إعلان

هل نحتاج خطة طوارئ زراعية؟...

حسين عبدالقادر

هل نحتاج خطة طوارئ زراعية؟...

حسين عبد القادر
09:00 م الإثنين 30 مارس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حالة الهلع وتداعيات أزمة كورونا لم تعد قاصرة أو تقف عند الانتكاسات الطبية والصحية وتضاعف ضحاياها ولكن مؤخرًا. بدأ يظهر قلق آخر يجتاح العالم من احتمالات حدوث أزمات قادمة في مجال الغذاء بسبب قيود العزل المطبقة عالميًا، والتي يلتزم بها نحو خمس سكان العالم في 200 دولة، حيث أغلقت الحدود بين الدول، بل وبين الطرق داخل المدن في الدولة الواحدة، هذا العزل الذي أدى لمنع الانتقال إلى أماكن العمل، ومن أهم هذه الأماكن مزارع السلع المهمة للخضروات والفاكهة.. هذه المحاصيل كما في: "بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وغيرها"، أوشكت على النضج واقتراب موعد جمعها، ويخشى الآن من استمرار الأزمة وبقاء المحاصيل دون حصاد خلال الأيام القادمة.. فرنسا في حاجة عاجلة إلى 200 ألف عامل موسمي للمشاركة في عملية الجني وإلا سيتعفن محصول الفراولة والهليون، ما أدى لقيام الحكومة الفرنسية بتوجيه نداء لعمال الفنادق والمتاجر، وكل من توقف نشاطه، وهم من تطلق عليهم "جيش الظل" للمشاركة في العمل بالمزارع؛ خوفًا من استحالة جلب العمالة الموسمية المعتاد جلبها سنويا من الخارج... بريطانيا نفس المشكلة، وأعلنت أنها ستدعو للتعبئة العامة لجمع المحاصيل.. في ألمانيا، وحتى يتجنبوا كارثة فقد المحاصيل بعدم جنيها وضعوا حزمة خطوات مخالفة للقوانين الألمانية حتى لا تفسد محاصيلهم، كان على رأسها: "وقف ترحيل المخالفين لقواعد الإقامة، ومن دخل منهم البلاد بطرق غير مشروعة، وكذلك السماح للمهاجرين وطالبي اللجوء بالعمل، وهو ما كان محظورًا من قبل".... ودول العالم المنتجة والمصدرة للمواد الغذائية وخوفًا من حدوث أزمة غذاء عالمية، ربما تكون موضع معاناة لمواطنيها، اتخذت خطوات لمنع استنزاف سلعها للآخرين؛ لتأمين احتياجات سكانها أولا... أستراليا إحدى مزارع العالم الكبري وأكبر مصدري الغذاء أوقفت التصدير... مجموعة الدول المصدرة للأرز، ورغم اعتماد اقتصادها على التصدير قررت الإبقاء على إنتاجها رافعة شعار المواطن المحلي أولا، مثل: "فينتنام وقازغستان والهند وماليزيا"، وهو ما رفع سعر الأرز عالميًا... وفي روسيا تم توجيه نداء إلى اتحاد منتجي الزيوت النباتية لوقف بيع وتصدير بذور زيوت عباد الشمس، وماليزيا أبطأت إنتاج الزيوت للحفاظ على مخزونها الاستراتيجي...

.. كل التقارير العالمية تؤكد أن المخزون الاستراتيجي للسلع آمن حتى الآن رغم التهافت على سحب السلع بهدف تخزينها، ما أدى لخلو أرفف المتاجر.. لكن الخوف الحقيقي فيما هو قادم إذا استمرت أزمة كورونا واستمرت عمليات العزل وتقييد الحركة في الوقت الأمثل لحصد المحاصيل المهددة بالفساد... فهل نحن قد استعددنا لهذه المرحلة. أعتقد أننا بحاجة إلى خطة طوارئ زراعية تتضمن زراعة كل الأراضي الصالحة بالمحاصيل المهمة. ونحقق منها الاكتفاء الذاتي لاستهلاكنا في ظل حمى الخوف العالمي واحتمالات ممكنة بارتفاع جنوني للأسعار العالمية في ظل احتفاظ كل دولة بإنتاجها الغذائي... أرى قيام الدولة بدعم المزارعين. للسلع الاستراتيجية. مثل: "الفول والعدس والأرز والقمح، وغيرها من السلع"، التي ربما لا تحقق أرباحًا كبيرة قياسًا بالأرباح العائدة من محاصيل أخرى، ولكنها لا تسد جوعًا.. الدعم الآن مطلوب، خاصة وأنه معروف أن كثيرًا من المزارعين المصريين هجروا حقولهم السنوات الأخيرة بسبب عدم تحقيق أرباح في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج من: "تقاوٍ، أسعار العمالة الزراعية، كذلك وقود تشغيل الماكينات الزراعية والري، وأيضا ارتفاع أسعار الأسمدة ومستلزمات الزراعة عمومًا"... أتمنى ألا تتحقق كل هذه المخاوف، وألا تحدث فجوات في الاحتياجات الغذائية... ولكن. كما يقولون الاحتياط واجب، وإن كان قد ظهر في الأفق ما يطمئن لخطوات الدولة المصرية فيما نحذر منه، وذلك بصدور قرارها الأخير بحظر تصدير البقوليات خارج مصر لمدة 3 أشهر.

إعلان