إعلان

المصريون ليسوا ملائكة!!

إبراهيم علي

المصريون ليسوا ملائكة!!

إبراهيم علي
07:00 م الجمعة 23 ديسمبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يظل مشهد الفنان الراحل مصطفى متولى في المسلسل الشهير "بكيزة وزغلول"، محفوراً في الأذهان ...هذا المشهد الذى راهن فيه على المعدن الأصيل للشعب المصري.

تظاهر الفنان الراحل بأنه تعرض لأزمة صحية مفاجئة، ثوانٍ معدودة والتف الجميع من حوله لتقديم يد المساعدة، في رد فعل تلقائي، يُعبَّر عن الفطرة السليمة والنقية للمصريين.

أراد الفنان الراحل، أن يُدَلل عملياً لخطيبته المُتأثرة والمُفَضِلة للثقافة والحضارة الأوروبية، والتي عادت لتوّها لمصر بعد سنوات طويلة قضتها في الخارج، أراد أن يؤكد لها أن "الشهامة والجدعنة" صناعة مصرية خالصة.

إن القيم الأخلاقية، والثوابت العقائدية، والمبادئ الإنسانية، والصبغات العاطفية، لدى العقل الجمعي للمصريين، والتي تراكمت عبر العصور ، وتوارثتها الأجيال المتعاقبة من خلال مرجعيات متنوعة، تُعتبر أحد أهم مكونات الشخصية المصرية، تتفرد بها، وتُمَيِزها عن غيرها، وتجعل لها مذاقا خاصا.

كُلَما سنحت الفرصة، يخرج العقل الجمعي للمصريين بمكوناته السابقة، مُعلِناً بقوة وقطعية، عن موقفه ... عندما تعرض محمد، عامل النظافة، للظلم والتَكبُر والتَجبُر في مطعم "الكشرى".. انتفض العقل الجمعي معلناً رفضه واستنكاره، ومؤكداً دعمه ومساندته ...وعندما اتضح مع مرور الوقت، الاستغلال والتوظيف المُبتذل لهذا المشهد من جانب صاحبه، في محاولة لـ "ركوب التريند" ... تحوّل العقل الجمعي من الدعم إلى النفور ...مستنداً ومرتكزا في ذلك على نفس الثوابت وذات المرجعيات.

وبالمثل استدعى العقل الجمعي للمصريين، مبادئ "الشهامة والكرم"، لينجح في وقت قياسي، ورغم الظروف القاسية، من جمع مبلغ 40 مليون جنيه، لعلاج الطفلة "رقية" ابنة الاسكندرية، التي تعاني من مرض ضمور العضلات، ورسموا البسمة والفرحة على وجه أبيها.

وبالمثل أيضاً، فإن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي – وجميع أعضائها من أبناء هذا الشعب الأصيل – ومنذ توليها المسؤولية، عندما كانت تلم بالوطن لائمة أو تواجهه تحديات، كانت ولازالت أول من تلجأ إليه هو العقل الجمعي للمصريين، تخاطب فيه أخلاقه وقيمه وثوابته وكرمه، فتقوم بتخصيص خطوط ساخنة وتطلق مبادرات لجمع تبرعات لدعم فئات متضررة هنا وهناك.. ودائما ما يلبي الشعب النداء.

هذا "العقل الجمعي" بمكوناته الراسخة، عَبَّر عن آرائه المُتَحَضِرة، وسجل مواقفه المُشَرفة، في مئات المناسبات والأحداث، فعلها في الماضي – وتشهد كتب التاريخ – وفعلها في الحاضر ، وسيفعلها في المستقبل، لم تفلح معه كل محاولات تَغَيِيب الوعي وتدمير الثوابت وتغيير القناعات، ولن تفلح ، فهي مُتَجذرة في جيناته، وتجرى في عروقة، لا يَضُرهُ خروج البعض عن "النص" ، أو أن تَضِل فئة الطريق، أو أن تصدُر سلوكيات وأفعال شاذة من هنا أو من هناك ...سيظل ثابتاً على مواقفه، مؤمناً بثوابته.

هذا لا يعني أن المصريين ملائكة يمشون على الأرض، فهم بَشَر يخطئون ويصيبون، وأن منهم الصالح، ومنهم ما دون ذلك.

لكن تظل الشخصية المصرية بلا مُنافس في عاداتها وتقاليدها، وطباعها، بلا منافس في مكوناتها وتوجهاتها، في تعاملاتها ، في نمط حياتها، في ممارساتها، بل وفي مُفردات لغتها وقاموس ألفاظها.

سيظل الخير في المصريين، رغم كل شيء، ورغم كل التحديات، شاء من شاء، وأبى من أبى، ستظل مصر أم الدنيا بأبنائها.

إعلان

إعلان

إعلان