إعلان

ضرورات ومبررات ضرب مفاعلات إيران!

محمد حسن الألفي

ضرورات ومبررات ضرب مفاعلات إيران!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 02 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

فيما يبدو أن العالم مقبل بخوف على جائحة نيباه بالتزامن مع جائحة كورونا، التي تضرب المخ والرئتين في مقتل لـ75٪ من المصابين، بينما تتحرك إسرائيل بسرعة شديدة لمواجهة فيروس إيراني تراه أخطر عليها من كورونا الصيني ونيباه الآسيوي.

اجتمع أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو بقادة الجيش والمخابرات، وتفقد الخطط العسكرية، وطلب تخصيص أموال إضافية لتمويل هجوم إسرائيلي محتمل جدا ضد منشآت إيران النووية في نطنز وفي فوردو.

التعجيل الإسرائيلي بالتأهب للهجوم على إيران له سببان جوهريان:

أولهما، ما صرح به وزير الطاقة الإسرائيلي بأن إيران يمكن أن تحصل على مواد انشطارية تستخدم في صنع قنبلتها النووية، في ستة أشهر.

وفي الوقت ذاته كشف أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أن أسابيع معدودة تفصل بين إيران والحصول على مواد انشطارية لازمة لصنع سلاحها النووي.

وأمس أيضا كشف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أن إيران ضاعفت أجهزة الطرد المركزي بقوة تفوق أربعة أضعاف الجيل السابق.

تسابق إيران إذن الزمن لتضع العالم، وبخاصة إسرائيل والخليج وأمريكا أمام المستحيل، كما فعلت كوريا الشمالية.

وكما يغري الأمر تركيا حاليا باللحاق بالسباق النووي تستفيد إيران أيضا من التصريحات قصيرة النظر لأنتوني بلينكن عن أن إدارة بايدن تحتاج وقتا قبل الدخول في مفاوضات تشمل الاتفاق النووي وقضايا أخرى.

والمقصود بالأخيرة برنامج الصواريخ الباليستية، وبالفعل نجحت إيران في إطلاق صاروخ بتقنية متطورة، ليحمل قمرا صناعيا للفضاء الخارجي.

وتعرف أوروبا أن صواريخ إيران يصل مداها إلى أراضي القارة العجوز، غير أن أوروبا هي حاليا الصدر الحنون لإيران، ومن ثم طلب جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، أن تتوسط أوروبا، يقصد ألمانيا بالذات، بين طهران وواشنطن لإنقاذ الاتفاق النووي وعمل عودة متزامنة للالتزام ببنوده دون شروط.

أما السبب الثاني، وراء التعجيل بالتأهب الإسرائيلي لضرب محتمل جدا لإيران، فهو رغبة إسرائيل ألا تعود واشنطن إلى الاتفاق، لأنه سيكون خطأ فادحا كما قال، رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي الأسبوع الماضي.. وإذا عادت فلابد من حضور إسرائيل .

الاستعدادات الإسرائيلية، بما فيها الدعوة لعقد اجتماع الأحد القادم للمجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي، هي ضغط مزدوج تستفيد منه إيران بأن تسرع من وتيرة برنامجها النووي الصاروخي، وتستفيد منه إسرائيل بأن تطرح نفسها كرقم بارز فاعل في أية مفاوضات جديدة مع إيران وواشنطن.

تريد إسرائيل أن تحضر هذه المفاوضات، والسعودية أيضا طالب ماكرون بضمها للمفاوضات.

توسيع حلقة النار حول إيران وتضييقها على عنقها يعطيها مبررات الرفض والرفص.. لاحقا.

معطيات الموقف المتشابك أنك أمام إدارة أمريكية تلوح في أسلوبها ملامح إدارة أوباما.. مترددة.. متلكئة.. واقعة تحت ضغوط اقتصادية وإنسانية هائلة داخل بلادها بسبب من آثار كورونا، وتصاعد الوفيات التي تقترب حاليا من النصف مليون وفاة..

سبق في عام 2010 أن طلب نتنياهو توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني في مهده، لكن قيادات الجيش الإسرائيلي رفضت ونصحت بالتريث، تحسبا للمضاعفات الإقليمية، أما وأن إيران توشك على امتلاك وحشها النووي فإن التحسب والاحتراز ومراعاة المضاعفات الإقليمية والدولية كلها لن يجدي فتيلا حين تهدد إيران الشرق الأوسط برؤوسها النووية.

هذا وضع قوة يفتن ويغري الآخرين في الإقليم: تركيا والسعودية وغيرهما.. ركضا نحو المعاملة بالمثل.. سباق نووي.

إعلان