إعلان

صراع في واشنطن.. هل يتغير شكل الإنترنت كما نعرفه؟ "3" ‏نهاية التفويض

خالد عز العرب

صراع في واشنطن.. هل يتغير شكل الإنترنت كما نعرفه؟ "3" ‏نهاية التفويض

خالد عز العرب

أستاذ مساعد ممارس بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأميركية

02:46 م السبت 30 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لقد حاول ترامب بالتحديد مرارا، خلال العام المنصرم، تعديل "المادة ‏‏230"؛ فعندما بدأ "تويتر" يرفق ببعض تغريدات الرئيس تحذيرات ‏مما قد تحتويه من معلومات مغلوطة، رد ترامب بإصدار قرار رئاسي ‏في مايو يهدف إلى تقليص الحماية التي توفرها تلك المادة القانونية ‏لمواقع التواصل‎.‎

وفي الأيام الأخيرة من 2020، استخدم الرئيس الأمريكي حق الفيتو ‏لنقض مشروع الميزانية التي أقرها الكونجرس لتمويل أغراض ‏الدفاع، وذلك في محاولة لإجبار المجلس التشريعي، على أن يرفق مع ‏هذا المشروع قانونا آخر يلغي "المادة 230".‏

ورغم أن الكونجرس تغلب على الفيتو الرئاسي (للمرة الأولى في عهد ‏ترامب) مفضلا عدم التسرع في اتخاذ قرار بهذا الشأن في الأيام ‏الأخيرة من عهده، ورغم أن هناك شكوكا حول الفاعلية القانونية ‏للقرار الرئاسي الذي أصدره ترامب في مايو، فإن الزخم لتعديل ‏‏"المادة 230" يتنامى، كما أنه يأتي من طرفي المعادلة السياسية ‏الأمريكية‎.‎

فخلال حملته الانتخابية، دعا الرئيس المنتخب جو بايدن إلى "إلغاء ‏‏"المادة 230" فورا، واصفا فيسبوك بأنها "ليست مجرد شركة ‏إنترنت، وإنما "منصة" تقوم بنشر الأكاذيب وهي تعلم أنها "كاذبة"، ‏وبالمثل، اتخذ عدد كبير من قادة الحزب الديمقراطي مواقف مؤيدة ‏لإعادة النظر في تلك المادة القانونية المؤسسة‎.‎

وقد تقدم عدد من أعضاء الكونجرس بمشاريع مختلفة – وأحيانا ‏متضاربة – لتعديل القانون، وهناك إجماع من المراقبين على أن ‏مستقبل عمالقة الإنترنت سيكون مطروحا بقوة على الطاولة التشريعية ‏خلال الشهور المقبلة، وإن كان من غير الواضح أي اتجاه ستفضي ‏إليه هذه النقاشات‎.‎

فمن ناحية، هناك أصوات تحذر من أن إلغاء "المادة 230" سيمنح ‏أجهزة الدولة صلاحيات واسعة في تقييد حرية التعبير على الإنترنت، ‏كما أنه سيؤثر سلبا على المواقع الناشئة بالتحديد؛ لأنها لا تملك ما ‏تملكه الشركات العملاقة من قدرة على المراجعة القانونية لما ينشر ‏عليها‎.‎

ومن ناحية أخرى، هناك أصوات تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد ‏إلغاء المادة محل الجدل، وتعتبر أن الاكتفاء بمساواة عمالقة الإنترنت ‏بوسائل الإعلام التقليدية لن يحل المشكلة‎.‎

فلطالما حفلت وسائل الإعلام تلك بالكثير من المعلومات المغلوطة ما ‏دامت لا تضعها تحت طائلة التشهير (ولنا في مثال أكذوبة أسلحة ‏الدمار الشامل التي تم ترديدها قبل غزو العراق مثال صارخ)، كما أن ‏الكثير منها (خاصة الإذاعات المحسوبة على اليمين المتطرف) ليس ‏بمنأى عن ترديد خطابات متعصبة فيها ما فيها من تحريض وكراهية‎.‎

وإن كانت المنافسة بين وسائل الإعلام التقليدية تمثل- ولو نظريا- ‏رادعا لكل مؤسسة صحفية للحفاظ على مصداقيتها حتى لا يهجرها ‏الجمهور، فإن مثل هذا الرادع يغيب عن مواقع التواصل التي تنعم ‏باحتكار جمهورها، الأمر الذي يستدعي في رأي البعض فرض قيود ‏إضافية عليها لمنع نشر الأكاذيب أو خطابات التحريض.‏

الحلقتان السابقتان

صراع في واشنطن.. هل يتغير شكل الإنترنت كما نعرفه؟ "2" تفويض بالرقابة الذاتية

خالد عز العرب يكتب: صراع في واشنطن.. هل يتغير شكل الإنترنت كما نعرفه؟

وإلى حلقة جديدة الأسبوع المقبل...

إعلان