الدول ، التي أبدت رغبتها في الانضمام وتقدمت بطلبات انضمام بالفعل .

أما فيما يخص الموضوع الثاني فلقد تقرر قبول مصر ، والسعودية ، والامارات ، وايران ، وأثيوبيا ، والأرجنتين ، وأما الموضوع الأول فهو سابق لأوانه بطبيعته ، وإذا كانت المجموعة تريد إحداث توازن في العالم ، وإذا كانت ترى نفسها قوة اقتصادية قادرة على إحداث هذا التوازن في مواجهة الاقتصاد الأمريكي والغربي عموماً ، فهذا أمر يحتاج إلى فسحة من الوقت ليتحقق ولن نراه متحققاً في صباح الغد .

وإلى أن تتبلور الصورة في هذا الملف ، يظل ملف الحرب الروسية الأوكرانية هو الملف الأعلى صوتاً ، وهو الذي يحتاج الى حل سريع ، لأن تداعياته لا تتوقف عند حدود الدولتين المتحاربتين وحدهما ، وإنما تمتد كما نرى الى كل دولة في أنحاء الأرض ، ولو قلنا أن تداعياتها واصلة إلى كل بيت فلن يكون في الأمر أي مبالغة .

وفي كلمته أمام القمة قال بوتين إن بلاده تريد إنهاء الحرب التي أشعل الغرب فتيلها ، وإن روسيا دخلتها على سبيل رد الفعل في مواجهة الأفعال الغربية ، وأن موسكو سترأس مجموعة بريكس خلال دورتها الجديدة ، وستعمل على تعزيز دورها في العالم ، وستدعو إلى قمة لها في مدينة كازان الروسية في أكتوبر من السنة المقبلة .

ومعنى كلامه أنه يبحث عن طريقة يخرج بها من الحرب ، وأنه مستعد للتجاوب في هذا الإتجاه ، ولكنه لا يصادف تجاوباً في المقابل من جانب الولايات المتحدة وأوربا وحلفائهما .

والمتابع للحرب منذ بدايتها في ٢٤ فبراير قبل الماضي يستطيع أن يرى أن بوتين على صواب فيما يقوله في هذه النقطة بالذات ، لأنه ما أكثر مبادرات التسوية التي أطلقتها أطراف دولية كثيرة ، وما أقل التجاوب معها من جانب الغرب في العموم .

ومن حديث الرئيس الروسي تشعر أنه يواجه مشكلة ، وأن الغرب استدرجه إلى شيء لم يكن يتوقعه ، وأنه يتمنى لو أغمض عينيه ثم فتحهما ليجد هذه الحرب وقد وضعت أوزارها .

إعلان

الأخبار المتعلقة