الذكاء الاصطناعي في مواجهة السرطان

07:00 م الإثنين 06 ديسمبر 2021

خليل العوامي

التكنولوجيا الحديثة بفروعها المختلفة هي مستقبل هذا الكوكب، ومن يتخلف عن ركبها سيشعر بعد عقد أو اثنين من الزمن، إن لم يكن بعد سنوات، أنه يعيش في ظلام يشبه ظلام العصور الوسطى مقارنة بالعالم المتقدم تكنولوجيا.

إعلان

ففي بريطانيا بدأ، منذ أيام، جني ثمار الأبحاث العلمية المتواصلة منذ سنوات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطانات، حيث نجحت جامعة بيتسي كادوالدر في استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا.

ووفق ما نشرته "بي بي سي" استخدم فريق الجامعة تطبيقًا أسمه "منصة جالين من إنتاج شركة "آيبيكس" المتخصصة في التحاليل الطبية، لتحليل عينات لأشخاص مشتبه بإصابتهم بسرطان البروستاتا، وجاءت النتائج دقيقة بصورة تفوق التشخيص البشري، مما يعد نقلة طبية كبيرة ستمتد مع الوقت لتشخيص وعلاج باقي الأورام السرطانية، والأمراض المختلفة، خاصة مع العمل الآن على تطوير تقنية مشابهة لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي.

هذه الخطوة لم تأت فجأة، ولا من قبيل الصدفة، وإنما هي نتاج عمل وجهد بحثي وتقني ممتد منذ سنوات، وتنفق عليه أموالا طائلة من الشركات المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك مراكز الأبحاث والجامعات المحترمة.

فنجاح استخدام الذكاء الاصطناعي على هذا النحو، ورغم أنه لا يزال في المهد، وسيتطور بصورة كبيرة خلال سنوات، فإنه يحقق عدة مكاسب مهمة:

أولها: سرعة التشخيص الذي لا يستغرق سوى ثوان معدودة، وبالتالي القدرة على تشخيص عدد كبير من الحالات، وفحص الكثير من العينات في وقت قصير.

ثانيا: الدقة في التشخيص، والتي تفوق دقة التشخيص البشري، وهو ما يعني خفض معدل الأخطاء إلى الحدود الدنيا، وبالتالي وضع بروتوكولات علاج أكثر دقة، وبصورة سريعة، خاصة وأن التقنية الجديدة توضح مدى خطورة الورم وإمكانية تطوره.

ثالثا: خفض التكاليف المالية للفحوص، وتخفيف العبء الطبي عن المتخصصين في تشخيص وعلاج الأورام.

هذا الإنجاز العلمي المهم وغيره من الإنجازات الأخرى التي تحدث كل يوم في العالم تفرض علينا أن نسأل أنفسنا: أين نحن من هذا التطور؟ وأين جامعاتنا ومراكز أبحاثنا؟

إعلان

الأخبار المتعلقة