إعلان

عن أرض الوثيقة !

الكاتب سليمان جودة

عن أرض الوثيقة !

سليمان جودة
08:18 م الأحد 09 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لو أن أحداً أجرى إحصاءً عن المادة الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام في دولة الامارات ، أو التي تشرها وسائل إعلام عربية أو أجنبية عن الدولة نفسها ، فسوف يلاحظ أن كلمة "مستقبل" هي أكثر الكلمات تردداً في الحالتين .. وسوف لا يكون هذا غريباً ولا مستغرباً !

وقبل أيام حضرت لقاء جرى داخل متحف المستقبل في دبي، وكان المتحدث فيه هو الوزير محمد القرقاوي ، وزير شئون مجلس الوزراء ، رئيس المتحف ، وكان الحديث عن مستقبل دبي .

ولأن دبي إمارة من بين سبع إمارات تتشكل منها دولة الإمارات ، فلقد كان من الطبيعي أن يمتد الحديث إلى مستقبل الدولة كلها ، ولا يتوقف عند حدود دبي وحدها .

وفي أثناء اللقاء الذي جمع رجال إعلام من بلاد مختلفة ، كان منتدى الإعلام في دبي يعقد دورته الجديدة ، وكانت هي الدورة رقم عشرين ، وكان يحتفل بهذه المناسبة ، ولم يجد أفضل من أن تنعقد دورته تحت هذا الشعار: مستقبل الإعلام .

وهكذا .. فإن المتابع سوف يجد نفسه أمام منتدى شهير يتحدث عن مستقبل الإعلام ويبحث فيه ، وأمام لقاء مع وزير في الحكومة يتصدى لقضية المستقبل بالنسبة لدبي دون غيرها من القضايا ، ثم يتفرع منها إلى مستقبل الامارات كلها لا بعضها ، وأخيراً سيجد المتابع أنه إزاء متحف ينعقد فيه اللقاء اسمه متحف "المستقبل" .. فهذه الكلمة هي القاسم المشترك الأعظم في الحالات الثلاث !

فإذا جئت إلى المضمون فسوف يتبين لك أن الفكرة الجوهرية في حديث الوزير كانت عن برنامج الدولة للمستقبل ، وسوف يتبين لك أيضاً أن حكومة الدولة مشغولة بشكل الأمور في الامارات عام ٢٠٧١ !!.. أما لماذا هذا التاريخ على وجه التحديد ، فلأن الاتحاد قام بين الامارات السبع في عام ١٩٧١ ، ولأن الاحتفال في السنة الماضية كان بمرور نصف قرن على قيام الاتحاد ، ولأن الاتحاد نفسه يتطلع الى ٢٠٧١ ليحتفل وقتها بمرور مائة سنة كاملة من عمر المسيرة .

وبالطبع .. فالذهاب إلى هذا التاريخ يحتاج الى برنامج عمل جاد ، ويحتاج الى أن يكون هذا البرنامج محل متابعة على الدوام ، وهذا بالضبط ما يتم الآن .

وسوف لا يكون جديداً أن تجد الإنسان في الإمارات هو مرتكز هذا البرنامج .. فالإنسان منذ وقت مبكر هو في القلب من كل عمل يتم على أرض الاتحاد ، ولا فرق بين أن يكون الانسان مواطناً يحمل جنسية الدولة ، أو يكون مقيماً يعمل على أرضها .

إن الامارات هي الدولة التي تعرف وزارة في حكومتها اسمها وزارة السعادة ، وتعرف وزارة أخرى اسمها وزارة التسامح .. وهكذا .. وهكذا .. فالاهتمام بالإنسان ، والحال هكذا ، يتم بشكل مؤسسي مستقر لا يتغير من حكومة الى حكومة !

ومما يميز التجربة على بعضها أنها تتمنى لو كان نهجها قائماً في كل عاصمة عربية ، ولا تتأخر الحكومة التي تقوم على أمر التجربة عن تقديم ما تستطيعه ، إذا ما طلبت منها أي حكومة عربية أن تساعدها في هذا الطريق .. وعندما بحثت "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، وبابا الڤاتيكان فرنسيس الأول في ٤ فبراير ٢٠١٩ عن أرض تنطلق منها ، فإن اختيارها وقع على أرض أبوظبي ، وكان ذلك مما أسعد الانسان في كل مكان ، باعتباره انساناً قبل كل شيء ، وبصرف النظر عن كل شيء . ولا يزال المستشار محمد عبد السلام ، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الانسانية ، يسعى بمبادئ الوثيقة من أرض الامارات الى كل أرض أخرى ، لعل هذا العالم يصبح أكثر إنسانية مما هو عليه !

إعلان

إعلان

إعلان